صبت الفنانة الأردنية القديرة نادرة عمران، جام غضبها على الحراك الفني الأردني، موجهة سهام نقدها في كل الاتجاهات، معتبرة أن ما يدور في كواليس الساحة الفنية الأردنية هو نوع من الإسقاط الممنهج للدراما الأردنية.
وقالت عمران لـ"العربي الجديد": "خسرت الدراما الأردنية تميزها باللون البدوي، كما لا تعبر الدراما الاجتماعية عن الواقع المعيش، فيما تحولت الكوميديا إلى تهريج". وتمنت أن تصل الدراما الأردنية لمستوى نظيرتها العربية، من حيث الجدية واحترام الصناعة والعمل الاحترافي، وأوضحت: "للأسف يمتلىء الوسط الفني الأردني بالشللية على حساب جودة العمل الفني، ويتم اختيار معظم الفنانين بناءً على المصالح الشخصية وصلة القرابة، من دون أي اعتبارات لمصلحة العمل الفني، وبعد أن كنا كفنانين نسعى إلى إبقاء الحالة الفنية الأردنية صحية، أصبحنا نعيش في حضيض الفن".
وانتقدت ضعف النصوص بشكل عام، وعدم جدية المنتجين في تقديم أعمال ذات قيمة: "يتضح مما يُقدم شدة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى فهم صناعة الدراما المحلية، لدرجة أن الأعمال المقدمة بصيغة دراما، لا تتناسب مع قيمة الفن ولا ترتقي إلى حاجة المشاهد".
وعن عملها الرمضاني الكوميدي "عيلة طابقين" انتقدت عمران طريقة التلفزيون الأردني بالترويج للمسلسل من خلال مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي على حساب الفنانين المكرسين: "ما يحدث من ارتجال غير محسوب هو استخفاف بالقيم الفنية وأساسيات المهنة"، وتساءلت: "كيف يروَّج لعمل يضم مجموعة من أصحاب التجارب الفنية المكرسة، باسم أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي؟ هذا الأمر مرفوض بالنسبة لي، ولا أقبل الاستخفاف باسمي. حاولت الاتصال بمدير البرامج في التلفزيون الأردني، ولم يجب على اتصالاتي".
وحذرت عمران من التماهي في تسخيف الحالة الفنية الأردنية، عبر المساهمة في تدني ثقة الجمهور بالدراما، من خلال اقتناع المسؤولين بأن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي سيكونون أبطال الدراما والسينما، من دون وعي أو إدراك لقيمة الفن.
وأعلنت عمران عدم العمل تحت مظلة أي إنتاج درامي أردني مستقبلاً، سواءً مع القطاع العام أو الخاص، وردت السبب إلى الخيبة التي أصيبت بها جراء ما يدور في الساحة الفنية الأردنية: "أصبحت صناعة الدراما المحلية في مهب الارتجال، كونها قائمة على التنفيع والشللية وتسطيح الفكرة والتقليل من القيمة الفنية وتوفير المال". ونفت أن يكون قرارها هذا تمهيداً للاعتزال: "على العكس. هذا القرار يتيح لي التفرغ للعروض الدرامية العربية التي كنت أفضل الأعمال الأردنية عليها، كما يمنحني المساحة اللازمة للعمل سينمائياً، تحت مظلة الهيئة الملكية للأفلام، صاحبة الفضل الكبير في تقديم فن سينمائي أردني محترف، ساهم في إنتاج أعمال فنية أردنية وصلت إلى جوائز المهرجانات العربية والعالمية، كما للهيئة دور هام في استضافة أكبر الإنتاجات الهوليوودية التي تصوَّر في الأردن ومنها ما فاز بجوائز أوسكار".
وعن أعمالها الفنية المعلقة، قالت عمران إنّها انتهت من تصوير مسلسل "العيدروس" كما توقف تصوير مسلسل "شارع طلال" وهي ملتزمة بهما.
واعتبرت أن الوسط الفني الأردني لم يحمِ نفسه، لافتة إلى أنّ من يطالبون الحكومة الأردنية بدعم الفنانين لا يدركون أن الحكومة تعي أنها تنفخ في جثة ميتة، ولهذا السبب لا تتدخل. وعن دور نقابة الفنانين الأردنيين في إنقاذ ما يمكن إنقاذه فنياً، أشارت عمران إلى أن مجلس النقابة الجديد بعد عام من انتخابه وسط وعود رنانة بإنقاذ الدراما الأردنية، لم يفعل شيئاً.