أقدمت شركة ميتا على حذف سلسلة من الحسابات المؤيدة لفلسطين في مدينة نيويورك، بما في ذلك حسابات منظمات وأفراد، بحسب ما رصدته صحيفة ذي إندبندنت المحلية.
"ميتا" تعلّق حسابات WOL وDTP
حذفت "ميتا" حسابات منظمة "في إطار حياتنا فلسطين" WOL، التي قادت أكثر من مائة احتجاج منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، بالإضافة إلى حظر حسابات مؤسِّستها المشاركة، نردين كسواني. كذلك حذفت "ميتا"، مالكة "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، حسابات "أنهوا استعمار هذا المكان" DTP، وهي منظمة مناهضة للإمبريالية ولها عدد كبير من المتابعين من حي الونكس النيويوركي، وتتعاون مع WOL. وذكرت "ذي إندبندنت" أن حسابات WOL وDTP في "إنستغرام" شهدت تعليقاً في السابق لنشرهما خريطة بمواقع حلفاء إسرائيل في وسط مانهاتن.
وعلّق دانيال سي من منظمة WOL على ذلك وقتها قائلاً إن هذه الأماكن تشمل "مصارف مثل بنك نيويورك ميلون، الذي يستثمر ملايين الدولارات في شركة إلبيت سيستمز لذبح الفلسطينيين. أماكن مثل نيويورك تايمز ونيويورك بوست، التي هيّأت الرأي العام للموافقة على الإبادة الجماعية في فلسطين، ومركز أصدقاء الجيش الإسرائيلي، كلها أماكن تستحق الاحتجاج... لكن وسائل الإعلام اليمينية ووسائل الإعلام الصهيونية أخذت الأمر على أنه، نحن نستعد لمذبحة أو شيء من هذا القبيل". أما كسواني فقالت: "هذا مجرد أحدث إصدار للخريطة... لقد طرحنا واحدة في عام 2021 ولم تكن هناك مشكلة على الإطلاق، المشكلة ظهرت في الأشهر الماضية". ويقول عبد الله عقل من WOL: "زعم إنستغرام أن الحساب قد حُذف نهائياً وحَذَف جميع البيانات أيضاً، لكننا ما زلنا نتخذ كل التدابير الممكنة لمحاولة إعادته".
الانتقال إلى منصات أخرى
من جهتها، وبعدما أعلنت حذف "ميتا" لحساباتها، طلبت منظمة DTP من متابعيها والمناضلين الانتقال إلى حسابها في تطبيق التراسل المشفّر "تليغرام". وأعادت DTP نشر تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش حول قمع "ميتا" للصوت الفلسطيني، معلقةً عليه: "قمع ميتا للتعبير عالميٌ". وجاء في تقرير "هيومن رايتس ووتش": "أدت سياسات وممارسات ميتا إلى إسكات الأصوات الداعمة لفلسطين وحقوق الإنسان الفلسطيني على إنستغرام وفيسبوك في موجة من الرقابة المشددة على وسائل التواصل الاجتماعي".
يتزامن تعليق الحسابات مع اعتقالات استهدفت قادة الاحتجاج في نيويورك، وهي خطوة تشير إلى حملة قمع من شرطة نيويورك ضد الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في المدينة، تقول الصحيفة.
وقُبض على كسواني وستة آخرين من منظمي الاحتجاج المؤيدين لفلسطين خلال تظاهرة يوم 26 يناير/كانون الثاني.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي تُعتقل فيها كسواني خلال الاحتجاجات منذ 7 أكتوبر، وقبل يوم واحد فقط من إصدار WOL تقريراً بعنوان "الحملة على فلسطين: الكشف عن تكتيكات القمع التي تتبعها شرطة نيويورك". وفي الثاني من فبراير/شباط، أُلقي القبض عليها مرة أخرى أثناء تظاهرة أمام جامعة كولومبيا. استخدمت الشرطة القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين واعتقلت ما لا يقل عن 21 شخصاً، وهو ثاني اعتقال مستهدف على التوالي لكسواني خلال أسبوعين.
وواجهت WOL الرقابة في الماضي أيضاً، إذ أزالت كلية الحقوق بجامعة مدينة نيويورك تسجيل فيديو لخطاب كسواني في حفل التخرج لعام 2022 من أرشيفها.
تقول كسواني عن قمع "ميتا": "في النهاية إنها ملكية خاصة وقد طُردنا منها. هذا تحذير لجميع المجموعات من تفادي التنظيم السياسي في الملكية الخاصة، بل ينبغي علينا إنشاء منصات خاصة بنا، فقوتنا في نهاية المطاف في الشوارع".