مهرجان سينمائي يمنح الغزيّين فرصة نادرة لمشاهدة الأفلام على الشاشة الكبيرة

17 أكتوبر 2022
يتضمّن برنامج العروض 40 فيلماً تتنوّع بين أجنبية ومحلية (إبراهيم أبو مصطفى/ رويترز)
+ الخط -

بعد سنواتٍ من الحرمان من دور السينما، سنحت لهواة الأفلام في غزة فرصةٌ نادرةٌ لمشاهدة قائمة من الأفلام على الشاشة الكبيرة.

في زمنٍ سابق، كانت دور السينما في غزة تنبض بالحياة، مع توافد الجمهور لمشاهدة الأفلام العربية والغربية والآسيوية. لاحقاً، أُحرقت دور السينما في الانتفاضة الأولى عام 1987، قبل أن تشتعل فيها النيران مرّة أخرى في عام 1996 خلال موجة أخرى من العنف الداخلي.

ومنذ ذلك الحين، لجأ سكان غزة إلى التلفزيون وخدمات البث عبر الإنترنت، وكانت مشاهدة الأفلام على الشاشة الكبيرة بمثابة فرصة نادرة للسكان، الذين يعيشون تحت حصار على الحدود تفرضه إسرائيل ومصر.

ويعرض مهرجان السجادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان، الذي انطلق يوم الخميس، نحو 40 فيلماً في مركز ثقافي تمّ تجديده في الآونة الأخيرة، يتناول نصفها تقريباً الصراع المستمر منذ عقود مع إسرائيل، فيما تستعرض بقية الأفلام قضايا حقوق الإنسان من أنحاء العالم.

وعلى الرغم من أنّ سكان غزة كانوا قادرين على الذهاب إلى عروض الأفلام، التي تقام من حين لآخر في المسارح وأماكن أخرى، فإنّ مشاهدة هذا العدد الكبير من الأفلام دفعة واحدة تظلّ فرصة نادرة.

وقال المدير التنفيذي للمهرجان منتصر السبع إنّه فخور بالمهرجان في غزة، لكنه يأمل بأن تفتح دور السينما أبوابها مرة أخرى.

وأضاف: "عندنا أفلام نفتخر بها، وتشارك في مهرجانات في كل دول العالم، يبقى أن تفتح دور السينما المقفلة".

ورُشح ما يقرب من 300 فيلم من 60 دولة قبل اختيار المنظمين للقائمة النهائية، والتي تتضمن أعمالاً لأربعة شبان من صانعي الأفلام المحليين إذ سنحت لهم فرصة نادرة لعرض أعمالهم أمام الجمهور في القطاع.

وتعين مراجعة جميع الأفلام قبل عرضها من قبل السلطات المحلية في غزة، التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ عام 2007.

ومن بين الأعمال المعروضة فيلم "11 يوما في مايو"، الذي شارك في إخراجه محمد الصواف من غزة مع المخرج البريطاني مايكل وينتربوتوم، ويوثق قصص 66 طفلاً قضوا في الحرب، التي استمرت 11 يوماً بين القوات الإسرائيلية والمقاومة في القطاع خلال شهر مايو/ أيار 2021.

وقال الصواف: "ركّزنا أكثر على ذكرياتهم الجميلة، نكاتهم، أحلامهم، لنقول إن الأطفال ليسوا أرقاماً، بل كانوا أشخاصاً لديهم مشاريع للمستقبل، وكانت لهم أحلام واعدة مثل أيّ طفل في العالم".

وأضاف: "السينما هي وسيلة راقية ومهمة لإيصال صوت الأطفال وصوت سكان غزة إلى العالم".

وأشار الصواف إلى أنّ الممثلة الهوليوودية، وبطلة فيلم "تيتانك" الشهير، كيت وينسلت، هي من أدّت التعليق الصوتي في الفيلم، فيما تولّى المؤلف الشهير ماكس ريختر إنجاز الموسيقى التصويرية.

لكن بالنسبة للبعض، يتمحور المهرجان حول متعة الذهاب إلى السينما ومشاهدة الأفلام برفقة المقربين.

الأرشيف
التحديثات الحية

وقالت أميرة حمدان، التي ذهبت للمهرجان بصحبة زوجها: "أنا وقفت في الطابور لأشتري تذكرة سينما خارج غزّة، أتمنى تكرار هذه التجربة داخل قطاع غزة".

وأضافت: "أتمنى أن آخذ عائلتي الصغيرة وأن نذهب بشكل جماعي لمشاهدة فيلم سينمائي".

(رويترز)

المساهمون