مهرجان دقة الدولي في تونس يثير تساؤلات حول التطبيع

14 يونيو 2024
اتهمت حملة المقاطعة في تونس المغني المصري أمير عيد بالتطبيع (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مهرجان دقة الدولي في دورته الـ48 يقام بين 29 يونيو و10 يوليو، متضمنًا عروضًا فنية متنوعة بمشاركة فنانين محليين وعرب وأوروبيين، ويشهد عودة الفنان أنور ابراهم إلى المسارح التونسية بعد غياب ثمانية أعوام.
- الجدل حول التطبيع يسيطر على جزء من فعاليات المهرجان، مع دعوات لإلغاء حفلات ومطالبات بتقديم اعتذارات وتعهدات بعدم الشراكة مع مؤسسات داعمة للاحتلال الإسرائيلي، مما يعكس الحساسية الثقافية والسياسية في تونس.
- إدارة المهرجان والفنانين المشاركين ينفون اتهامات التطبيع، مؤكدين على دعمهم للقضية الفلسطينية، ويبرزون العرض الفلسطيني كدليل على التزامهم، فيما تعتبر الحملة التونسية لمقاطعة التطبيع التوضيحات وإلغاء بعض الحفلات استجابة لمطالبها.

أعلنت إدارة مهرجان دقة الدولي عن برنامج الدورة 48، التي تقام بين 29 يونيو/ حزيران الحالي والعاشر من يوليو/ تموز المقبل، والذي ضمّ عروضا متنوعة، أثار بعضها جدلاً حول التطبيع.

وشهد برنامج هذا العام عودة الفنان التونسي وعازف العود العالمي أنور ابراهم إلى المسارح التونسية بعد غياب تواصل لمدة ثمانية أعوام، في خطوةٍ احتفلت بها الصحافة التونسية، ورأت فيها نقطة في صالح القائمين على المهرجان.

وقال مدير الدورة 48 من مهرجان دقة الدولي مختار بلعاتق، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "إقناع الفنان أنور ابراهم بالمشاركة لم يكن هيّناً، لكن وجود مسرح العرض داخل الموقع الأثري وما يوفره من جو خاص كان من العوامل المحفزة لموافقته على إقامة العرض".

وتضمّ بقية عروض المهرجان، الذي يقام في الموقع الأثري دقة في شمال غربي تونس، حفلات يقدّمها فنانون محليون وعرب ومن دول أوروبية مختلفة، على أن تفتتح الفعاليات بحفلٍ للفنان التونسي وليد العيادي.

وتشهد الأيام اللاحقة حفلات لفنانين، أبرزهم الفنان التونسي ياسر جرادي رفقة الفنانة الفلسطينية رولا عازر، والفنانة التونسية يوما و"العيطة مونامور" من المغرب، والفنان التونسي مرتضى الفتيتي، والفنانان التونسيان علاء ومنير الطرودي، إضافة إلى عرضين مصريين، الأول تؤديه فرقة كايروكي والثاني للفنانة مي فاروق. كما يشارك كل من إيريك توفاز من سويسرا وكمال وليامز من بريطانيا والفرنسي ذو الأصول الجزائرية تيف.

تنديد بالتطبيع

وأثار الإعلان عن مشاركة أسماء محددة في المهرجان ردود فعلٍ مختلفةٍ في تونس، إذ اعتبرت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مشاركة بعض المؤسسات الداعمة للاحتلال في بعض عروض المهرجان شكلاً من أشكال التطبيع الثقافي.

ودعت الحملة في بيان إلى إلغاء حفل فرقة كايروكي المصرية بسبب مشاركة أحد أعضائها أمير عيد في حملة إعلانية لشركة فرنسية مختصة في صناعة العطور معروفة بدعمها للاحتلال، إلّا في حال "قدّمت الفرقة اعتذاراً رسمياً وتعهدت بعدم القيام بشراكات مستقبلية مع ماركات داعمة للعدو"، بحسب البيان، كما طالبت بإلغاء حفل الفنان السويسري إيريك تروفاز الذي سبق أن عزف في دولة الاحتلال.

إدارة مهرجان دقة تنفي الاتهامات

ونفت إدارة مهرجان دقة الدولي تهمة التطبيع الثقافي على لسان مدير نسخة هذا العام مختار بلعاتق، الذي قال لـ"العربي الجديد": "هذه الاتهامات فيها الكثير من الظلم لمهرجان عريق اختار هذه السنة الانتصار للحق الفلسطيني، تعبيراً منه عن نبض الشارع التونسي المساند لنضال الأشقاء في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأضاف: "الدورة 48 للمهرجان لا يمكن أن تكون إلا في سياق الواقع العربي، وما يتعرض له قطاع غزة والأراضي الفلسطينية سيكون حاضراً في المهرجان من خلال العرض الفلسطيني للفنانة رولا عازر التي ستغني لفلسطين".

أيضاً، تعرض الفنان التونسي ياسر جرادي لحملة تشكيك من قبل بعض الناشطين لمشاركته في المهرجان، خاصةً أنّه من الشخصيات المعروفة بمساندته للقضية الفلسطينية. لكن جرادي وجد الكثير من المدافعين عنه على منصات التواصل الاجتماعي، وعبّر العديد من المحامين والحقوقيين والصحافيين عن تضامنهم معه، ونفوا تهمة التطبيع التي أراد البعض إلصاقها به.

كذلك، أصدر الفنان المصري أمير عيد بياناً نفى فيه كل التهم التي وجهت إليه وإلى فرقة كايروكي من قبل الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

من جهتها، أصدرت الحملة، ليلة الخميس، بياناً على "فيسبوك"، قالت فيه: "تابعنا في الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصّهيوني تفاعل كل من هيئة مهرجان دقة الدولي وعضو فرقة كايروكي مع رسالتنا المفتوحة"، وحيّت "إلغاء حفل إيريك تروفاز"، معتبرة ذلك "خطوة في اتجاه الاستجابة لمطالبنا التي توجهنا بها"، كما دعت هيئة المهرجان إلى إطلاع جمهوره على "أسباب إلغاء العرض لمراكمة ثقافة المقاومة والمقاطعة".

وأضافت: "بالنسبة لحفل أمير عيد: نعتبر التوضيح الذي نشره تفاعلاً إيجابياً ونثمّن من جهتنا هذا التفاعل. ويهمّنا توضيح أنّنا بعيدون عن المزايدة والتّشويه، وأنّنا حرصنا على ألا ندينه وطلبنا توضيحاً على خلفيّة ظهوره في الإعلان الأخير لشركة عطور فرنسية أثار استياء جمهوره في الوطن العربي، لا في تونس فقط".

المساهمون