- يعرض المهرجان أفلامًا فلسطينية تغطي جوانب مختلفة من الحياة تحت الاحتلال، بما في ذلك "علم" لفراس خوري، و"فرحة" لدارين سلام، و"حمى البحر المتوسط" لمها الحاج.
- يهدف المهرجان إلى تعزيز الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية من خلال السينما، مع التأكيد على دور الإنتاج السينمائي الفلسطيني كوسيلة للتعبير الثقافي والفني.
انطلقت، أخيراً، الدورة الخامسة من مهرجان الفيلم الفلسطيني في العاصمة الرومانية بوخارست، بتنظيم المركز الثقافي الفلسطيني (مركز محمود درويش) هناك، تحت رعاية وزارة الثقافة الفلسطينية في رام الله، وبالشراكة مع سفارة دولة فلسطين في رومانيا، إذ يتواصل حتى الـ28 من إبريل/نيسان الحالي في كل من مدينتي بوخارست وكلوج نابوكا بإدارة المخرجة الرومانية ميرونا رادو. استضاف مسرح لوسيا فارول حفل الافتتاح في بوخارست، ومن ثم انتقلت العروض إلى سينما موزويل.
تضمنت عروض مهرجان الفيلم الفلسطيني مجموعة من الأعمال الفلسطينية المُنتَجة في السنوات الأخيرة، التي تغطي موضوعات وجوانب ذات صلة بالحياة الفلسطينية تحت الاحتلال، ومن بينها الفيلم الفائز بالهرم الذهبي كأفضل فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعام 2022، "علم"، للمخرج الفلسطيني فراس خوري، الذي يحلّ ضيفاً على المهرجان، ويقيم ورشة عمل للطلاب والمهنيّين الشباب.
يتمحور الفيلم حول تامر ورفاقه وتحديات الإنسان فلسطيني في أرضه عبر مخطط لرفع العلم الفلسطيني فوق أسوار المدرسة التي يدرسون فيها عوضاً عن الإسرائيلي، ما يعيدنا إلى أجواء الانتفاضة الأولى، إذ دفع كثير من الشباب حيواتهم فداء لرفع العلم الفلسطيني، ومضوا شهداء، وهو ما بات يتكرر الآن، خاصة في الداخل الفلسطيني المحتل والقدس، في ظل حكومة الاحتلال اليمينية.
ومن الأفلام المعروضة "فرحة" للمخرجة الأردنية دارين سلام. يروى "فرحة" قصة من قصص النكبة والتهجير عبر حكاية فرحة (14 عاماً)، التي يخفيها والدها المُقاوم في قبو مغلق، واعداً إياها بالعودة، خوفاً عليها من جرائم العصابات الصهيونية.
أما فيلم "حمى البحر المتوسط" للمخرجة الفلسطينية مها الحاج، فيناقش الواقع السياسي والاجتماعي المعقد للفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، عبر حكاية جارين أحدهما مؤلف مكتئب يبحث عن الإلهام، ويتمكله العجز حد الرغبة العارمة في الانتحار، والثاني غامض يبدو أنه يحمل المفتاح للتغلب على عقبة الإبداع المتعثر عند جاره، وهو الفيلم الفائز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي الدولي 2022.
ومن أحدث الأعمال المعروضة في مهرجان الفيلم الفلسطيني في رومانيا، الفيلم الروائي الفلسطيني "بيت في القدس" للمخرج مؤيد عليان، الذي يتمحور حول فكرة انتقال ريبيكا مع والدها من المملكة المتحدة إلى القدس، على أمل أن تساعدها بداية جديدة على الشفاء من الموت المفاجئ لوالدتها. لكن في مسكنهما الجديد، وهو منزل قديم في وادي الأشباح، تخوض الفتاة البريطانية رحلة غامضة عبر متاهة شوارع القدس العتيقة، في رحلة بحث عن الحقيقة، أو فك للغز الأحداث الغامضة في ذلك البيت في القدس.
يتطرّق فيلم "باي باي طبريا" إلى عوالم أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات، ويسلط الضوء على روابط الحب والتراث لديهن، إذ يعشن مع ذكريات تتجاوز الزمن، في استعادة لعوالمهن في فلسطين ما قبل النكبة.
كان الجمهور على موعد مع مناقشة أدارتها المخرجة الرومانية ميرونا رادو عبر الأقمار الاصطناعية مع لينا بخاري، مديرة دائرة السينما في وزارة الثقافة الفلسطينية.
تشير بخاري في حديث إلى "العربي الجديد" إلى أن الوزارة تسعى إلى تقديم الرعاية والدعم لكافة مهرجانات الفيلم الفلسطيني في جميع أنحاء العالم، وتوفير كافة الإمكانيات المتوفرة لنجاحها حال رغبت إداراتها في ذلك، وهو ما ينطبق على مهرجان الفيلم الفلسطيني في رومانيا.
توضح بخاري أن مهرجان الفيلم الفلسطيني في رومانيا عادة ما ينطلق في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وأُجّل بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. لكن المهرجان عاد وانتظم لقناعة إدارته بأهمية إقامة الدورة الخامسة منه، لما للسينما من دور في إحداث خلخلة، ولو بسيطة، في الوعي العالمي، خاصة في المجتمعات المنحازة أو غير المتضامنة مع عدالة القضية الفلسطينية.
تقول بخاري إن الفيلم الفلسطيني، الذي يتميّز بمستواه الفنّي العالي، وحضوره الطاغي عالمياً، منذ ثمانينيات القرن الماضي، قادر على إحداث تأثير على صعيد التعريف بفلسطين ثقافيّاً، والتأكيد على المستوى الرفيع للسينما الفلسطينية من جهة، وعلى نشر حقيقة ما يجري على أرض فلسطين منذ عقود إلى اليوم.
وينتقل المهرجان إلى مدينة كلوج نابوكا في الـ28 من الشهر الحالي، حيث تنتظم ثلاثة عروض لأفلام فلسطينية في سينما فيكتوريا هناك، من بينها "علم" لفراس خوري، و"باي باي طبريا" للينا سويلم.