مهرجان البندقية: الأسد الذهبي لألمودوفار وغزة حاضرة

08 سبتمبر 2024
بيدرو ألمودوفاروجائزة الأسد الذهبي، البندقية سبتمبر 2024 (فرانكو أوريغليا/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **منح جائزة الأسد الذهبي لبيدرو ألمودوفار**: حصل المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار على جائزة الأسد الذهبي عن فيلمه الأول باللغة الإنجليزية "ذي روم نكست دور"، الذي يتناول موضوع الانتحار بمساعدة الغير.

- **تكريم نيكول كيدمان وفنسان ليندون**: نالت نيكول كيدمان جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "بيبي غيرل"، وفاز فنسان ليندون بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "جويه أفيك لو فو".

- **أبرز الفائزين واللحظات المؤثرة**: فاز فيلم "ذي بروتاليست" بجائزة أفضل إخراج، وحصل بول كيرشر على جائزة أفضل ممثل شاب، بينما خرجت أفلام "جوكر: فولي آ دو" و"ماريا" خالية الوفاض.

صحّح مهرجان البندقية السينمائي واقعاً ظالماً بمنحه، أمس السبت، جائزة الأسد الذهبي للإسباني بيدرو ألمودوفار (74 عاماً)، عن فيلمه الأول بالإنكليزية "ذي روم نكست دور"، الذي يتناول الانتحار بمساعدة الغير، وهي إحدى أهم الجوائز التي حصل عليها المخرج الكبير خلال مسيرته الحافلة.

كذلك كافأ المهرجان المجازفة التي أقدمت عليها النجمة الهوليوودية نيكول كيدمان، وأداء الوجه السينمائي الفرنسي البارز فنسان ليندون، من خلال منحهما جائزتي التمثيل فيه.

فألمودوفار، الذي حصل على أوسكار وأخرج روائع من بينها "آل أباوت ماي ماذر" (All About My Mother)، و"باد إيديوكيشن" (Bad Education)، و"باين اند غلوري" (Pain and Glory)، وكان يشارك باستمرار في أكبر المهرجانات، لم يسبق أن نال الجائزة الكبرى لأي مهرجان بارز.

إلا أن لجنة التحكيم برئاسة إيزابيل أوبير، وهي أيضاً من أبرز وجوه ما يُعرف بـ"سينما المؤلف" الأوروبية، قررت أن تتوج بمكافأة من هذا النوع طال انتظارها المخرج الذي برز بأفلامه عن النساء وتلك المشحونة بالمشاعر. وقال ألمودوفار عند تسلمه جائزته: "إنه فيلمي الأول باللغة الإنكليزية لكنّ الروح إسباني"، واستفاد من منبر البندقية للدفاع عن مفهوم القتل الرحيم، إذ رأى أن "توديع هذا العالم بشكل صحيح وبكرامة هو حق أساسي لكل إنسان".

ونال ألمودوفار الجائزة عن فيلم "يدور حول امرأة تحتضر في عالم يحتضر أيضاً على الأرجح"، على حد قول المخرج الذي ارتدى خلال إطلالته في مهرجان البندقية بدلة وردية اللون.

وتدور قصة فيلم "ذي روم نكست دور" حول إنغريد (جوليان مور)، وهي روائية قلقة بشأن نهاية حياتها، ومارثا (تيلدا سوينتون)، وهي صديقة طفولتها ومراسلة حرب سابقة اعتادت تحدي الموت وتعيش وحيدة في شقتها الفارهة في نيويورك. وتتجدد الصداقة القديمة بين المرأتين في خضم معركة مارثا ضد مرض سرطاني في مراحله النهائية. وفي ظل رفضها الخضوع لعلاج جديد غير مضمون النتائج، تقرر مارثا إنهاء حياتها عن طريق تناول عقار اشترته بشكل غير قانوني عبر الإنترنت.

"صدمة" كيدمان في مهرجان البندقية

كافأ "الموسترا" نجماً مخضرماً آخر أيضا، هذه المرة من السينما الفرنسية: فنسان ليندون. فقد فاز الفرنسي البالغ من العمر 65 عاماً بجائزة أفضل ممثل عن دوره كأب يواجه انجراف أحد أبنائه نحو اليمين المتطرف العنيف في "جويه أفيك لو فو" Jouer Avec Le Feu. وقال ليندون إثر إعلان مواطنته إيزابيل أوبير عن فوزه بالمكافأة: "من النادر جداً أن يكون رئيس (لجنة تحكيم) فرنسي بهذا القدر من السخاء مع مواطن له. إنه أمر نادر جداً وأنيق جداً".

وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى نيكول كيدمان عن دورها في "بيبي غيرل" (Babygirl)، الذي يعيد إحياء أفلام التشويق الإباحي ولكن بنفحة نسوية.

لكنّ النجمة الأسترالية الأميركية البالغة من العمر 57 عاماً غابت عن حفلة اختتام المهرجان، وتلت مخرجة الفيلم هالينا رين رسالة باسمها على المسرح جاء فيها: "لقد علمتُ بعد وقت قصير من وصولي إلى البندقية بوفاة والدتي جانيل كيدمان. أنا في حالة صدمة ويجب أن أكون مع عائلتي. أهدي هذه الجائزة إليها".

وقد ظهرت كيدمان في هذا الفيلم في مشاهد ندر لها أن أدّت بمثل جرأتها، إذ تلعق في أحدها الحليب من كوب، وتحقن بالبوتوكس في آخر، أو تطل عارية من الخلف في ثالث.

حرب الإبادة في غزة حاضرة

شهد أقدم مهرجان سينمائي في العالم بدورته الحادية والثمانين مشاركة كوكبة من نجوم هوليوود، لكنّ بعض الأفلام المنتظرة خرجت خالية الوفاض، بينها "جوكر: فولي آ دو" ("Joker: Folie a deux")، مع ليدي غاغا ويواكين فينيكس، أو "ماريا"، فيلم السيرة الذاتية لمغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس مع أنجلينا جولي.

ومن بين الفائزين الآخرين، منح "ذي بروتاليست"، وهو فيلم روائي طويل مدته 3 ساعات و30 دقيقة عن رحلة مهندس معماري نجا من الهولوكوست، والذي أدى دوره أدريان برودي، جائزة أفضل إخراج لبرايدي كوربت.

وحصد بول كيرشر، وهو ممثل فرنسي يبلغ من العمر 22 عاماً يحقق نجاحا لافتا في الأشهر الأخيرة في فرنسا، على جائزة أفضل ممثل شاب بفضل دوره في فيلم "لور زانفان أبريه أو" المقتبس من رواية لنيكولا ماتيو.

وحضرت حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة أيضاً في الحفلة الختامية للمهرجان، من خلال تصريحات أدلت بها المخرجة الأميركية سارة فريدلاند المشاركة في قسم "أوريتزونتي" الموازي، وقالت أثناء تسلمها جائزة عن فيلمها "فاميليار تاتش": "بصفتي فنانة يهودية أميركية (...)، لا بد لي أن أشير إلى أنني أقبل هذه الجائزة في اليوم الـ336 للإبادة الإسرائيلية في غزة والعام 76 للاحتلال".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Frank Barat (@4frankbarat)

أبرز الفائزين بجوائز مهرجان البندقية

في ما يلي قائمة بالفائزين بالجوائز التي أعلنها مهرجان البندقية السينمائي مساء السبت في اختتام دورته الحادية والثمانين:

  • الأسد الذهبي لأفضل فيلم: "ذي روم نكست دور" لبيدرو ألمودوفار (إسبانيا)
  • الأسد الفضي وجائزة لجنة التحكيم الكبرى: "فيرميليو" لمورا ديلبيرو (إيطاليا - فرنسا - بلجيكا)
  • الأسد الفضي لأفضل مخرج: "ذي بروتاليست" لبرايدي كوربت (بريطانيا)
  • كأس فولبي لأفضل ممثلة: نيكول كيدمان في "بايبي غيرل" لهالينا رين (الولايات المتحدة)
  • كأس فولبي لأفضل ممثل: فنسان ليندون في "جويه أفيك لو فو" لدلفين كولان وموريال كولان (فرنسا)
  • جائزة أفضل سيناريو: موريلو هاوسر وهيتور لوريغا في "جو سوي أنكور إيسي" لوالتر سالز (البرازيل - فرنسا)
  • جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "ابريل" لديا كولومبيغاشفيلي (فرنسا - ايطاليا - جورجيا)
  • جائزة مارتشيلو ماستروياني لأفضل ممثل شاب أو ممثلة شابة: بول كيرشر في "لور زانفان أبريه أو" للودوفيك بوكيرما وزوران بوكيرما (فرنسا)

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون