منع مطربة مصرية من الغناء لانتصارات الوطن: "معارضة لإنجازات الرئيس"

استبعد منظمو حفل ذكرى انتصار السادس من أكتوبر/ تشرين الأول بدار الأوبرا المصرية مطربة شابة من الغناء بالحفل، بعد ساعات من نشر جدول الحفل الذي تضمّن اسمها.

وكان اسم المطربة إيناس عز الدين ضمن قائمة من المطربين المقرر أن يؤدوا أغاني وطنية جديدة وقديمة مرتبطة بذكرى نصر أكتوبر، وذلك خلال الحفل المقرر إقامته غداً الجمعة بمناسبة الذكرى الخمسين لانتصار أكتوبر 1973.

ونشرت صفحات ومجموعات على مواقع التواصل دعوة الحفل الجديدة وقد خلت من اسم عز الدين، مع الإشارة إلى أن الاستبعاد جاء بسبب آرائها "المناهضة لإنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي"، واكتست مفردات عدد من المعلقين المؤيدين للسلطة بنوع من "التشفي" الظاهر في استبعاد المطربة، وفق ما ورد في مضمون التعليقات.

وفي أوّل رد فعل من المطربة الشابة، التي لم تنل حظاً وافراً من الشهرة لأن غناءها الأوبرالي ليس جماهيرياً في مصر، قالت إنها ستقاضي "المسيئين لها على مواقع التواصل"، من دون الإشارة لمسألة استبعادها أو السبب وراء الاستبعاد.

وامتلأ حسابها على "فيسبوك" بتعليقات تشير إلى أن "وشايات" بعض مؤيدي السلطة وإبلاغهم لجهات ما بموقفها السياسي هو السبب وراء استبعادها، "الذي دفع في ما يبدو إدارة الأوبرا إلى اجتناب العواقب السياسية التي يمكن ان تنجم عن السماح لمطربة بالغناء للوطن، فيما هي معارضة للرئيس".

وقالت المطربة في منشور على "فيسبوك": "أنا موقفة كلام وحكي من سنين، وكل من هم على صفحتي يعرفون، لكن لما يكون هناك حريق كبير في مؤسسة ـ مديرية أمن الاسماعيلية ـ وثاني يوم هناك من ينزل ليرقص ويغني بدون دقيقة حداد، والناس تتضايق من المشهد، وكل الناس تكتب على صفحاتها ان المشهد يضايقهم، وأنا بعدها بأيام يكون عندي حفل، يبقى حق الناس علي وحقي إني أخرج لأوضح للناس وأقول إن لي كل الشرف أن أغني فقط لوطني مصر، يعني أنا لا أغني أغاني حب وغرام، في وقت صعب على الناس، وعلي أنا شخصياً، أغني في حب بلدي مصر، لا رقص ولا هيصة في وقت حرج".

سوشيال ميديا

التحديثات الحية

"تيك توك" تغلق خدمة التسوق في إندونيسيا

وتابعت: "فلما يحب أحد ما أن يستغل الموقف، ويجلب سكرينشوت قديمة من 7 و8 سنين، وينزلها للناس في المجموعات على فيسبوك، على أنها حديثة وتم مسحها، ويحاول أن يثير البعض ضدي، وهم يدخلون ـ الصفحة ـ ليتجاوزوا ويغلطوا دون تيقن من الموقف، فهذا شيء غريب جداً".

وفي مبادرة لم تحدث من سنوات، تقيم أحزاب مقربة من السلطة احتفالات لانتصار أكتوبر في سرادقات جماهيرية في الشوارع والميادين العامة بالمدن الكبرى، يغني فيها مطربون مشاهير، وتتم دعوة وحشد الجماهير لحضورها مجاناً، فيما يكتشف الجمهور حينما يحضر أن الأغاني تتم في أجواء دعائية للسيسي، حيث تنتشر صوره في سرادقات الحفل، مع تكرار لخطاباته في مكبرات الصوت، بالتزامن مع عرض لقطات ومقاطع مصورة له وهو يفتتح مشروعات الطرق والبنية الأساسية.

وأحياناً تقوم أحزاب مقربة من السلطة مثل "مستقبل وطن" و"حماة الوطن" بتوزيع كراتين مواد غذائية وتسليم نقود لبعض الحاضرين، وهو ما وثقته لقطات مصورة في أكثر من تجمع جماهيري مؤخراً بالقاهرة والمحافظات.

وفوجئ الحاضرون في حفل بمرسى مطروح قبل يومين بأنهم تعرضوا "لخديعة" بتعبير بعضهم، حينما وجدوا أن الحفل ليس بمناسبة انتصارات أكتوبر كما قيل لهم في الدعوة، بل للدعاية للسيسي عقب ساعات من إعلان ترشحه للرئاسة، وهو ما دفع رموز القبائل للمغادرة، فيما احتج شبان غاضبون على الحفل بتمزيق اللافتات الدعائية وفض المنصة والهتاف ضد السيسي، بحسب فيديوهات حديثة موثقة.

في المقابل، قال بيان وزارة الداخلية إن ما جرى هو مشاجرات بين جماهير تزاحمت لالتقاط صور مع المطربين، غير أن حقوقيين ومحامين أكدوا مثول عشرات من الشبان أمام النيابة بعد اعتقالهم بتهمة التجمهر وتمزيق ممتلكات عامة أثناء الاحتفال بنصر أكتوبر.