استمع إلى الملخص
- أشارت المنظمة إلى المخاطر الكبيرة التي يواجهها الصحافيون في غزة، حيث قُتل 138 صحافياً، مؤكدة أن استهدافهم يشكل جريمة حرب، ومع ذلك، لم يُحاسب أي من الجناة.
- عبر الصحافيون المكرمون عن امتنانهم للجائزة، مؤكدين على أهمية توثيق معاناة الشعب الفلسطيني، وأهدى أنس الشريف جائزته لروح والده وزملائه الشهداء.
أعلنت منظمة العفو الدولية في أستراليا، اليوم الخميس، إطلاق جوائزها للمدافعين عن حقوق الإنسان Human Rights Defender Awards، "تكريماً للقدرة الاستثنائية على المرونة غير العادية والشجاعة للصحافيين الذين يعملون في أكثر الظروف خطورة"، على أن يحصل على الجوائز بنسختها الأولى الصحافيون الفلسطينيون أنس الشريف وبيسان عودة وبلستيا العقاد وأحمد شهاب الدين، وكل الصحافيين في غزة.
ولفتت منظمة العفو الدولية في أستراليا، في بيان، إلى أن "الإبادة الجماعية المستمرة في غزة فرضت خسائر فادحة على الصحافيين الذين يخاطرون بحياتهم للإبلاغ عن الحقيقة. ومن بين 44 ألف قتيل في غزة، قُتل 138 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أثناء قيامهم بدورهم الحاسم في إخبار الحقيقة وتوثيق الفظائع".
وشددت منظمة العفو الدولية على أن "الاستهداف المتعمد للصحافيين وقتلهم من قبل القوات الإسرائيلية يشكل جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي. وعلى الرغم من هذه الانتهاكات الواضحة، فلم يحاسب أي من الجناة حتى الآن، واستمروا في استهداف الصحافيين في ظل الإفلات التام من العقاب".
وأكدت المنظمة أن جوائزها هذه "تحتفي بالتميز في صحافة حقوق الإنسان وبشجاعة وتصميم الصحافيين الذين كرسوا أنفسهم لتوثيق حقائق محنة غزة"، مشددة على "التأثير الكبير للتقارير الشجاعة عن الإبادة الجماعية في غزة، والاستخدام المبتكر لوسائل التواصل الاجتماعي والصحافة المواطنية لتحدي الروايات التقليدية، والقدرة على الإلهام من أجل العدالة".
في البيان نفسه، شكرت بيسان عودة المنظمة على منحها هذه الجائزة، وقالت: "شكراً على كل الجهود التي تبذلونها لتسليط الضوء على هذه الإبادة الجماعية. إنه لشرف لي أن أقبل هذه الجائزة. أنا هنا على قيد الحياة لأكثر من 420 يوماً. أنجو من القتل بالقصف، بينما أساعد شعبي من خلال نشر الحقيقة وتوثيق الإبادة الجماعية. لا أجد ما هو مشرف أكثر من الدفاع عن حقوق الناس المضطهدين. شكراً لجميع المدافعين عن الحقوق على هذه الأرض، وشكراً لكم على هذه الجائزة. فلسطين حرة".
ورأت بلستيا العقاد أن "الفوز بهذه الجائزة بمثابة تذكير ملح بأن عملنا لم ينته بعد. كما أنها تعزز تصميمي على مواصلة الدفاع عن الفلسطينيين ومشاركة قصصهم وضمان عدم نسيان أصواتهم أبداً". وأضافت: "هذا ليس مجرد اعتراف بجهودي، بل هو أيضاً تقدير لصمود وقوة شعبي الذي ما زال يلهمني كل يوم".
مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف أهدى الجائزة لروح والده الذي استشهد في مخيم جباليا في 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، و"لكل صحافي فلسطيني يواصل توثيق ما يجري داخل قطاع غزة، ولكل زملائه الصحافيين داخل قطاع غزة، ولأرواح الزملاء الذين استشهدوا خلال هذه الحرب وأثناء عملهم في التغطية". وأكد الشريف أنه "على الرغم من التحديات التي يواجهها الصحافيون في غزة، فإننا نواصل ونمارس الصحافة بكل مهنية. استُهدفنا وهددنا مباشرة، واغتيل زملاء لنا من أجل وقف التغطية. لكننا لم نتوقف، لأنها (التغطية) أصبحت واجباً على أعناقنا جميعاً. يجب علينا، نحن الصحافيين الفلسطينيين في غزة، نقل معاناة شعبنا. يجب أن ننقل الجرائم التي ترتكب بحق الناس في قطاع غزة"، وتمنى "توفير الحماية الدولية للصحافيين الفلسطينيين حتى يتمكنوا حتى آخر نفس من نقل الصور والكلمات من داخل غزة وسط غياب تام للإعلام الأجنبي والغربي".
وعبّر أحمد شهاب الدين عن "فخره واعتزازه" لكونه حصل على الجائزة إلى جانب "أشجع الصحافيين الذين أعرفهم، والذين يخاطرون بكل شيء من أجل إطلاعنا على ما يحدث". وأضاف: "علموني الكثير عن معنى أن تكون شاهداً، ومعنى أن تكون إنساناً".
كما خصصت منظمة العفو الدولية في أستراليا واحدة من جوائزها لـ"كل الصحافيين في غزة" الذين دفعوا الثمن الأقصى لعملهم: حياتهم".