منصة لرقمنة أرشيف الفن المصري: ليست رفاهية

26 نوفمبر 2024
ملصق فيلم "بحب السيما" بطولة محمود حميدة وليلى علوي (عمرو مراغي / فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلق الممثل محمود حميدة مبادرة لحفظ أرشيف الفنانين المصريين باستخدام الذكاء الاصطناعي، بقيادة خالد حميدة، بهدف رقمنة وحفظ تاريخ الفنانين، مع التعاقد مع فنانين مثل بشرى وخالد الصاوي وأحمد زاهر.
- أشار حميدة إلى فقدان نيغاتيف ألفي فيلم من تراث السينما المصرية، مما يبرز الحاجة لأرشفة هذا التراث، خاصة بعد اكتشاف فقدان العديد من الأفلام خلال التحضيرات لمئوية السينما المصرية.
- تعود قضية فقدان الأفلام إلى عام 2000 عندما باعت إسعاد يونس 850 نيغاتيف فيلم للوليد بن طلال، مما أثار جدلاً ودعوات لحماية التراث السينمائي.

بدأت في مصر محاولة لإحياء مشروع أرشفة تاريخ الفنانين المصريين بالذكاء الاصطناعي، بسبب تجدد الشكوى من ضياع الأفلام، إذ وجد صناع السينما أن تاريخهم وتراثهم الفني أصبح مهدداً بالفقدان.
وقد أحيا الممثل محمود حميدة فكرة البحث عن وسيلة لحفظ أرشيفه الفني، وكان ذلك بداية لتفكير ممثلين آخرين في هذه الخطوة التي يتولاها نجل زوجة محمود حميدة، خالد حميدة، صاحب مشروع رقمنة أرشيف الفنانين بالذكاء الاصطناعي.
يقول خالد حميدة، المسؤول عن أرشفة تاريخ الفنانين بالذكاء الاصطناعي، لـ"العربي الجديد"، إن أرشفة تاريخ الفنانين هو مشروعه الكبير الذي يهتم به منذ فترة، وكان خلال الشهور الماضية يجمع كل المعلومات عن المشروع.
يوضح أن هناك بالفعل تعاقدات تمت مع بعض الفنانين لأرشفة تاريخهم، منهم بشرى، وخالد الصاوي، وأحمد زاهر، وبسمة، ولقاء الخميسي، وسيد رجب، وهناك آخرون معجبون بالفكرة، ويريدون التعاقد لمنح أعمالهم تاريخاً أطول وليبقوا في الذاكرة، لأن الحفاظ على التراث الفني المصري ليس رفاهية، خاصة بعد اكتشاف ضياع مئات الأفلام ولا أحد يعلم شيئاً. يشير حميدة إلى أن كل المعلومات عن الفنانين وبعض المسلسلات التلفزيونية والإذاعية النادرة ستكون موجودة على منصة رقمية ستُطلق لاحقاً.
في هذا السياق، قال الممثل أحمد شاكر عبد اللطيف، لـ"العربي الجديد"، إنه تعاقد على أرشفة الأعمال التي قدمها بما فيها من ذكريات مصورة، وأنه يضمن من خلال هذه الخطوة أن تبقى أعماله موجودة، وستراها الأجيال المقبلة بما يتوافق مع التطور الكبير في عالم التكنولوجيا.
وفي جلسة نقاشية عن حفظ إرث الفنانين وأرشفه، على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الذي اختتم أخيراً، فاجأ محمود حميدة، الجمهور بإعلانه عن ضياع نيغاتيف ألفي فيلم من تراث السينما المصرية، وأكد ضياع عدد كبير من نيغاتيف أفلام أنتجت على مدار تاريخ السينما المصرية، ولا أحد يعرف شيئاً عن مصيرها. وذكر أنه اكتشف ذلك أثناء حصره الأفلام للاحتفال بمئوية السينما المصرية، فوجدوا أن هناك ألفي فيلم "لا نعلم عنهم أي شيء"، موضحاً أن بداية دخوله صناعة السينما لم يجد كتباً تعليمية وضعها أساتذة صناع السينما. وتساءل: "كيف حتى الآن لا يوجد لنا أرشيف سينمائي، ونحن أصحاب أقدم صناعة سينمائية في المنطقة؟".
وضّح حميدة أن الفكرة بدأت حين اقترح على نجل زوجته مساعدته في أرشفة أعماله. هكذا، بدأ خالد حميدة بأرشفة أعمال الممثل المصري، ليتطوّر الأمر ويطاول أعمال فنانين آخرين، خصوصاً أنّ الممثلين القدامى لم يدوّنوا مذكراتهم وخبراتهم في أي كتاب يُمكن أرشفته والإبقاء عليه مرجعاً فنياً. ولم يتوانَ حميدة عن وصف خوف ورثة بعض الفنانين من التصرّف بأعمال ذويهم بـ"مرض مقاومة الأرشفة".

يعيدنا حديث حميدة عن ضياع ألفي فيلم مصري إلى عام 2000؛ إذ باعت الممثلة المصرية، إسعاد يونس، 850 نيغاتيف فيلم لرجل الأعمال السعودي، الوليد بن طلال، الذي يمتلك نحو 1300 فيلم مصري، منها قديمة سبق أن اشتراها قبل عام 2000، وأخرى جديدة شاركت شركة روتانا في إنتاجها.
حينها، تعرّضت إسعاد يونس إلى هجوم حادّ شنّه فنانون ونقّاد كثيرون. ووصف الروائي المصري الراحل، جمال الغيطاني، الصفقة بأنّها تدمير لدور مصر الثقافي، وقال إنه كان على وزارة الثقافة المصرية أن تشتري هذه الأفلام، وأن تسنّ قانوناً يمنع خروجها من مصر، "فليس طبيعيا أن يستولي رجال أعمال على هذا التراث". وطالب وقتها الناقد طارق الشناوي، المؤسسة الإعلامية الحكومية بأن تعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بشراء ثلث إنتاج السينما المصرية المتبقي بعد أن اشترى رجل الأعمال السعودي الراحل الشيخ صالح كامل الثلث، وأصبح الثلث الثاني ملكاً للوليد بن طلال.

المساهمون