منصة شاهد... فيلم تطبيعي طويل

10 نوفمبر 2023
من تظاهرة تضامنية في لندن (كرستيان بوس/ Getty)
+ الخط -

بينما يتواصل عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تمضي منصة شاهد قدُماً في تطبيعها مع شركات إسرائيلية، أبرزها اتفاقية وقّعتها مع شركة "بارتنر" الإسرائيلية. كذلك، تتواصل الدعوات الجماهيرية لمقاطعة المنصة، وتستعيد حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، بياناً أصدرته بهذا الخصوص في مارس/ آذار الماضي.

ومنذ رمضان 2020، هناك حملة لمقاطعة مجموعة قنوات "إم بي سي"، بسبب تمرير الفضائيات في برامجها رسائل تطبيعية. إلى جانب ذلك، كان مسلسل "التغريبة الفلسطينية" يُعرض على منصة شاهد، لكنها حذفته.

جاء في بيان حركة المقاطعة: "تعني هذه الاتفاقية اليوم انزلاقاً جديداً للشركة في التطبيع، وتواطؤاً مع جرائم نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتايد الإسرائيلي ومستوطنيه المستمرين في إرهاب الفلسطينيين وقتلهم بحماية من جيش الاحتلال وحكومة أقصى اليمين المتطرفة التي أسقطت عن النظام الإسرائيلي كل الأقنعة. كما أن هذه الاتفاقية هي بمثابة خيانة علنية وقحة لقضية ملايين الفلسطينيين والعرب، وتحقير للذات، عدا عن كونها غباءً استثمارياً غريباً".

وفعلاً، ما زالت الحكومة الإسرائيلية تواصل هذه الممارسات بأعنف حالاتها منذ شهر؛ إذ إنها تسلّح مستوطنيها في الضفة الغربية، وتدعوهم إلى قتل الفلسطينيين هناك، إضافة إلى القصف المستمر على مدار الساعة في قطاع غزة الذي راح ضحيته أكثر من عشرة آلاف شهيد حتى الآن، مع رفض كلي لأي هدنة، أو لأي وقف لإطلاق النار.

ووفقاً لما ورد في موقع مسبار المتخصص في تقصّي الحقائق، في يوليو/ تموز الماضي، كانت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قد كشفت عمّا "قد يكون خطوة أخرى على طريق فتح العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية"، بحسب وصفها. إذ أعلنت هيئة الإذاعة الحكومية الإسرائيلية أن مسلسلها الوثائقي الذي عُرض في الأصل على قناة كان، "نبوءة كاساندرا"، سيُعرض على شبكة "إم بي سي" التلفزيونية السعودية التي تملك أيضاً منصة شاهد.

أوضح "مسبار" أنه "صحيح أن هذا هو المسلسل الإسرائيلي الأول الذي سيُبث على قناة إم بي سي، لكن في الواقع، فإن المجموعة المالكة للقناة أقدمت في السنوات الأخيرة على عدد من المبادرات والخطوات التي تقدّم من خلالها روايات تاريخية قد لا تكون دقيقة، وتخدم في جوهرها الرواية التي تحاول إسرائيل تقديمها، لكن بأعمال عربية من كتابة وإنتاج وتمثيل عربي".

وذكر أن "القنوات استهلت موسمها الرمضاني عام 2020 بعرض مسلسل أم هارون الذي أدت بطولته الممثلة الكويتية حياة الفهد، والذي قدّم سردية تتبنى الرواية الإسرائيلية في كثير من جوانبها، إذ يعرض المسلسل قيام دولة إسرائيل، من دون الإشارة إلى النكبة أو الانتهاكات الإنسانية التي ارتكبتها المجموعات الصهيونية".

مسلسل آخر ذكره "مسبار"، يحمل عنوان "وشوشات من غزة"، ومكوّن من 30 حلقة قصيرة، وهو مشروع من إنتاج مشترك بين مركز اتصالات السلام، ومقره الولايات المتحدة، وصحيفة تايمز أوف إسرائيل الإسرائيلية، وفيه تستعرض شهادات لسكانٍ في غزة يروون فيها تفاصيل مختلفة من حياتهم داخل القطاع.

وأشار "مسبار" إلى أن "المسلسل يركز على الشهادات التي تصف (انتهاكات حكومة حماس) بحق المدنيين، وتتجاهل بشكلٍ تام الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007، مثلاً تقول إحدى الشهادات: نريد أن تتحرر غزة من حماس... عندها سيكون لدينا سيّاح ومسرح".

وفي سبيل تعزيز التعاون بين مجموعة "إم بي سي" وإسرائيل، وقّعت منصة شاهد اتفاقية مع شركة "بارتنر" الإسرائيلية المشغلة لشبكات الهاتف النقّال، وفقاً لما نشرته مجلة ذا ماركر الإسرائيلية في الثالث من مارس/آذار الماضي. ووفقاً للمجلة، ستسمح الاتفاقية للشريك الإسرائيلي بالوصول إلى المحتوى الذي تقدمه منصة شاهد، مضيفة أنّ عملاء "بارتنر" الناطقين بالعربية سيكونون قادرين على تنزيل تطبيق شاهد وشراء الاشتراكات.

المساهمون