ملجأ قديم مضاد للأسلحة النووية في الدنمارك يحيي مخاوف الحرب الباردة

26 فبراير 2023
يطلق على المكان اسم "ريغن ويست" (يوتيوب)
+ الخط -

في غابة رولد الواقعة في أقصى شمال الدنمارك، خلف باب خشبي بُنيّ يوحي بالقدم، افتتح ملجأ سرّي مضاد للأسلحة النووية للعامة، يكشف عن الحياة اليومية خلال الحرب الباردة.

وتحوّل هذا الملجأ الواقع تحت الأرض، حيث بقي كل شيء على حاله، إلى متحف، فيما تتجدّد المخاوف في أوروبا من اندلاع حرب نووية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

أنشئ هذا الملجأ بين عامَي 1963 و1968، بإصرار من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، عقب التجارب النووية السوفييتية وأزمة الصواريخ الكوبية.

وصُمّم المكان، الذي يطلق عليه "ريغن ويست"، لإيواء أفراد الحكومة الدنماركية والملك، في حال نشوب حرب نووية.

وقال مدير المتحف، لارس كريستيان نورباخ، لوكالة "فرانس برس"، إن المتحف الواقع تحت أشجار على عمق 60 متراً تحت تل طباشيري شُيد ليكون "آخر معقل" للديمقراطية في الدنمارك.

واُعدّ الملجأ، الذي يقع على مسافة 400 كيلومتر تقريباً شمال غرب كوبنهاغن، لإيواء السلطات الدنماركية لمدة 30 يوماً.

من جهتها، أشارت القيّمة على المتحف والمؤرخة، بودل فراندسن، للوكالة، إلى أن "القنبلة الهيدروجينية غيّرت الوضع تماماً بشأن طريقة الرد على هجوم نووي". وأضافت "الملاجئ التي كانت موجودة لم تكن بأي حال ستصمد أمام الانفجار الناتج عنها. لذلك، كان يجب ابتكار شيء جديد". وأوضحت أن "استمرار الحكومة في حال وقوع كارثة نووية أمر ضروري لسيادة الدولة".

كبسولة زمنية

ونظراً إلى عدم استخدامه بتاتاً، سُحب هذا الملجأ من الخدمة عام 2003 وكشف عن وجوده للمرة الأولى في 2012.

وعبر الممرات الطويلة البيضاء المقوّسة، يمكن للزائر اكتشاف غرف النزلاء المحتملين والكافيتيريا وغرفة الاجتماعات الحكومية. وقال نورباخ "إنها كبسولة زمنية من الأوراق والأقلام. كل شيء بقي كما كان في مكانه".

ويقدّم معرض أيضاً أبرز الأحداث التي حصلت خلال تلك الفترة، مع عرض أشياء استخدمت في الحياة اليومية.

ويمشي زوار المتحف مسافة كيلومترين خلال الجولة التي تستغرق 90 دقيقة، علماً أنها لا تغطي إلا نحو 40 في المائة من الملجأ فقط.

وقالت فراندسن: "هذا مكان مهم جداً لكي تظهر للشباب ما كانت عليه الحرب الباردة، والقلق الذي كان ينتاب الناس خلالها".

والآن، أحيت التوترات المتصاعدة بين روسيا والغرب هذا القلق مجدداً لدى البعض.

وختم نورباخ: "ألقت الحرب الباردة بظلالها على الواقع مجدداً، وهذا ما نريد قوله من خلال هذا المتحف".

(فرانس برس)

المساهمون