مغنو سورية: بيروت طريق النجاح والشهرة

13 نوفمبر 2022
أصدر محمد المجذوب أغنية بعنوان "بخونك" على "يوتيوب" (Universal Music Mena)
+ الخط -

لم تؤسس سورية لجيل من المغنين منذ سنوات طويلة. وكل الأصوات التي خرجت من سورية، وكانت تستحق فرصتها، انطلقت من بيروت.

عام 2007 حمل المغني السوري محمد المجذوب لقب برنامج "إكس فاكتور" في دورته الثانية، إذْ كان يعرض على شاشة محطات "روتانا" الموسيقية. كان المجذوب يبلغ ستة عشر عاماً عندما حمل لقب برنامج المواهب والمسابقات الشهير. ووقَّع والده عنه عقد إنتاج مع شركة "روتانا" السعودية التي قامت بإنتاج أوَّل ألبوم غنائي له بعنوان "حنّ قلبي". لكن بعد هذا الإصدار تركت "روتانا" المجذوب لقدره، تماماً كما كانت إدارة الشركة تفعل مع مجموعة من المغنين الذين غاب بعضهم بشكل نهائي عن الساحة الفنية، فيما بقي الآخرون ضمن مساحة "الحرب" لإثبات حضورهم وقطف النجاح.

بعد فوز محمد المجذوب بلقب "إكس فاكتور" اختار الإقامة في بيروت وأصدر سلسلة من الأغاني التي عرفت بطابعها الشرقي الشعبي، وهو اللون السهل جداً على المجذوب، لمَا يتمتع به من طبقات وقدرات صوتية تؤهله للوصول إلى موقع الصدارة. باختصار، لم توظف الشركة السعودية صوت محمد المجذوب في المكان الذي من المفترض أن يصل إليه، فكان فسخ التعاقد بين الطرفين نتيجة حتمية. بقي محمد المجذوب متنقلاً بين بيروت واللاذقية مسقط رأسه، وما زال حتى اليوم مقيماً في بيروت، بعدما تعاقد مع شركة "يونيفرسال العالمية" للإنتاج. وتحاول الشركة استغلال موهبة المجذوب وجمهوره الكبير على المواقع البديلة، والقيام بإنتاج أعمال جديدة له.

لا تقل موهبة ناصيف زيتون عن زميله محمد المجذوب، لكن زيتون عرف كيف يوظف صوته وقدراته الفنية بعد فوزه بلقب برنامج "ستار أكاديمي" عام 2011. زيتون استفاد من الدعم الذي حصل عليه من البرنامج الأكثر متابعة على الشاشات العربية يومها، وعزز ثقته بنفسه عن طريق دعم المنتجة المنفذة للبرنامج رولا سعد لموهبته، والتي كسرت الشروط أو الأعراف الخاصة بالبرنامج وجلبت لزيتون، قبل فوزه، فرقة موسيقية في حلقة خاصة كان ضيفها الفنان الراحل وديع الصافي.

ولا تختلف جماهيرية حسام جنيد في سورية عن جمهوره في لبنان، إذْ قدم حسام جنيد أخيراً حفلاً في أحد فنادق بيروت الفخمة، وصل ثمن بطاقة الدخول إليه إلى 200 دولار، على الرغم من انعدام الحملة الإعلانية الخاصة بمثل هذه المناسبات، لكن جمهور جنيد كان حاضراً وداعماً. وفيق حبيب هو أيضاً من الأصوات السورية الشهيرة والمتمكنة، لكن شهرته في بيروت أقل من زملائه بسبب تفضيله العمل في موطنه.

وتبقى أمامنا مجموعة من الأسماء التي حققت شهرة جيدة في بداية انطلاقتها من خلال برامج المواهب، كشادي أسود وشقيقه هادي أسود، ومحمد خيري المقيم في بيروت وحازم الشريف. وتعتبر اليوم مواقع التواصل المساحة الأقوى لمواهب سورية الغنائية، لكن ذلك لا ينفي دور بيروت في رسم طريق الشهرة والنجاح بالنسبة لهؤلاء من خلال وسائل الإعلام وكسب الضوء المطلوب لأي مسار فني، تماماً كما هو حال بعض الممثلين السوريين أصحاب المواهب والذين وجدوا بعد مشاركتهم في أعمال درامية عربية فرصة انتشار أكبر مكنتهم من الثبات والتعارف مع الجمهور العربي بشكل عام.

المساهمون