أعلن مغنون أردنيون مقاطعتهم مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي تقام فعالياته بين 28 يوليو/تموز و6 أغسطس/آب المقبل، رداً على ما وصفوه بسوء التنسيق معهم وتهميشهم. وانضم المغنون عمر العبداللات وديانا كرزون وزين عوض وطوني قطان إلى مقاطعي المهرجان.
واتهم عمر العبداللات إدارة المهرجان بـ"تهميشه، ومحاولة إقصائه" من المشاركة في دورة هذا العام "لأسباب غير مفهومة"، وأكد أنه بادر إلى التواصل معها منذ إبريل/نيسان الماضي. وأضاف لـ"العربي الجديد": "انقطع التواصل بين مدير أعمالي واللجنة الفنية المسؤولة عن التعاقدات مع الفنانين، لنكتشف أن فنانين عرباً حجزوا مكانهم ضمن الفعاليات، بينما مُنحنا أياماً قليلة في منتصف الأسبوع لنختار منها موعداً، من دون أدنى مراعاة لارتباطاتنا الفنية الأخرى داخل الأردن وخارجه".
وأشار إلى أنه فوجئ بتحديد يوم 2 أغسطس موعداً لحفله من دون إبلاغه بالأمر، علماً أنه متعاقد لإحياء حفل في الأراضي الفلسطينية في الموعد نفسه. وقال: "طلبت تغيير موعد الحفل لحرصي على المشاركة، فأُبلغت باستحالة ذلك، ومن هنا فهمت أن إدارة المهرجان لا ترغب في مشاركتي".
وذكر أن إدارة المهرجان طلبت منه إحياء حفله الغنائي على مسارح أخرى أقل شهرة وأقل سعة جماهيرية داخل الموقع الأثري في جرش، أو مسارح مفتوحة في العاصمة عمّان وإربد، وتساءل: "هل من المنطقي أن يطلب مني إحياء حفل في مسرح صغير في المدينة الأثرية أو خارج موقع المهرجان، بحجة محاولة الإدارة خلق مكان لي، بعد أن تجاهلت مشاركتي؟".
كانت وزيرة الثقافة الأردنية التي ترأس اللجنة العليا للمهرجان، هيفاء النجار، قد نفت أمس، خلال المؤتمر الصحافي لإعلان برنامج فعاليات مهرجان جرش، ما تداولته وسائل الإعلام المحليّة عن إقصاء متعمّد لعمر العبداللات. وقالت: "أعتذر بصفتي الشخصية والوظيفية من الفنان عمر العبداللات، فهو قيمة وقامة فنية أردنية نعتزّ بها ونقدّرها، وما حدث ليس أكثر من سوء تنسيق وتواصل معه، وسيكون له حضور سيجري التحضير له وفق ما يليق بقيمة المهرجان والفنان معاً".
ديانا كرزون
صباح اليوم فجرت المغنية ديانا كرزون مفاجأة، بإعلانها عدم المشاركة في مهرجان جرش، "بعد دراسة مستفيضة ومراقبة حثيثة لتنظيم المهرجان وما شهده من تخبط كبير، وتعمد القائمين على المهرجان عدم تقدير واحترام الفنان الأردني بشكل كافٍ، كان آخره غياب أسماء الفنانين الأردنيين بشكل كامل عن برنامج المهرجان الذي وُزِّع في المؤتمر الصحافي الخاص بإعلان فعاليات جرش 2022".
وأضافت كرزون أن تراكمات كثيرة خلال مفاوضاتها مع إدارة المهرجان دفعتها إلى حسم قرارها، أبرزها "عدم احترام مواعيد الفنانين الأردنيين والتزاماتهم، ومحاولة فرض أيام محددة عليهم للغناء فيها، ووضعهم على الهامش ضمن حفلات النجوم العرب، وعدم تقدير الفنان الأردني مادياً".
ورأت أن ما حدث مع العبداللات "رسالة واضحة من إدارة المهرجان بأنها لا تلتفت لنجومية الأردنيين وتحاول تهميشهم على حساب الآخرين".
زين عوض
علّلت زين عوض اعتذارها عن عدم المشاركة في المهرجان بـ"عدم وضوح الرؤية الفنية". وقالت: "لا توجد آلية واضحة في التواصل معي بطريقة احترافية كما حصل في السنوات الماضية، حين تصدر الفنان الأردني سدة المهرجان وحقق نجاحات باهرة بشهادة الإدارة ومختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية". وأضافت: "نرحب بكل محبة بزملائنا الفنانين العرب، فلهم كل الاحترام والتقدير، لكننا كفنانين أردنيين نطلب تقدير مسيرتنا المهنية كما ينبغي".
طوني قطان
اتفق طوني قطان مع رأي زميلته زين عوض، وأضاف أن الجهة المنوطة بالتعاقد مع الفنانين الأردنيين كانت تفرض عليهم أياماً ومسارح معينة للغناء خلال المهرجان، من دون اعتبار لتعاقداتهم المسبقة أو لمشوارهم الفني. وأضاف: "اعتذرت عن عدم المشاركة لما اعتبرته سوء تقدير للفنان الأردني".
ردّ نقيب الفنانين
أبدى نقيب الفنانين الأردنيين، محمد يوسف العبادي، تفاجؤه بقرار المغنين عدم المشاركة في فعاليات مهرجان جرش لأسباب تتعلق بعدم تقدير واحترام الفنان الأردني وتهميشه. وقال، لـ"العربي الجديد"، إن النقابة "ضد أي جهة لا تحترم الفنان الأردني أياً كانت، لكنني لا أستطيع أن أعبر عن وجهة نظر الزملاء الذين لم يقدموا لنا شكاوى رسمية".
وأبدى استعداده لاحتواء الأزمة بين إدارة المهرجان والمغنين.
كانت إدارة المهرجان قد وقّعت، في يونيو/حزيران، اتفاقية تعاون مشترك تتولى فيها النقابة التعاقد مع الفنان الأردني مقابل 250 ألف دينار أردني (أقل من 400 ألف دولار أميركي).
وقال المدير الفني لمهرجان جرش، المخرج شحادة الدرابسة، إنه لا يوجد أي تواصل بين إدارة المهرجان وأي فنان أردني، وإن ملف مشاركة الفنانين، منذ تاريخ توقيع الاتفاقية مع نقابة الفنانين الأردنيين، منوط بها فقط، وإن كل التعاقدات تجري من خلالها. وأضاف: "خلال الفترة الماضية، كنا نطلب من أي فنان يتواصل معنا أن يتصل بالنقابة، احتراماً لدورها، وأنا على ثقة مطلقة بأن النقابة لديها القدرة على إعطاء كل فنان حقه".