معرض للآثار والمعالم السورية

08 نوفمبر 2021
الجسر المعلق في دير الزور دمرته الحرب (Getty)
+ الخط -

أقامت إحدى المنظمات العاملة في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، معرض مجسمات عرضت فيه أبرز الآثار والمعالم التي تشتهر بها سورية، وعرّفت السكان الذين حرموا من رؤيتها منذ أكثر من 10 سنوات بها، وبيّنت الدمار الذي لحق بها خلال هذه السنوات نتيجة القصف والنهب، والعمليات العسكرية.

وقال منسق الحماية في منظمة "بنفسج" المشرفة على المعرض، إبراهيم سرميني، لـ"العربي الجديد"، إنَّ المعرض يجسِّد جزءاً من ذاكرة العالم وسورية، وعرضت فيه أهم المعالم والمواقع الأثرية وكيف بدت بعيون سكان الشمال السوري. 
وأوضح أنَّ المعرض شمل بعض المعالم الشهيرة في العالم، والهدف الرئيسي هو تسليط الضوء على هذه المعالم حتى تكون متاحة ولو بشكل مجسم صغير لجميع سكان الشمال السوري، كون المنطقة أصبحت تمثّل سورية الصغيرة، وأيضاً لأنّ بعض هذه المعالم تدمرت بفعل الحرب كالجسر المعلق في دير الزور الذي تمّ التركيز عليه بشكله الأساسي حتى تكون صورته الحقيقيَّة في ذاكرة الزوار.

سُرق أكثر من 40 ألفاً و600 قطعة من اللقى الأثرية

وقال أيمن نابو، أحد زائري المعرض لـ"العربي الجديد": "في المعرض معالم تاريخية، سواء إسلامية أو معالم تعود للفترة الرومانية، ولوحِظَت في المجسَّمات دقة التفاصيل المعمارية والعناصر الزخرفية لهذه المواقع". وأشار إلى أن الفنَّ هو الذي يخلّد الإنسان، وما تركه الأسلاف من آلاف السنين، إذ إن الشعوب عرفت تاريخها عن طريق الفن، والمعارض مهمة جداً وتكرارها ضروري. أما عبد القادر نعسان، وهو أحد زوّار المعرض، فقال لـ"العربي الجديد": "كان المعرض رائعاً وأخذنا انطباعاً عن الفن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وعرّفنا بالمواقع الأثرية والحضارية فالكثير من الأطفال لم يزوروا هذه المواقع والمعرض أعطاهم الفرصة لمعرفتها والسؤال عنها". وقالت "جمعية حماية الآثار السورية" التي تتخذ من باريس مقراً لها في تقرير أصدرته عام 2020 إن هناك 55 مؤسسة ثقافية تُعنى بحفظ وعرض الإرث الثقافي السوري المنقول، ومنذ عام 2011، تعرّض 29 منها لأضرار عديدة بسبب العمليات العسكرية إضافة إلى عمليات نهب.

وأضاف التقرير أنه سُرق أكثر من 40 ألفاً و600 قطعة من اللقى الأثرية، وهذا الرقم لا يشمل آلاف القطع غير المسجلة في قوائم ودفاتر 19 متحفاً تعرضت لعمليات نهب وسرقات، ولا يشمل أيضاً عشرات الآلاف من اللقى التي نهبت من المواقع الأثرية السورية من خلال عمليات الحفر العشوائي، كما لا يشمل اللقى الأثرية والتراثية والأعمال الفنية التي تم شحنها بـ 405 صناديق، من قبل وزير الدفاع السابق العماد أول مصطفى طلاس، إلى دولة الإمارات.

ويوجد أكثر من 10 آلاف تل أثري مكتشف في سورية، كثير منها تعرض للتخريب والتنقيب غير الشرعي، وتجريف التلال الأثرية وهو ما سبب تخريباً للسويات الأثرية (التي تحدد الأزمنة والحقب التاريخية المختلفة) ووقفت منظمات حقوقية 710 مواقع ومبانٍ أثرية تعرضت للتخريب، وتراوحت الأضرار بين التخريب الجزئي، والاندثار أو التهدم الكامل، كما في تل مقداد الكبير في درعا، والجامع الأموي بحلب. وكانت عمليات الحفر والتنقيب غير الشرعي من أكثر التعديات، خصوصاً في المواقع التي خرجت عن سيطرة النظام، ومن تلك المواقع استخرجت لقى أثرية لا يعلم أحد نوعها وعددها، إلا عبر توقعات تستند إلى قرائن.

دلالات
المساهمون