ينطلق، الجمعة، في باريس معرض يضمّ أعمالاً متنوعة لأشخاص هربوا من الاضطرابات أو القمع في بلدانهم، بينهم فنانون من العراق وسورية وأفغانستان اختاروا المنفى للاستمرار في مسارهم الإبداعي.
ويُقام المعرض الذي يحمل اسم "اختلالات" Dislocations في "قصر طوكيو" حتى يونيو/حزيران، ويعرض رسومات وتركيبات فنية ومقاطع فيديو ولوحات ومنحوتات وصوراً فوتوغرافية وأعمالاً من النسيج أو عيدان الثقاب لنحو خمسة عشر فناناً تراوح أعمارهم بين 25 و55 عاماً، وفق ما أوضحت داريا دو بوفيه، إحدى أمينتي المعرض مع ماري لور برناداك، لوكالة "فرانس برس".
وأوضحت دو بوفيه أن هذا المعرض يُقام "بمبادرة من جمعية أبواب مفتوحة على الفن Portes Ouvertes sur l'art التي تدعم الفنانين في المنفى". ولفتت أمينة معرض "اختلالات" إلى أن عمل هؤلاء الفنانين "يعكس قصصاً مجزّأة تعبّر عن النزوح والسجن والحرب، ولكنها تعكس أيضاً الصلابة والإصلاح".
تقدم مي مراد، وهي فلسطينية أربعينية تعيش في باريس، سلسلة من اللوحات الذاتية المرسومة التي يجمع ديكورها بين أرضية منزل طفولتها في غزة، الذي دُمر أخيراً في قصف، والأثاث الأوروبي.
كذلك، يعرض مجد عبد الحميد، المولود في سورية عام 1988 والذي يعيش في باريس، قطعاً صغيرة من القماش المطرز تمثل المساحات التي يشعر فيها أحباؤه "بالأمان"، وهي مصنوعة من مواد غالباً ما توجد في المناطق الحضرية المدمرة.
أما العراقي علي أركادي (42 عاماً)، فيقدّم صوراً فوتوغرافية مستنسخة عن أحجار متراصة (مونوليث) مكسورة. وقد وثّق هذا المصور الصحافي، المقيم حالياً في باريس، اللحظات الأخيرة من معركة الموصل ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وشهد على انتهاكات ارتكبها جنود في فيلم وثائقي حائز جوائز عدة بعنوان "تقبيل الموت" Kissing Death.
من جانبها، تعرض الأفغانية رضا أكبر البالغة 42 عاماً والمقيمة في باريس، "فستان بطلة خارقة" تكريماً لشكيلا زارين، وهي مراهقة أُجبرت على الزواج برجل أكبر سناً أطلق عليها النار في وجهها، ما شوّهها دون أن يقتلها.
واختار تيرداد هاشمي، المولود في طهران عام 1991، المنفى بين باريس وبرلين "ليعيش بحرية كشخص مثليّ"، على ما يوضح الفنان في أحد النصوص. وقد استوحى رسومه من حياته اليومية، مع تمثيل متكرر للأجساد والهويات المتعددة.
أما سارة قنطار، التي وُلدت عام 1996 في ليبيا، ونشأت في سورية قبل أن تغادرها بسبب الحرب، فتعرض جداراً من الصور الفوتوغرافية بأسلوب الطباعة الزرقاء، تتتبع فيها رحلتها إلى فرنسا في سنّ التاسعة عشرة مع شقيقها التوأم.
(فرانس برس)