يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقال مراسل ومدير مكتب "العربي الجديد" في غزة، ضياء الكحلوت، منذ أكثر من أسبوعين، في مكان مجهول، من دون أن تتمكن العائلة أو الصحيفة من معرفة مصيره حتى اللحظة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت الزميل ضياء الكحلوت من شارع السوق، في مدينة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، مع مجموعة من أشقائه وأقاربه وغيرهم من المدنيين، في السابع من الشهر الحالي. وقد أُجبر حينها على ترك طفلته ندى البالغة من العمر 7 أعوام، وهي من ذوات الاحتياجات الخاصة، وجُرّد كحال جميع المعتقلين من الملابس، وجرى الاعتداء عليهم بالضرب المبرح.
وقال شقيقه، لـ"العربي الجديد"، إنه نقل إلى قاعدة عسكرية في منطقة زيكيم المتاخمة للقطاع، ثم إلى مكان مجهول داخل الأراضي المحتلة عام 1948، من دون أن تتمكّن العائلة من معرفة مصيره حتى هذه الحظة.
وبحسب شقيقه، فإنه كان يعاني من تدهور في حالته الصحية خلال الأيام الأخيرة التي سبقت اعتقاله، نتيجة للعدوان الإسرائيلي على غزة وانتشار الأوبئة، وهو ما يجعل العائلة قلقة على مصيره.
ويطالب بتدخل دولي من أجل الكشف عن مصيره ومعرفة مكان احتجازه، والضغط من قبل المؤسسات الأممية من أجل الإفراج الفوري عنه، لا سيما أنه كان يمارس عمله الصحافي عند اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب مصادر عائلية، فإن الاحتلال الإسرائيلي أقدم على حرق منزل عائلة الزميل الكحلوت قبل أيام، وتدمير محتوياته بالكامل، وقد باتت العائلة بلا مأوى، وتعاني من أوضاع معيشية صعبة.
وأشارت العائلة إلى أن الاحتلال أفرج أخيراً عن أحد أشقاء الكحلوت، على الحدود الجنوبية الشرقية للقطاع، فيما يواصل اعتقال عدد آخر من أفراد العائلة، لافتة إلى تعرّض والد الزميل ضياء الكحلوت للإصابة بإحدى الغارات التي طاولت مكان النزوح الذي لجأت إليه العائلة شمالي القطاع، إلى جانب استشهاد والد زوجته.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحافيين في غزة قتلاً واعتقالاً وترهيباً. وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي، الجمعة، ارتفاع عدد الصحافيين الذين استشهدوا بهجمات إسرائيلية على القطاع إلى 99 صحافياً، وذلك بعد مقتل الصحافي في قناة الأقصى محمد خليفة، برفقة زوجته و3 من أطفالهم، بقصف صهيوني على منزلهم في مخيم النصيرات.
وذكرت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها الولايات المتحدة، الخميس، أن الأسابيع العشرة الأولى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هي "الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للصحافيين"، مع تسجيل مقتل أكبر عدد من الصحافيين خلال عام واحد في مكان واحد. وأشارت إلى أنها "قلقة على وجه التحديد إزاء وجود نمط واضح لاستهداف الصحافيين وأسرهم من الجيش الإسرائيلي".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرب إبادة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة 20 ألفاً و57 شهيداً و53 ألفاً و320 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.