مصر: انطلاق رحلة مركب خوفو إلى المتحف الكبير على عربة ذكية

06 اغسطس 2021
يتم نقل مركب خوفو الأثري باستخدام عربة بلجيكية ذكية ذات تحكم عن بعد (Getty)
+ الخط -

انطلقت، مساء الجمعة، رحلة نقل مركب الملك الفرعوني خوفو الأول، الذي عثر عليه عام 1954 بالجهة الجنوبية لهرم خوفو، من داخل متحفه بمنطقة آثار الهرم، إلى مكان عرضه الجديد بالمتحف المصري الكبير.
وتم نقل المركب الأثري باستخدام عربة ذكية ذات تحكم عن بعد، استُقدمت خصيصاً من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئته دون تفكيك، لمكان عرضه الجديد، كما ذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
وتستغرق عملية نقل مركب خوفو نحو 10 ساعات، حيث يبلغ طول مسار المركب من موقعه الحالي بجوار الهرم الأكبر وحتى المتحف الكبير ما بين 7 و8 كيلومترات.
ومن أجل تيسير عملية النقل، أعلنت الإدارة العامة للمرور أنه في أثناء سير موكب خوفو أو "مركب الشمس"، ستغلق كلياً جميع الطرق والمحاور المؤدية لخط سير الموكب من المنطقة الأثرية في الأهرامات إلى المتحف المصري الكبير، وتضمن القرار إجراء تحويلات مرورية للتسهيل على سائقي المركبات خلال فترة الإغلاق، من الساعة السادسة من يوم الجمعة حتى صباح غد السبت.
وتستهدف عملية النقل، كما تقول الوكالة الرسمية، "الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي في التاريخ بهذا الحجم، حيث ستعرض في متحف مركب الشمس بمسطح 1.4 ألف متر مربع، والمجهز بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية الخاصة بالعرض المتحفي، والموجود بالساحة الخارجية حول المتحف الكبير، والتي سيعرض فيها أيضاً مركب الملك خوفو الثاني".
وترجع فكرة نقل مركب خوفو للواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف الكبير والمنطقة المحيطة، لأن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركب، والذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن، ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصري للمنطقة الأثرية.
ومن مسببات نقل مركب خوفو أيضاً، وجوده في مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفي المتميز، والذي يليق بأهمية ومكانة هذا الأثر الفريد، فضلاً عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات، التي تسمح باستقبال ذوي القدرات الخاصة.
وكان عاطف مفتاح قد كشف عن تفاصيل عملية النقل، حيث أكد مراعاة جميع الأساليب العلمية الحديثة ووسائل الأمان في خطة نقل مركب خوفو، وأنه تم تنفيذ العديد من تجارب المحاكاة لعملية نقل المركب بالأوزان والأحمال نفسها لضمان وصوله بأمان لمقره النهائي بالمتحف الكبير.

وأوضح أنه تم بناء هيكل حديدي واق للمركب، تم تركيبه حوله، وهو أشبه بحاوية معدنية، وتم وضعه على قضبان للحركة، التي تسمح بوضع الهيكل على العربة الذكية المتعددة العجلات المخصصة لنقل جسم المركب بواسطة جسور متحركة لتسهيل عملية النقل.
وأضاف أن تلك العربة ستدخل إلى مبنى متحف مركب خوفو، وتقوم برفع نفسها وتحمل الهيكل الحديدي استعداداً للخروج عبر الجسور الرملية والكباري المعدنية الستة، التي تم بناؤها خارج وداخل مبنى المتحف لتسهيل حركتها.
وكان عالم الآثار المهندس كمال الملاخ قد أعلن، في 26 مايو/ أيار 1954، عن اكتشاف حفرتين لمراكب الملك خوفو، والتي سميت بـ"مركب الشمس"، وعثر عليها فى الجهه الجنوبية للهرم الأكبر.
وعمل كمال الملاخ والمرمم أحمد يوسف على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأول، والذي خرج إلى النور بعدما مكث فى باطن الأرض ما يقرب من 5000 سنة، ويعرض في متحف خاص به بمنطقة آثار الهرم منذ عام 1982.
وصنع مركب خوفو من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان، وعثر عليه محفوظاً في حفرة مغطاة بنحو 41 كتلة من الحجر الجيري، ومفككاً إلى نحو 6500 جزء رتبت بعضها مع بعض بعناية ليتيسر تجميعها، ووضعت معها أيضاً المجاذيف، والحبال، وجوانب المقاصير، والأساطين.

لايف ستايل
التحديثات الحية

وظل المركب تحت الترميم والتركيب حتى عام 1961، أي ظل لمدة سبع سنوات كاملة بعد العثور عليه على يد المرمم أحمد يوسف‏،‏ والذي نجح في أن يعيد تجميع مركب خوفو المكتشف، ثم استمرت عمليات الترميم 20 عاماً لمعالجة الأضرار الجديدة التي لحقت به، حتى تم افتتاح المتحف المخصص لعرض المركب رسمياً في ‏6‏ مارس/آذار 1982‏.

المساهمون