- تنتقد الأصوات النقدية الكوميديا المصطنعة وغياب العفوية في "لعبة حب"، مشيرة إلى استغلال الشركة المنتجة للممثلين السوريين وتكرار أماكن التصوير، مما يعيق تحقيق النجاح المطلوب ويفتقر إلى الابتكار.
- يبرز التناقض بين القصة المدعوة لبنانية والهيمنة السورية على طاقم التمثيل، مما يثير تساؤلات حول الانسجام الثقافي والجغرافي في العمل، بالإضافة إلى الترويج الذي يعتمد على شهرة معتصم النهار وفريق العمل الإبداعي.
بدأ أخيراً عرض مسلسل "لعبة حب" المأخوذ عن آخر تركي يحمل عنوان "حب للإيجار". ويشارك في النسخة العربية من العمل معتصم النهار، ونور علي، وأيمن رضا، وشكران مرتجى، وجو طراد، وساشا دحدوح، وأيمن عبد السلام، وحسن خليل، وحازم زيدان، وساندي نحاس، بمشاركة حسام تحسين بك.
ليست هذه التجربة السعودية الأولى في الإنتاج ولا في إعادة طرح مسلسل لاقى نجاحاً في النسخة التركية. لكن الواضح أن التوجه السعودي لا يزال يراهن على هذا النوع من الدراما، التي تمتد إلى 90 حلقة، وتحقق نسبة مشاهدات عالية، فيما هناك إجماع نقدي على ضعفها وقلة الأمانة في نقلها من التركية إلى العربية.
تستغل شركة 03 المنفذة لهذا النوع من الإنتاجات العربية المصورة في تركيا، تفاعل الجمهور مع هذه المسلسلات الضعيفة، فيما يسعى كل الممثلين الذين يشاركون فيها إلى كسب المبالغ الخيالية التي تصرف كأجور. ويفضل بعض الممثلين المشاركة ولو لمدة تزيد عن ستة أشهر في التصوير بدلاً من الجلوس من دون عمل، في حين تؤمن الجهة المنتجة المسكن مع صرف مبلغ مالي خاص للمشاركين طوال فترة إقامتهم في إسطنبول زيادة على الأجر المتفق عليه سلفاً.
لا جديد في "لعبة حب"، الذي يحمل طابعاً رومانسياً، لكن الواضح أن الكوميديا مصطنعة في الحلقات الأولى، وهي لا يمكن أن تعزز المستوى الدرامي المفترض أن تتحلى به مثل هذه الأعمال. انبهر الممثلون السوريون الذين يشارك بعضهم للمرة الأولى في مثل هذه الأعمال، واستغلت الشركة المنتجة أماكن تصوير سبق أن شوهدت في أعمال درامية للشركة، أو ضمن الأعمال التركية الخالصة.
عند الحديث عن خفة الظل التلقائية والبعيدة عن محاولات الاصطناع، يمكن الاتجاه إلى بعض الجوانب الكوميدية التي تفرضها مثلاً خشبة المسرح، أو الكوميديا التلفزيونية التي أسست لهذا الفن على مر السنوات، وهي فرصة لنقل وجهة نظر المؤدي عن الواقع المحيط بالمتلقي بخفة ومضمون جاد يتخذ إطار الكوميديا و"الإفيهات"، كما كان يحصل في مسلسلات الفنان الراحل سمير غانم، أو مسرح عادل إمام، وحتى في الدراما السورية التي يغزو ممثلوها مسلسل "لعبة حب"، وسبق أن أدّوا أعمالاً كوميدية جادة لاقت نجاحاً كبيراً، إلا أنّهم هذه المرة أخفقوا في استقطاب الجمهور
تغيب مثل هذه المواقف والحوارات كوسيلة أسرع في إيصال الفكرة والقضية وتحويل الرواية أو مشكلة زواج مالك (معتصم النهار) إلى ضحك، في ظل غياب واضح للعفوية والارتجالية، المُفضل أن تحضر عند الممثل، وتمكّنه من إنقاذ الموقف وصنع آخر من دون افتعال.
ولا بد من الإشارة إلى معضلة أخرى تعيق ضمان نجاح مثل هذه الإنتاجات؛ إذ يغلب على "لعبة حب" العنصر السوري للممثلين هذه المرة، فيما تقول القصة إنها لبنانية، أو على الأقل إنّها صُوّرت في منظقة البترون اللبنانية، من دون شرح أي منطق لوجود كل هذه المجموعة من الوجوه السورية في عمل واحد.
يذكر أن الإعلان الترويجي لمسلسل "لعبة حب" كان بصوت معتصم النهار، ولحن محمد كمال، وكلمات أمال رشدي، وأخرجه حامد الضاهر.