مسلسل "بارانويا": مجازفة درامية تتواصل في جزء ثانٍ

23 ديسمبر 2021
قصي خولي كما ظهر في "بارانويا" (فيسبوك)
+ الخط -

قدمت منصة "شاهد" الموسم الأول من مسلسل "بارانويا" للكاتب والمخرج السوري، أسامة عبيد الناصر. وجاء المسلسل في 14 حلقة ليروي حكاية عازف موسيقي غريب الأطوار يتحول إلى لصّ ثم متهم بجريمة قتل لمجموعة من العمال، قبل أن نصل إلى المرحلة الزمنية الثالثة، إذ نشاهد "وزير إبراهيم" موقوفاً في السجن ويبحث عن دليل براءته.

المسلسل الذي يجري في مراحل زمنية مختلفة ومتداخلة إلى حدٍ كبير، يعدّ التجربة الإخراجية الأولى في مجال الدراما التلفزيونية للناصر، بعدما اختارت شركة "الصباح" المنتجة للمسلسل، تسليم دفة الإخراج للكاتب نفسه بضغط من بطل العمل الفنان السوري قصي خولي، ليحافظ المشروع على هويته، ويحاول المخرج إيصال الرؤية التي كتبها على الورق عبر الشاشة. لكنّ التجربة اصطدمت بطبيعة التنفيذ، فلم يصل العمل إلى الجمهور بشكلٍ سلس، بل وقعت الأحداث في مطبّ التكرار والدوران في حلقة مفرغة. الخطوط مرسومة منذ الحلقة الأولى، لكنّ الإجابات على الأسئلة المتعلقة بدوافع شخصية "وزير" لم تصل إلى العرض حتى مع انتهاء بث الحلقة الأخيرة، ليصطدم المشاهدون بوجود جزء ثانٍ من المسلسل من دون إعلام مسبق بذلك!

صيغة النهاية ذاتها وردت في مسلسل "العميد" للفنان السوري تيم حسن قبل عامين، حين وصلت الأحداث في الحلقة الأخيرة إلى نهاية غير مكتملة، وانتظر الجمهور إنجاز جزء ثان من العمل، من دون تحقيق ذلك حتى اليوم. الاختلاف في "بارانويا" جاء عبر تخطيط مسبق لإبطاء متعمّد لإيقاع الأحداث. وكأنّ المشاهد للحلقة الرابعة عشرة سيشك أنّها الحلقة الأخيرة، بسبب عدم وجود سبك متين للأحداث وتقسيم للذروات والعقد الدرامية والحلول بشكل يظهر اتجاه الأحداث نحو نهاية مقنعة. أما الأداء فجاء لدى الجمهور متبايناً، بين مشجّع للتحول الذي قدمه خولي من ناحية الشكل والأداء، ليظهر مختلفاً عما قدمه في الأعمال السابقة أخيراً، مثل "لا حكم عليه" و"2020" في حين انتقد البعض المبالغة بالأداء عبر طريقة الكلام واصطناع القوة، بينما الشخصية على الأرض لا تمتلك المقومات الجسدية والنفسية التي تجعلها بهذه القوة.

وهنا وقع المسلسل في محاولة استنساخ شخصية "البروفيسور" في المسلسل الإسباني الشهير. ويظهر العمل في أجزائه الخمسة العوامل النفسية لشخصية قائد العصابة وقدرته على إدارة الفريق والتخبطات التي يمر بها خلال مرحلة السطو، وهذا ما غاب عن شخصية "وزير إبراهيم" في "بارانويا" إذ ظهر القائد، ولكن لم تظهر إدارة الفريق المناسبة، بل تحرك أفراد العصابة كلّ بمفرده وفي سياقات زمنية متباينة، مع خط شبه مستقل للطبيب النفسي الذي ينفذ كلّ طلبات "وزير" من دون تفكير أو تحليل لعواقب ذلك.

سينما ودراما
التحديثات الحية

في المقابل، تمكّن المسلسل من صناعة حالة مستقلة عن سياق التجارب القصيرة المقدمة في الآونة الأخيرة على صعيد لونية الصورة، وإيقاع اللقطات، مع خط جمالي للموسيقى المنتقاة كأغنيات في العمل، خصوصاً مع اختيار مغني الراب "بو كلثوم" لكتابة وتلحين وغناء الشارة.

المساهمون