من خلال دمى عملاقة مصنعة من المخلفات، تُجسد مسرحية "أطلس المخلفات" الموسيقية، والمعدة بواسطة مسارح ولاية قوجه إيلي التركية، محاولة لنشر الوعي البيئي.
لاقت المسرحية التي عرضت في "مهرجان صفر نفايات" المقام في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت اهتماماً كبيراً في عموم قوجه إيلي، لتدخل قائمة العروض المسرحية في الولاية.
وشاهد مسرحية الدمى الموسيقية منذ أول عرض لها على مسرح كبير في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني نحو 6 آلاف شخص، جاذبة اهتمام الصغار والكبار على حد سواء.
المسرحية من تأليف فيروزة أنغين ودراماتوج سيفيل قوتش وإخراج رومن كورتيف، تروي قصة تلوث العالم بمساعدة دمى كبيرة الحجم لكائنات حية مثل الفيل والتمساح والقرد وسمك القرش وقنديل البحر، بعيون طفلة تعيش في مكب للنفايات.
قال آيدن سيغالي المدير الفني لمسارح قوجه إيلي إن الدمية في طبيعتها "عالم سحري" وأن مسرح الدمى التقليدي كالعرائس الخيطية واليدوية مجال مألوف، غير أن الدمى العملاقة التي يحركها شخصان أو ثلاثة أمر جديد بالنسبة لهم. وأوضح أنهم أخذوا آراء مهندسي البيئة قبل وضع سيناريو المسرحية، وأعرب عن اعتقاده بضرورة الاستفادة من ورشة فن الدمى عند الحديث عن المسرحيات التي تقدم للأطفال.
ويرى سيغالي أنهم أعدوا مسرحية جذبت اهتمام كل شخص "من عمر السابعة حتى السبعين" وأضاف أنهم يحاولون غرس الوعي البيئي و"مفهوم إعادة التدوير وأن شيئا ما يمكن أن يعاد إحياؤه عدة مرات". فوفق سيغالي، "لاقت المسرحية اهتماما كبيرا من الجمهور وقمنا بزيادة عدد العروض، الناس يأتون من المناطق المحيطة ونحاول أن نلبي طلباتهم، وهناك عروض تلقيناها للقيام بجولات في الولايات الأخرى". وعبر عن سعادتهم كمسرحيين بإعادة إحياء عالم الدمى، لافتاً في الوقت نفسه إلى صعوبة تحريك الدمى العملاقة التي تحتاج أكثر من شخص ليؤدوا الدور في انضباط وتناغم.
وأوضح أن جسد الممثل أداته، وعليه أن يكون متحكماً به، "فعندما يؤدي أحد الممثلين صوت الشخصية ويحرك آخر يديه وفقاً لما ينطقه الأول فإن هذا العمل يتطلب قدراً كبيراً من الجهد والتفاني".
وأشار سيغالي إلى أن الدمى العملاقة للفيل والتمساح والقرش والقرد والقنديل وسلحفاة البحر تمت صناعتها من مخلفات الأقراص المضغوطة (سي دي) وأكياس الماء الساخن المطاطية والمظلات وأدوات العوم المستخدمة في السباحة. وإن استخدام هذه المخلفات قد وفر الأموال من ناحية التكلفة وناسب غرض المسرحية.
وحول مشاريعهم المستقبلية، يرى سيغالي أن قوجه إيلي تتمتع بكثافة نباتية طبيعية، لذا فإنهم يخططون لأداء مسرحية موسيقية في الموسم المقبل لإبراز هذه الميزة للولاية. وأشار إلى أن المسرحية المقبلة ستحمل اسم "أورمانيا" نسبة لمتنزه الحياة الطبيعية الأكبر في أوروبا والثالث عالمياً من حيث المساحة، والواقع في ولاية قوجه إيلي.
(الأناضول)