استمع إلى الملخص
- شددت العمادة على رفضها للتصريحات التي تروج للتمييز ضد المسلمين في فرنسا، واعتبرت الحملة جزءاً من استراتيجية اليمين المتطرف، خاصةً بعد مواقف المسجد ضدهم في الانتخابات الأخيرة.
- أكدت العمادة على العلاقات القوية والتاريخية مع الجزائر، مشيرةً إلى أن المسجد يلعب دوراً إيجابياً في تعزيز العلاقة بين البلدين وتطوير العبادة الإسلامية في فرنسا.
انتقدت عمادة مسجد باريس الكبير ما وصفتها بأنها "حملة تشهير" من قناة سي نيوز الفرنسية التي بثّت الأحد برنامجاً شارك فيه ناشط جزائري معارض يقيم في فرنسا، ووجّه اتهامات بالتبعية للسلطات الجزائرية إلى عميد مسجد باريس.
وأدانت عمادة مسجد باريس الكبير في بيان "حملة التشهير التي لا تطاق التي قامت بها القناة الفرنسية سي نيوز ضد المسجد وضد شيخه السيد شمس الدين حفيز".
واعتبرت أن ما قاله المدون الجزائري شوقي بن زهرة على شاشتها "اتهامات خطيرة زعم فيها أن مؤسستنا كانت تسعى إلى زعزعة استقرار فرنسا"، مضيفةً: "قبل ذلك بأيام قليلة، دُعي السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافييه دريانكور، المعروف بعدائه الأعمى ضد البلد الذي خدم فيه لإلقاء خطاب مماثل".
وشدّدت عمادة المسجد على "رفض المسجد الكبير في باريس تماماً هذه التصريحات التشهيرية التي تعد جزءاً من استراتيجية القناة التي تهدف إلى التمييز ضد جميع المسلمين في فرنسا، وحرمانهم من حقهم البسيط بالوجود في بلدنا، ونشر سم اليمين المتطرف في مجتمعنا".
تابعت: "هذه الحملة ليست محض صدفة فهي جزئياً نتيجة المواقف والالتزامات القوية للمسجد الكبير في باريس ضد اليمين المتطرف، خاصةً خلال الانتخابات الأخيرة في يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين".
وعبّرت عمادة المسجد عن رفضها أسلوب القناة الفرنسية، وقالت: "نتأسف لغياب الرأي الآخر، ولصمت السلطات الفرنسية، عندما تقود مجموعات صغيرة معينة وأيديولوجيون متطرفون حملة خادعة لمحاولة زعزعة استقرار المسجد الكبير في باريس".
وجاء هذا البيان بعد أن اتهم الناشط المعارض شوقي بن زهرة عميد مسجد باريس شمس الدين حفيز بالخضوع لأوامر السلطة الجزائرية.
وتدير الجزائر مسجد باريس منذ استقلال البلاد لكونه من ضمن الممتلكات الجزائرية في فرنسا، وتتولى تعيين عميده، وتموله من المال العام، كما ترسل تحت وصايته كل عام عدداً من الأئمة لإمامة المصلين وإلقاء الخطب والدروس، خاصةً في شهر رمضان.
وذكّر بيان المؤسسة الدينية أن "وجود المسجد في فرنسا لا يمنع إقامة علاقة جيدة مع الجزائر".
ولفتت إلى أن "مسجد باريس الكبير وهو بناء عمره قرن من الزمان، تحكمه جمعية تخضع للقانون الفرنسي مثل جميع المساجد التابعة له على الأراضي الفرنسية، وهذا لا يمنعها بأي حال من الأحوال من الاستفادة من العلاقات القوية والتاريخية مع الجزائر، في انسجام تام مع الدولة الفرنسية وفي انسجام تام مع المهام الفاضلة والعالمية للمؤسسة".
وذكرت أنّ المسجد منذ إنشائه "لعب دوراً بناءً وإيجابياً في العلاقة بين البلدين، وعزز التطور المتناغم للعبادة الإسلامية ومواطنة المسلمين في فرنسا".