مركز بيطري لعلاج الخيول والحمير الضالة مجاناً في الضفة الغربية

10 مارس 2021
أنشئ المركز الشبيه بالمستشفى في عام 2011 (Getty)
+ الخط -

في "الملجأ الآمن للحمير" في الضفة الغربية المحتلة، يوفر الفلسطيني ركان سلعوس منذ عام 2011 مأوىً لحمير ضالة، ويقدم خدمات علاج مجانية للدواب التي لا تزال تؤدي دوراً هاماً في الحياة اليومية لفلسطينيين كثر. 

يقول سلعوس، واضعاً كمامة واقية من فيروس كورونا: "أنشئ هذا المركز الشبيه بالمستشفى في عام 2011 لمعالجة الحمير والبغال والخيول مجاناً".

يستقطب الملجأ الذي عُلقت على إحدى واجهاته لوحة تحمل صورة قلب يتوسطه وجه حمار، على مدار الأسبوع المزارعين الباحثين عن العلاج لدوابهم، سواء تلك التي كانوا يمتلكونها مسبقاً أو التي كانت بالمركز وتبنوها.

ويقول سلعوس الحاصل على شهادة في الطب البيطري: "نجري فحصاً كاملاً لأي حمار يصل إلينا، بدءاً من الجلد والعيون والأطراف، وحتى الأسنان، قبل أن نقدم له العلاج المناسب".

في "الملجأ" البيطري يخصص سلعوس ذو اللحية الكثيفة سبعة مواقع على شكل خانات، واحدة لكل حيوان، ومعظمها للحمير التي تحتاج لعناية بيطرية.

وعند موعد تقديم الطعام ظهراً، يدخل مساعده وائل سلامة حوالى 30 حماراً من ساحة خارجية إلى داخل المركز لتتناول طعامها مع الحمير المريضة، ومنها حمير صغار.

ويروي الطبيب البيطري المؤسس للملجأ قصته مع افتتاح أول فرع في الأراضي الفلسطينية لجمعية "الملجأ الآمن للحمير" التي تأسست على ما يقول في عام 2000، ومقرها بريطانيا.

بحسب سلعوس، فإن مضيفة طيران بريطانية شاهدت حماراً ضالاً تهشمت أطرافه خلال وجودها في الأراضي الفلسطينية قبل سنوات، فعملت على نقله ومعالجته إلى أن وصل إلى بريطانيا.

الصورة

وتعتمد الجمعية في عملها على التبرعات، ويمكن المهتمين بتربية الحمير تقديم الرعاية لها عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالملجأ مقابل نحو ثلاثين دولاراً.

ولا يقتصر عمل سلعوس ومساعديه الاثنين على علاج الحيوانات، إذ أخذ على عاتقه أيضاً تثقيف الأطفال في الرفق بالحيوان من خلال ورش عمل.

يقول سلعوس: "يساعدنا الكثير من الأطفال الذين التحقوا بدورات تثقيفية، في جلب الحمير الضالة أو إخبارنا عن الحمير المصابة لمعالجتها".

صباح كل خميس، يصل الطبيب البيطري إلى "سوق الحلال" في مدينة نابلس شماليّ الضفة الغربية المحتلة، حيث يتوافد المزارعون وتجار الحيوانات. في السوق، لا يهتم الطبيب وزملاؤه بعمليات البيع والشراء التي تحصل، بل يركزون على معالجة الحمير وغيرها من الحيوانات التي يصل أصحابها باحثين عن علاج أو لتقويم حالتها الصحية.

يحوي الملجأ نحو ثلاثين حماراً، ويقول القائمون عليه إن أعدادها تصل أحياناً إلى مئتين.

 

وصل فازع عواد إلى الملجأ آتياً من قرية عورتا التي تبعد حوالى سبعة كيلومترات عن نابلس، لعلاج البغل الأبيض الذي يملكه من إصابة في ساقه اليمنى.

يقول عواد إن "أهمية هذا المركز أنه الوحيد تقريباً في الأراضي الفلسطينية الذي يعمل على علاج الحمير" مجاناً.

ويقبل المزارعون والتجار في مدينة نابلس على اقتناء الحمير، وهي تُستخدم أيضاً لنقل مواد البناء إلى قمم الجبال العالية التي لا تستطيع وسائل النقل العادية الوصول إليها.

وفي السوق، يحرص وائل سلامة، مساعد سلعوس، على المرور بـ"سوق الحلال" بعد انتهاء عمليات البيع والشراء بين التجار والمزارعين، حيث يختار صغار الحمير التي تركها أصحابها.

ويقول سلامة: "كثيراً ما نجد صغار الحمير متروكة في السوق، لأن التجار اشتروا الأم ولا يريدون الاهتمام بابنها".

ويضيف: "نأخذ هذه الحمير الصغيرة، ونقوم بإيوائها والاهتمام بها حتى تكبر، ومن ثم نجد من يتبناها من المزارعين وفق شروط نضعها نحن".

ويتابع سلامة: "نتلقى اتصالات من سكان عاديين عن حمير ضالة أو مصابة بجروح، نباشر البحث عنها ونجلبها إلى المركز لعلاجها والاهتمام بها، حتى يظهر صاحبها أو نسجّلها على اسم شخص استعد لتبنيها".

(فرانس برس) 

المساهمون