مرحلة انتقالية صعبة في الإعلام السوري

13 ديسمبر 2024
داخل التلفزيون السوري في دمشق، 8 ديسمبر 2024 (عارف وتد/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد سقوط نظام الأسد، يواجه الإعلام الحكومي في سوريا حالة من الغموض، حيث تنتظر المؤسسات الإعلامية توجيهات من الإدارة الجديدة التي دعت الموظفين لمزاولة أعمالهم.
- لم يحضر وزير الإعلام السابق اجتماع التسليم، وأكد وزير الإعلام الحالي على ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية لمواجهة الترهل الإداري واستثمار الكفاءات.
- شددت القيادة العسكرية على حماية الإعلاميين وضمان حريتهم، بينما لم يلتحق العديد من الإعلاميين بأعمالهم بسبب الحذر وندرة المواصلات، مع رغبة بعض الصحافيين في المنفى بالعودة.

بعد مرور أيام على سقوط نظام بشار الأسد في سورية، لا تبدو الصورة واضحة في قطاع الإعلام الحكومي، إذ يترقب الموظفون في المؤسسات الإعلامية التي كان يشرف عليها النظام السابق مصيرهم، رغم أن الإدارة السياسية التابعة للحكم الجديد طمأنتهم ودعتهم إلى مزاولة أعمالهم.

وكان قد تدفق على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين في العاصمة دمشق المقاتلون والمواطنون منذ الساعات الأولى لانتشار خبر هروب الأسد فجر الأحد الماضي، إذ أذاعت الإدارة الجديدة بياناً منه، قبل أن تتسمر الشاشة على لوحة ثابتة تشير إلى سقوط النظام وانتصار الثورة، ويقطع البث بين الفينة والأخرى ببث بيانات أو أناشيد، ثم يعود ويستقر على لوحة ثابتة تتضمن آخر ما يصدر عن قيادة العمليات العسكرية من قرارات وتوجيهات.

وعلى الرغم من أنه جرت الثلاثاء عملية استلام وتسليم بين الحكومة السابقة و"حكومة الإنقاذ" بقيادة محمد البشير، فإن وزير الإعلام السابق زياد غصن لم يحضر هذا الاجتماع، ولم تتلق وزارته بالتالي أي تعليمات تخص الإعلام. وقال مسؤول كبير في وزارة الإعلام السابقة فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن أي لقاء لم يجر إلى الآن بين غصن والقيادة الجديدة، ولم تصل بالتالي أي توجيهات رسمية مباشرة للعاملين في الإعلام. ووفق المسؤول في وزارة الإعلام السابقة، التحق جزء من العاملين في الإعلام بعملهم ومن المتوقع التحاق المزيد منهم في الأيام المقبلة.

من جانبه، قال وزير الإعلام في حكومة تسيير الأعمال، محمد العمر، إن وزارته لديها خطة للتعامل مع الواقع الإعلامي الحالي في سورية. وأضاف العمر، لـ"العربي الجديد"، أن مؤسسات النظام الإعلامية "تعاني من ترهل إداري، وهي منظومة غير متماسكة تسيطر عليها المحسوبيات والطائفية". وتابع: "نحتاج إلى إعادة تموضع وهيكلة لهذه المؤسسات بما يخدم تطلعات الشعب السوري (...) سنستثمر الطاقات والكفاءات الموجودة، وسنضع كل شخص في مكانه المناسب، بما يخدم نجاح المؤسسة". وعما إذا كانت الإجراءات المستقبلية تتضمن الاستغناء عن موظفين، أوضح العمر أن "الموظفين أصحاب الكفاءة المحدودة أو المعدومة سيسرحون، وستمنح خصوصية للعاملين في القطاع الإعلامي ممن انشقوا عن مؤسسات النظام الإعلامية أو قام النظام بفصلهم نتيجة انتماءاتهم الثورية".

رئيس تحرير صحيفة الثورة الحكومية، أحمد حمادة، قال لـ"العربي الجديد" إنه اجتمع مع المسؤولين عن الإعلام، من دون أن تتسنى لنا معرفة ما دار في هذا الاجتماع. وأوضح حمادة أنه يقوم شخصياً بتحرير المواد على موقع الصحيفة الإلكتروني من دون معاونة أحد، لافتاً إلى أن بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام السابق غادروا دمشق إلى مناطقهم في الساحل السوري، وآخرين ما زالوا في دمشق، لكن لم يلتحق أحد منهم بالعمل حتى الآن.

من جانبه، قال مدير تحرير صحيفة تشرين الحكومية هني الحمدان، لـ"العربي الجديد"، إن الإدارة الجديدة طلبت من جميع الموظفين العودة إلى عملهم، لكن حتى الآن لم يلتحق بالعمل في قطاع الإعلام سوى الإداريين منهم. وعزا عدم الالتحاق بالعمل، فضلاً عن الحذر من التطورات الجديدة، إلى ندرة المواصلات، وهي كانت تعيق حضور كثير من الموظفين سابقاً إلى عملهم. وأضاف أنه لم تقدم لوسائل الإعلام أي توجيهات أو خطة عمل جديدة.

أما مدير التحرير في صحيفة الوطن الخاصة المقربة من النظام السابق، جانبلات شكاي، فقد صرّح لـ"العربي الجديد" بأنه يمكث في منزله منذ التطورات الأخيرة، وبأن أحداً لم يتواصل معه حتى الآن بشأن طريقة العمل في الصحيفة وموقعها. يترأس تحرير الصحيفة وضاح عبد ربه، ويبدو أنه من يتكفل بنشر بعض الأخبار على الموقع الإلكتروني، ويتعلق معظمها بما يصدر عن الإدارة الجديدة.

وقد أعلن العديد من الصحافيين السوريين رغبتهم بالعودة إلى سورية بعد سنوات قضوها في المنفى، فيما كشفت رابطة الصحافيين السوريين التي تشكلت في المنفى أنها تبحث عن ممثلين لها في المحافظات السورية، معتبرة أنها الممثل الشرعي للصحافيين السوريين، وليس اتحاد الصحافيين القائم لدى النظام السوري.

المساهمون