- تحقيقات متعددة، بما في ذلك تحقيق أجرته "مراسلون بلا حدود" والأمم المتحدة، تؤكد استهداف الجيش الإسرائيلي المتعمد للصحافيين، ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي.
- تحذيرات من خطر الإفلات من العقاب على سلامة الصحافيين عالميًا، مع تأكيد "مراسلون بلا حدود" على استمرار دعمها للصحافيين الناجين وعائلات الضحايا في سعيهم لتحقيق العدالة.
طالبت منظمة مراسلون بلا حدود، أمس الخميس، المجتمع الدولي بالضغط من أجل تحميل دولة الاحتلال المسؤولية عن جريمة قتل مصوّر وكالة رويترز عصام العبدالله في جنوب لبنان، في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي.
وكان العبدالله يغطي، برفقة مجموعة من الصحافيين والمصورين، القصف الإسرائيلي على بلدة علما الشعب، جنوبي لبنان، في 13 أكتوبر الماضي، حين استهدفوا بقذائف إسرائيلية من الجانب الآخر للحدود، ما أدّى إلى استشهاده فوراً، وإصابة 6 صحافيين آخرين بجروح، هم: ثائر السوداني وماهر نزيه من "رويترز"، والمصوران ديلان كولينز وكريستينا عاصي من وكالة فرانس برس، إضافة إلى مراسلة قناة الجزيرة كارمن جوخدار والمصور إيلي برخيا.
وأشارت "مراسلون بلا حدود" إلى أنه "بعد عدة تحقيقات في مصرع عصام العبدالله، بما في ذلك تحقيق أجرته مراسلون بلا حدود، تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن الغارة التي قتلت مراسل رويترز في جنوب لبنان". كما أكدت المنظمة أنّ "الجيش الإسرائيلي استهدف عمداً سيارة كانت تحمل علامة الصحافة"، على الرغم من أنّه "كان من السهل التعرف بكل وضوح إلى أن الأشخاص الموجودين بجانبها كانوا فعلاً مجموعة من الصحافيين"، وندّدت بعدم محاسبة دولة الاحتلال حتى الآن على هذه الجريمة.
وقال مدير مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود جوناثان داغر: "رغم التحقيقات الجازمة التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن عصام العبدالله قُتل جرَّاء غارة إسرائيلية استهدفته هو وستة صحافيين آخرين كان من السهل التعرف بكل وضوح إلى طبيعة عملهم، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يُحاسَب بعد على هذه الجريمة"، كما اعتبر أنّ "الإفلات من العقاب يُعرِّض الصحافيين للخطر في جميع أنحاء العالم"، مؤكداً مواصلة المنظمة "الوقوف إلى جانب الصحافيين الذين نجوا من ذلك الهجوم"، واستمرارها في دعم عائلة عصام العبدالله وزملائه، سعياً إلى "تحقيق الإنصاف وإحقاق العدالة".
وكان تحقيق صادر عن الأمم المتحدة، في مارس/ آذار الماضي، قد خلص إلى أنّ دبابة إسرائيلية قتلت عصام العبدالله بإطلاق قذيفتين من عيار 120 ملليمتراً على مجموعة من "الصحافيين يمكن التعرف إليهم بوضوح" في انتهاك صارخ للقانون الدولي. كما كشف التحقيق الذي أجرته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، أن أفرادها لم يسجلوا أيّ تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان لأكثر من 40 دقيقة قبل أن تفتح دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا النار على الصحافيين.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تبادلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله إطلاق النار بشكل يومي تقريباً عبر الحدود المعروفة باسم الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة لتحديد نقطة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000. بعد استشهاد عصام العبدالله، واصلت قوات الاحتلال استهداف الصحافيين في الجانب اللبناني، وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استشهدت مراسلة قناة الميادين فرح عمر وزميلها المصور ربيع المعماري بقذيفة إسرائيلية.