محمود نصر... لماذا بقي خارج السرب؟

05 نوفمبر 2021
نجح نصر في الدراما السورية والعربية المُشتركة (أضواء المدينة)
+ الخط -

يعتبر مسلسل "الندم"، من كتابة حسن سامي يوسف، وإخراج الليث حجو، من أفضل الأعمال الدرامية التي قدمها الممثل السوري محمود نصر. ويصح القول إن البطولة التي جمعته مع كبار الممثلين السوريين (سلوم حداد وسمر سامي وباسم ياخور وأحمد الأحمد) وضعت نصر على الطريق الصحيح. لكن بطل "ممالك النار" (نص أحمد ندا، وإخراج بيتر ويبر) ظل بعيداً عن مساحة الشهرة التي تشغل باقي زملائه، وآثر حتى اللحظة البعد عن وسائل الإعلام والتصريحات الصحافية، من دون أسباب وجيهة.

يجسد محمود نصر، حالياً، دوراً معقداً في عمل درامي مصري خاص بالمنصات، يحمل عنوان "60 دقيقة". لعلها التجربة الفضلى لنصر في القاهرة، لكن أخذ البعض عليه عدم تمكنه من إتقان الحديث باللهجة المصرية، ربما بسبب الاستعجال الذي تفرضه شركات الإنتاج العربية، وما تفرضه على الممثل الذي يتنقل خلال مدة وجيزة بين مسلسل وآخر.

يدخل نصر في "60 دقيقة" لعبة الأمراض النفسية كاختصاصي، لكنه لا ينتبه إلى أنه يحمل سلسلة من التبعات النفسية المدمرة التي بإمكانها تحويل "أدهم" إلى رجل سادي وماكر. ينقلب على دوره الإنساني كطبيب أو اختصاصي نفسي، ويحاول في كل المرة الرجوع إلى صوابه، لكن من دون جدوى. هكذا، تفتح شركة صادق الصبّاح للإنتاج الباب رسمياً أمام محمود نصر للدخول إلى عالم الدراما المصرية، تماماً كما فعلت مع مجموعة أخرى من الممثلين، وحققت ربما النجاح من خلال التنقل من الأعمال المحلية، أو تلك التي تحمل جنسية واحدة، إلى ما أصبح يعرف اليوم بالدراما العربية المشتركة.

سينما ودراما
التحديثات الحية

بعد "الندم"، لم يوفق محمود نصر في بعض الأدوار التي اختارها، أو ربما فرضت عليه، على الرغم من التناغم بينه وبين الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور في "قناديل العشاق" (قصة خلدون قتلان وإخراج سيف الدين سبيعي). لم ينل المسلسل النجاح المتوقع في أول تجربة تجمع بين عبد النور ونصر، في ما يعرف بدراما البيئة الشامية أو التاريخية، لكن السيناريو تحول إلى خيال جامح للكاتب، ولم يضمن بقاء المشاهد لفترة طويلة متابعاً لثلاثين حلقة كاملة. قبل عامين، أعاد محمود نصر التجربة مع عبد النور، في سيناريو مستنسخ عن الدراما الإسبانية يحمل عنوان "دانتيل"، كتبته إنجي قاسم وسما عبد الخالق، وأخرجه المثنى صبح. ظلم "دانتيل" لعدم عرضه في رمضان 2020 بسبب التأخير في عمليات التصوير، بعد انتشار جائحة كورونا، وبدا واضحاً تخبط المخرج في رسم صورة تستحق متابعة قصة الحب التي تجمع بين بطلي العمل، لتفلت دفة الإيقاع، ويزوغ المسلسل في التطويل لزوم 30 حلقة.

من المؤكد أن محمود نصر موهبة تستحق الأدوار الأولى والبطولات المطلقة، لكن في المقابل لا يمكن للممثل البقاء ضمن مساحة ضيقة، يظنها "مثالية" أو أسلوباً يعيشه من دون الأخذ بالنصائح أو التنبّه لبعض الانتقادات، خصوصاً أنه أثبت جدارة في أعمال مشتركة، نفذها بطريقة منحت المسلسل ثقة ودفعاً إلى الأمام، كما حصل في "دفعة بيروت"، نص هبة حمادة وإخراج علي العلي، وإنتاج "إيغل فيلمز".

المساهمون