استمع إلى الملخص
- **أهمية الجائزة وتاريخها**: تأسست جائزة إي في كي السويدية عام 2000 وتُمنح من متحف متخصص بفن الكاريكاتير، وتختار لجنة التحكيم المرشحين من بين جميع فناني الكاريكاتير في العالم.
- **تأثير الجائزة على القضية الفلسطينية**: أكد سباعنة أن فوزه يمثل تكريماً لكل فلسطيني ويسلط الضوء على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، ويأمل أن تسلط الجائزة الضوء على واقع فناني الكاريكاتير الفلسطينيين.
حاز الفنان الفلسطيني محمد سباعنة جائزة إي في كي السويدية المرموقة للكاريكاتير لعام 2024، من بين 200 رسام من حول العالم. وقال رئيس لجنة التحكيم، توربيورن أوسترهم، في بيان صدر الثلاثاء: "مثل رسوماتنا في الجمعية فإن صور محمد سباعنة خالية تقريباً من النصوص، مما يجعلها عالمية وقابلة للتفسير حتى لمن ليسوا على دراية بالوضع السياسي الذي يصوّره الفنان، فالصور أو الرسومات نفسها واضحة وصريحة، وتتميز بمهارة الملاحظة الحادة والتعاطف مع الضحايا".
وأضاف: "ذُكر سباعنة كأحد المرشحين للجائزة في نقاشاتنا لفترة طويلة، والآن أصبح اسمه ذا دلالات كبيرة، خاصةً عندما تتّجه أنظار العالم نحو فلسطين وإسرائيل، والمآسي التي تُرتكب هناك".
وتكمن أهمية جائزة إي في كيو السويدية العالمية، باعتبارها تُمنح للفنان من دون أن يرشح نفسه، حيث تقع مهمة اختيار المرشحين من بين جميع فناني ورسامي الكاريكاتير في العالم على عاتق لجنة تحكيم الجائزة.
وتأسست الجائزة عام 2000، وتمنح من متحف متخصص بفن الكاريكاتير، وتحمل اسم فنان الكاريكاتير السويدي الشهير إيفرت كارلسونمن. سبق أن فاز بها فنانون عالميون مرموقون في هذا المجال، منهم: ليف سترومكويست وجوناثان شابيرو وروبرت نايبيرج. كما حاز عليها فنان الكاريكاتير السوري سعد حاجو عام 2015، وفنانة الكاريكاتير المصرية دعاء العدل عام 2020.
ولد محمد سباعنة في جنين عام 1979، ويحترف الرسم الكاريكاتيري منذ عام 2002، واعتقل لستة أشهر من قوات الاحتلال بسبب رسوماته. سبق للفنان الفلسطيني أن حصل على العديد من الجوائز حول العالم، وله كتب في فنون الكاريكاتير والكوميكس بلغات عالمية عدّة.
وكان وراء تنظيم أوّل مهرجان دولي لفنون الكوميكس في فلسطين، مع العلم أن نسخة العام الحالي ستقام في بريطانيا خلال سبتمبر/ أيلول المقبل.
وشدّد محمد سباعنة في حديث مع "العربي الجديد" على أن منح الجائزة لفنان فلسطيني في مرحلة تتواصل فيها حرب الإبادة على الفلسطينيين يعتبر تكريماً لكل فلسطيني يناضل من أجل الحرية والتحرر من الاحتلال.
وأضاف: "ما أرسمه يمثل قضية شعبي، ويسلط الضوء على انتهاكات الاحتلال بحقه، وخاصةً في الضفة الغربية وقطاع غزة، من دون الابتعاد عن مآسي الفلسطينيين في شتاتهم حول العالم". تابع: "منحي الجائزة هذا العام يحمل دلالات وإشارات مهمة على أن القضية التي أحملها قضية عادلة ومحورية عالمياً، وأن هناك من يؤيد عدالتها على المستوى الدولي".
ولفت سباعنة إلى أن الجائزة تأتي رداً أيضاً على الهجمة الإعلامية الإسرائيلية المتواصلة عليه وعلى رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين أو من ينتصرون برسوماتهم لعدالة القضية الفلسطينية، ويفضحون انتهاكات وجرائم الاحتلال، واتهامهم إياهم بالتحريض ومعاداة السامية.
واعتبر أنّها "تشكل حصانة ما" من جهة، وتمثل "اعترافاً بفن الكاريكاتير الفلسطيني" من جهة أخرى، كما تؤكد "أهمية ما أقدمه وزملائي تجاه القضية الفلسطينية في فضح ممارسات الاحتلال والبروباغاندا المضللة لماكينته الإعلامية".
وجزم سباعنة لـ"العربي الجديد" بأن فوزه بالجائزة، "لا بد أنه قد أزعج الاحتلال وماكينته الإعلامية"، مشيراً إلى أنّ "مواقع إسرائيلية وأميركية وغربية تشارك رسوماتي، وتحرّض عليّ وعلى الإعلام الفلسطيني من خلالي، باعتباري معادياً للسامية ومُحرّضاً". كما لفت إلى تعرضه للتهديد المتكرر من جهات أمنية إسرائيلية.
وشدّد على أن "الجرأة وفن الكاريكاتير صنوان لا يفترقان"، منبهاً إلى ازدياد استهداف فناني الكاريكاتير، خاصةً إذا ما كانت بوصلتهم فلسطين، مستعيداً طرد رسام صحيفة ذا غارديان المخضرم ستيف بيل بسبب كاريكاتير ينتقد نتنياهو، وكذلك ما جرى مع أنطونيو موريرا أنطونيز في صحيفة ذا نيويورك تايمز الأميركية.
واعتبر رسام الكاريكاتير فوزه بالجائزة "نصراً لأصوات المقهورين، وأهلي تحت ركام المنازل والمدارس في غزة، وللقابضين على الجمر في الضفة ومخيّماتها". كما أمل أنّ تسلط الجائزة الضوء على واقع فناني الكاريكاتير الذين يعيشون يوميّات حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، مثل الفنانة صفاء عودة، والفنانة أمية جحا.
وتمنى أن تشكل الجائزة رسالة أمل لهم جميعاً بأن "أصوات الفلسطينيين استطاعت الوصول إلى العالم عبر فن الكاريكاتير".