استمع إلى الملخص
- القحوم، من مواليد 1991 وخريج المعهد الوطني للموسيقى بعمّان، يهدف من خلال مشروعه إلى تسليط الضوء على الفنون اليمنية التراثية، مع تقديم عروض في عدة مدن عالمية منذ انطلاق المشروع في 2019.
- يؤكد على أهمية التنوع الثقافي والفني في اليمن، مشيرًا إلى دور التاريخ والجغرافيا في التبادل الثقافي، ويشدد على ضرورة التوثيق وإعادة الإبداع لنقل الفن التراثي إلى الأجيال القادمة، مع التأكيد على أهمية التعليم والتبادل الثقافي.
في إطار الحفلات الخاصة بمشروع "السيمفونيات التراثية"، وهو مشروع موسيقي يعيد توزيع الموسيقى التراثية بأسلوب أوركسترالي وعصري في دول مختلفة حول العالم، قدّم الفنان اليمني محمد القحوم حفلاً في العاصمة القطرية، مع عازفين يمنييين وعرب إلى جانب أوركسترا قطر الفيلهارمونية.
قُدمت في الفعالية ألوان موسيقية يمنية متنوعة. وشارك فيها الفنانون حسين محب، وأيمن قصيلة، وهاني الشيباني، وحامد هاشم، وعامر اليافعي، وخالد الصنعاني.
محمد القحوم (مواليد تريم، 1991)، مؤلف وموزع موسيقي يمني بارز، ومؤسس ورئيس شركة "صدى الإبداع" للإنتاج الموسيقي، التي تأسست عام 2006 في اليمن. سبق أن درس الموسيقى في المعهد الوطني للموسيقى، في عمَّان. وقد عمل في السنوات السابقة على تأليف أعمال موسيقية تصويرية للأفلام والمسلسلات التلفزيونية والإعلانات والبرامج التلفزيونية.
تبنى محمد القحوم فكرة مشروع السيمفونيات التراثية، وتولى تأليف المقطوعات وقيادة الفرقة الموسيقية. ويهدف من خلال هذا المشروع إلى تسليط الأضواء على الفنون اليمنية التراثية. وقد انطلق المشروع بـ"الأوركسترا الحضرمية"، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، عام 2019، بمشاركة 90 عازفاً من الصين، والهند، وماليزيا، واليابان، وأوزبكستان، فضلاً عن عازفي الآلات التراثية اليمنية.
قدّم أيضاً "نَغَم يمني على ضفاف النيل" في القاهرة، عام 2022 بمشاركة 120 عازفا أوركسترالياً وموسيقياً تراثياً من اليمن ومصر ودول أخرى، ثم "نغم يمني في باريس" في فرنسا عام 2023 بمشاركة 70 عازفاً تراثياً، ثم "الأوركسترا الحضرمية" في الكويت عام 2024، وصولاً إلى "نغم يمني في الدوحة" قبل أيام في العاصمة القطرية.
في حديث مع "العربي الجديد" يقول القحوم إن حفلات "نغم يمني" تركّز على الفنون اليمنية عامة بكل ما فيها من تنوع وثراء "وربما تقدم المقطوعة الواحدة أكثر من لون يمني، ومن ثم هدفنا هو تسليط الضوء على الفنون اليمنية بكل ما فيها من موسيقى وأغانٍ وألحان، بل حتى أزياء وفنون معمارية وثقافة، التي نعكسها جميعها في ملابس العازفين وديكور المسرح".
ويشير إلى أن "أكثر ما يلفت في الفنون اليمنية هو التنوع والثراء؛ حيث يؤثر التاريخ الحضاري والموقع الجغرافي لجنوبي الجزيرة العربية كثيراً على التبادل الثقافي المزدهر في هذه المنطقة عبر التاريخ. منذ ما قبل الميلاد وشعوب هذه المنطقة على صلة بالحضارات الأخرى غرباً وشرقاً، وطبعاً مع شعوب المنطقة، وكان لهذا دور في التبادل الثقافي والتأثير والتأثر؛ وهو ما أسهم في إثراء الفنون اليمنية".
يضيف القحوم: "عندما نغوص أكثر نجد أن الفن متجذر عند الإنسان اليمني، ومرتبط بكل نواحي حياته، ويتأثر أيضاً بطبيعة منطقته وخصوصيتها، ومن ثم أصبح لكل لون موسيقي شخصية مميزة له يدركها المستمع على الفور". ويرى أن العمق الحضاري لدى اليمنيين "جعل فترة التواصل بينهم وبين شعوب المنطقة طويلة جداً ومزدهرة، تعود جذورها إلى ما قبل الميلاد طبعاً. وهذا بدوره أوجد درجة عالية من التقبل والترحيب، ومما ساعد أيضاً على ذلك هو التشابه والترابط الثقافي كذلك بين شعوب منطقة الجزيرة العربية، سواء كان في الشِّعر أم حتى البيئة التي لها دور بلا شك في تشكيل ثقافة الإنسان".
ويلفت القحوم إلى أن التوثيق وإعادة الإبداع هي أولى الخطوات لضمان استمرارية أي فن ونقله إلى الأجيال التالية "وهذا أحد أهدافنا في مشروع السيمفونيات التراثية؛ أي أن نوثق الفن من خلال طرق مختلفة، بما في ذلك الكتابة الموسيقية، وأن نعيد إبداعها مع الحفاظ على السِّمة الأصيلة أو الروح الخاصة بها".
وفي ختام الدردشة مع "العربي الجديد" يقول القحوم: "هناك خطوات أساسية مثل التعليم والتوعية والتبادل مع الثقافات الأخرى وتشجيع الممارسين لهذه الفنون، وجميعها خطوات نعمل على العمل بها بما استطعنا، وهو جهد يحتاج إلى تعاون الجميع وليس فقط الموسيقيين أو المغنين أو الممارسين المباشرين الآخرين لهذه الفنون".