لبنان يتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن حول استهداف الاحتلال للصحافيين

28 أكتوبر 2024
من موقع استهداف الصحافيين في حاصبيا جنوبي لبنان، 25 أكتوبر 2024 (علي حنقير/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قدمت وزارة الخارجية اللبنانية شكوى لمجلس الأمن احتجاجًا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت صحافيين ومنشآت إعلامية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة صحافيين واعتبرت هذه الاعتداءات جرائم حرب.
- دعت لبنان مجلس الأمن لاتخاذ خطوات لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المدنيين والصحافيين، مما دفع بعض الطواقم الإعلامية لمغادرة المناطق الحدودية.
- عرض وزير الإعلام اللبناني مبادئ لحماية المدنيين وتجنب المخاطر، مشددًا على التحقق من جرائم العدو والتمسك بأخلاقيات الصحافة المسؤولة وتجنب الأخبار الكاذبة.

قدّمت وزارة الخارجية والمغتربين، بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وبعد التشاور والتنسيق مع وزارة الإعلام، شكوى إلى مجلس الأمن، حول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت صحافيين لبنانيين ومنشآت إعلامية، في حاصبيا جنوبي لبنان وفي منطقة الأوزاعي في بيروت، والتي أدت إلى مقتل المصورَين وسام قاسم وغسان نجار والتقني محمد رضا، بالإضافة إلى إصابة عدد من الصحافيين والمصورين.

وأكد لبنان في شكواه أن "الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للجسم الإعلامي يعتبر جرائم حرب موصوفة تستدعي محاسبة إسرائيل ومعاقبتها عليها باعتبارها تقوّض أسس الصحافة الحرة، وأهمها تعزيز سلامة الصحافيين والتدفق الحر للمعلومات، وتشكّل محاولة لترويع وترهيب جميع الصحافيين العاملين على تغطية العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا سيما بعد نجاح الصحافة الحرة في نقل حقيقة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم ومجازر وانتهاكات صارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان".

ودعا لبنان الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى اتخاذ خطوات فعّالة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وشعبه، بما يشمل المدنيين والصحافيين والمسعفين.

وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة صحافيين لبنانيين وأصابت آخرين بغارة استهدفت مقر إقامتهم في حاصبيا، فجر الجمعة الماضي، بينما كانوا نياماً، الأمر الذي دفع بعض الطواقم الإعلامية في القرى الحدودية إلى المغادرة والانتقال إلى بيروت في ظلّ المخاطر الموجودة، لاسيما أن إسرائيل تكرر استهداف الصحافيين بشكل مباشر ومتعمّد، في تجاهل للقوانين الدولية ولعلامات وشارات الصحافة الظاهرة.

كذلك، كان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ، الأسبوع الماضي، غارات على منطقة الأوزاعي في بيروت، استهدفت إحداها مكتب قناة الميادين التي كانت أخلته منذ بدء العدوان على لبنان.

وفي سياق التغطيات الإعلامية بشكل خاص اللبنانية للعدوان، والتي تلاقي بعض الانتقادات والانقسامات في لبنان، عرض وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، زياد المكاري، أول من أمس السبت، مبادئ ضمن عشرة عناوين عريضة تشكّل مرجعاً وطنياً وأخلاقياً للصحافة والإعلام، وتضعهما أمام مسؤولياتهما، داعياً إلى أن تكون هذه الرؤية مدخلاً للتماسك الوطني.

ومن بين المبادئ التي أعلن عنها وزير الإعلام حماية المدنيين، وعدم الانجرار وراء تحويل العمل الصحافي إلى مصدر خطر، يجعل المدنيين عرضة للخطر والاستهداف العسكري، داعياً إلى حماية كرامتهم وعدم استخدام واقع النزوح في إشعال فتنة داخلية.

كما دعا إلى التحقق من جرائم العدو ونقل صورتها إلى العالم للدفاع عن لبنان، والمساهمة في أرشفة التعديات وجرائم الحرب، لاستخدامها كشهادات في مقاضاة إسرائيل أمام المحاكم الدولية، والتمسّك بالمواقف الوطنية وأخلاقيات الصحافة المسؤولة التي تتطلّب صون التماسك الاجتماعي، واحترام القانون اللبناني بالعداء لإسرائيل، فإسرائيل عدو، والإشارة إليها بهذه الصفة هو التزامٌ بالقانون اللبناني، بحسب المكاري.

وشدّدت المبادئ التي نشرها على ضرورة تفادي الانجرار وراء الأخبار الكاذبة والمضلِّلة، وعدم استخدام مصطلحات يمليها علينا العدو، وعدم اعتماده مصدراً موثوقاً به للخبر. كما دعت إلى الامتناع عن الرد أو التواصل مع الحسابات الإسرائيلية والتفاعل معها، ولفتت إلى أن "العدو يعمد بكل الأساليب إلى ايقاعنا في فخّ التطبيع فنبتعد عن موقف لبنان الرسمي، ألا وهو العداء لإسرائيل باعتباره موقفاً وطنياً سيادياً"

كذلك، أكدت المبادئ الوزارية ضرورة الإصرار من مجالس إدارة المؤسسات الإعلامية كافة على البدء في رقابة ذاتية جدية على محتوى ومضمون كل خبر.

المساهمون