لبنان: أشغال يدوية على الأرض وعبر مواقع التواصل لدعم العمل الخيري

05 ديسمبر 2021
أغلب المشاركين تقل أعمارهم عن 20 عاماً (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد الأزمات المتتالية التي مرّ بها لبنان، راجت فكرة التسويق الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة في أوساط الشبان الذين يعملون بالأشغال اليدوية، من الرسم على الخشب والمرايا، إلى صناعة الإكسسوارات النسائية المشغولة من الخرز، بالإضافة إلى الهدايا التذكارية، وقد لاقت رواجاً بعد تسويقها على صفحات "فيسبوك" و"إنستغرام".

الشاب محمد كبريت خريج فندقة، ويعمل في صناعة الحلويات المنزلية، قال لـ"العربي الجديد": "أسست معرض "ميركاي" الخيري الذي يضم مجموعة من الشباب، وجميعنا نعمل في الأشغال اليدويّة والفنيّة، والبعض منها تجاريّة، لكن بطريقة "أون لاين" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولتشجيع هؤلاء الشباب وأفكارهم في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، وذلك لزيادة فرص الإنتاج والبيع".

أضاف محمد كبريت: "المشاركون تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً، ويبلغ عددهم 20 عارضاً يقومون بعرض منتجاتهم المختلفة، وبعد بيعها يتم التبرع بنسبة 30% من المبيعات لدعم الأعمال الخيرية، من مساعدات لعائلات متعففة ومحتاجة" في مدينة صيدا (جنوب لبنان).

وواصل: "لزيادة المبلغ الذي يجرى التبرع به، ننظم أكثر من معرض في مناطق عدّة قريبة، ولم نستطع تنظيم معارض في مناطق بعيدة نظراً لارتفاع أسعار المحروقات، وعدم قدرة الشباب على تحمّل مصاريف الانتقال".

ولفت كبريت إلى أن التبرع تم سابقاً من خلال توزيع حصص تموينية أو تقديم مبالغ نقدية للعائلات الأكثر فقراً في المدينة.

وخلال التجوّل في أرجاء المعرض، يُلاحظ أن العدد الأكبر من العارضين هم من الفتيات اللواتي يعملن بصناعة الأشغال اليدوية، وخاصة الإكسسوارات.

وكانت الفتاة نادين العباسي (15 عاماً) منهمكة بترتيب مشغولاتها اليدوية، وقالت: "أقوم بصناعة الإكسسوارات النسائية من الخرز، ودائماً أصمم الأشكال التي تتناسب مع جيل الشباب من ناحية الألوان والأحجام".

وأكدت أن "المواد الأولية غير متوافرة بشكل دائم في الأسواق، وعلى الرغم من ارتفاع أسعارها، إلا أنني ما زالت أستطيع بيع المنتوجات بأسعار تناسب الجميع، وتسويق منتجاتي عبر صفحات التواصل الاجتماعي، أو الاشتراك بالمعارض المتنقلة".

أشغال يدوية - صيدا لبنان- العربي الجديد

وفي زاوية أخرى، عرض بسّام أبو داهش (16 عاماً) مشغولاته اليدوية من الخشب، منها ما يُستخدم علّاقة مفاتيح، ومنها ما يعلق في المنزل، وقال: "بدأت برسم البورتريه، ثم انتقلت إلى الرسم على الخشب والمرايا التي لاقت رواجاً كهدايا تذكارية".

أما الفتاة نفيسة الجردلي (16 عاماً) فعرضت سلاسل وإكسسوارات للأطفال والكبار المصنوعة من الخرز، ملبّية طلبات الزبائن حسب التصميم الذي يختاره كل زبون، وقد بيّنت أنها، كما جميع المشاركين في المعرض، تسوّق المشغولات "أون لاين".

اللافت أن أكثر المشاركين دون سن الـ20 عاماً، لكنهم مؤمنون بتوظيف جزء من إنتاجهم المادي لمساعدة الفقراء وتوجيه مشغولاتهم للأعمال الخيرية.

المساهمون