استعرض موقع "فايننشال تايمز أدفيزر" التحديات التي تواجه عمالقة التكنولوجيا بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تجري اليوم الثلاثاء.
وإلى جانب استعراض الأرباح التي جنتها هذه الشركات خلال الفترة الماضية، بيّن الموقع ما قد يعنيه فوز الديمقراطي جو بايدن أو الجمهوري دونالد ترامب لشركات التكنولوجيا الأميركية.
وكانت الشركات الكبرى للإنترنت، "أمازون" و"ألفابِت" (غوغل) و"فيسبوك" قد حققت مجدداً أرباحاً هائلة في الفصل المنصرم من العام، رغم الضغوط السياسية ووباء "كوفيد-19"، إذ ارتفعت مبيعات "أمازون"، الرابح الأكبر من إجراءات العزل، بنسبة 37 في المائة إلى أكثر من 96 مليار دولار في الربع الثالث من العام.
كما بلغت قيمة مبيعات "ألفابت" 46.2 مليار دولار، بزيادة 14 في المائة، وحققت أرباحاً قيمتها 11.2 مليار دولار. من جهة ثانية، حققت شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أرباحاً صافية قيمتها 7.85 مليارات دولار، بزيادة 29 في المائة عن الفصل السابق.
ورغم أن "فيسبوك" فقد عدداً قليلاً من المستخدمين في الولايات المتحدة وكندا هذا الصيف مقارنة بفصل الربيع، فإن أكثر من 2.5 مليار شخص يتصلون يومياً في العالم بواحد على الأقل من تطبيقاته الأربعة، أي "فيسبوك" و"ماسينجر" و"إنستغرام" و"واتساب"، بزيادة 15 في المائة عن العام الماضي.
لكن الموقع لفت إلى أن الانكماش الاقتصادي يمكنه التأثير على أرباح شركات التكنولوجيا، كما أن المخاطر السياسية والتنظيمية التي تلوح في الأفق تشكل تهديدات وجودية لعمالقة التكنولوجيا، سواء في الولايات المتحدة حيث تشهد انتخابات رئاسية اليوم، أو في دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وأشار "فايننشال تايمز أدفيزر" إلى أن فوز المرشح الديمقراطي في الانتخابات الأميركية، جو بايدن، قد يؤدي إلى زيادة معدل الضريبة على الشركات من 21 إلى 28 في المائة. لكن فوز الجمهوري دونالد ترامب قد يؤدي إلى تخفيضات ضريبية كبيرة.
والضرائب ليست المسألة الوحيدة التي تشغل بال عمالقة التكنولوجيا الذين يترقبون نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، فالتنظيم يعدّ القضية الأكبر للشركات والمستثمرين.
وقال بايدن إنه لم يكن يوماً من المعجبين بشركة "فيسبوك"، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في يناير/كانون الثاني الماضي. ودعا سابقاً إلى تفكيك شركات التكنولوجيا الكبرى.
لكن، ماذا لو فاز ترامب بولاية ثانية؟
يخطط الحزب الجمهوري لعقد جلسات استماع لاستجواب المديرين التنفيذيين في "تويتر" و"فيسبوك" هذا الأسبوع، بزعم فرض رقابة على تغريدات الرئيس خلال الحملة الانتخابية.
في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت إدارة ترامب عن دعواها القضائية بحق "غوغل" التي ستصبح قضية الاحتكار الأكبر ضد شركة تكنولوجيا خلال عقدين من الزمن. كما أطلقت وزارة العدل الأميركية و11 ولاية أميركية ملاحقة ضد مجموعة "ألفابت" بتهمة استغلال موقعها المهيمن.
ولا يمكن تجاهل قلق المستثمرين إزاء القضية الوحيدة التي يتفق عليها الديمقراطيون والجمهوريون، وهي الشكوى بشأن نفوذ عمالقة التكنولوجيا ودورهم في الاحتكار والحد من المنافسة.
ووفقاً لـ"فايننشال تايمز أدفيزر"، فإن الوقائع الجيوسياسية قد تحد من هجمات ترامب على التكنولوجيا الكبيرة، وقد تشهد فترة ولاية ترامب الثانية حرباً باردة عميقة مع الصين التي طاولت بالفعل قطاع التكنولوجيا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الحملات الأميركية على "تيك توك" و"هواوي" الصينيتين قسمت المشهد التكنولوجي العالمي إلى قسمين. وبعد الانتخابات سيحتاج ترامب، في حال فوزه، إلى الدفاع عن التكنولوجيا الأميركية وحمايتها أكثر من أي وقت مضى.