25 مارس 2022
+ الخط -

تجد المؤسسات الإخبارية طرقاً إبداعية للالتفاف على جهود الكرملين لمنع التقارير المستقلة من دخول روسيا. ولجأت المنابر الصحافية إلى نسخ المواقع وأدوات التشفير والإنترنت المظلم لتحقيق هدفها.

ونقل موقع "إكسيوس" عن المسؤول في راديو "أوروبا الحرة" باتريك بوهلر أن "الحقيقة هي أن هناك العديد من القنوات الرقمية التي لا تزال مفتوحة، ويمكن عمل الكثير للوصول إلى الأشخاص عبر الإنترنت".

ويلاحظ أن الحلول التقنية لا تتطلب استثمارات كبيرة في التقنيات، لأن الجماهير لديها بالفعل هواتف ذكية وأجهزة كمبيوتر. التحدي الأكبر في كثير من الحالات هو تثقيف الجمهور حول أفضل الخيارات.

نسخ المواقع

عمد بوهلر وزملاؤه في راديو "أوروبا الحرة"، الممول من الحكومة الأميركية، إلى نسخ المواقع الإخبارية المحجوبة، حيث يقدمون نسخاً طبق الأصل منها في نطاقات إنترنت جديدة.

وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إنها استخدمت تقنية الموقع المرآة لإلغاء حظر الوصول إلى "ميدوزا"، وهي صحيفة مستقلة مقرها في لاتفيا حظرها الكرملين.

وأوضحت أنها مستعدة لإنشاء مواقع مرآة "لجميع وسائل الإعلام المحجوبة"، وبالتالي "إعادتها إلى الخطوط الأمامية لمقاومة حرب موسكو على المعلومات".

ويمكن للكرملين حظر نطاق نسخة موقع بمجرد اكتشافه. وهذا يجبر مواقع الأخبار على التحول باستمرار إلى نطاقات جديدة.

وقال بوهلر إن وضع مواقع مرآة على شبكات توصيل المحتوى CDN، التي تستضيف خدمات حيوية أخرى، يصعّب على الحكومة الروسية إغلاقها، "لأنها تعتمد على شبكات CDN لاستخدامها الخاص".

التشفير ضد الرقابة

وغالباً ما تستخدم المؤسسات قنوات المراسلة المشفرة، مثل "تيليغرام" و"واتساب"، للتواصل مع جماهيرها لإعلامهم بالنطاقات الجديدة للمواقع المحجوبة.

وتستخدم المؤسسات الإخبارية أيضاً تلك القنوات المشفرة للتواصل مع المواطنين الروس على الأرض، الذين قد يقدمون صوراً ومقاطع فيديو لوسائل الإعلام الغربية للتحقق منها واعتمادها في التقارير.

الإنترنت المظلم

وبدأت المواقع الإخبارية والشبكات الاجتماعية أيضاً في إنشاء نسخ للإنترنت المظلم، فتستخدم متصفح "تور"، الذي يشفر زيارات الإنترنت ويعيد توجيهها عبر آلاف الخوادم حول العالم، ما يجعل من المستحيل تعقبها.

وأعلن موقع "تويتر"، الأسبوع الماضي، عن خدمة "تور" خاصة به لتساعد الروس على الوصول إلى موقعه على الرغم من جهود الحكومة الروسية لحظره.

ويقول المسؤول في برامج صندوق التكنولوجيا المفتوحة (منظمة غير ربحية لتعزيز حرية الإنترنت)، نات كريتشن: "إننا نشهد تلك الهجرة الجماعية إلى أدوات التحايل، وهو أمر جديد تماماً على السوق الروسية".

وبدأت تلك الهجرة عندما شرع الكرملين في حجب وسائل الإعلام الغربية الرئيسية والشبكات الاجتماعية.

وقال كريتشن إنه على الرغم من أن روسيا كانت منذ فترة طويلة دولة دعاية، إلا أنها "لم تكن سوقاً ذات رقابة عالية إلا قبل أسبوعين".

طفرة VPN في روسيا

وتشير البيانات إلى أن العديد من الروس يكافحون للحصول على معلومات دقيقة، إذ ارتفع استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية VPN، التي تمكن المستخدمين من إخفاء مواقعهم للتهرب من القيود المفروضة على المواقع  في روسيا.

وشهد موقع Top10VPN.com زيادة الطلب على خدمات VPN لتصل إلى ذروتها عند 2692% فوق المعدل الطبيعي في 14 مارس/آذار، بعدما أعلنت روسيا أنها ستحظر "إنستغرام".

وقال موقع Atlas VPN إن عمليات تثبيت VPN في روسيا زادت 11253% عن المعدل الطبيعي.

المساهمون