يتفق معظم الخبراء على ضرورة وضع واق من أشعة الشمس لمنع أضرارها على البشرة والتخفيف من تأثيراتها السلبية، والتي يمكن أن تؤدي إلى شيخوخة الجلد المبكرة، كما تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
لكن هل للواقي أضرار؟ وما هي أنواعه وبدائله؟ هذاما تجيب عنه صحيفة ذا نيويورك تايمز الأميركية.
ما مقدار الـSPF الكافي؟
الـSPF، هو مقياس لمدى جودة الوقاية من حروق الشمس الناتجة من التعرض للأشعة فوق البنفسجية المسببة لسرطانات الجلد.
ويوصي معظم أطباء الجلد، وكذلك الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، باستعمال واقيات من الشمس بعيار SPF لا يقلّ عن 30 درجة، لمعظم الناس وفي معظم المناخات.
عند استخدامه بشكل صحيح، يحمي واقي الشمس من عيار 30 البشرة من قرابة 97 بالمائة من أشعة الشمس فوق البنفسجية، بينما يحمي عيار 50 من 98 بالمائة، ولا يوجد واقٍ يحجب أشعة الشمس بشكل كامل.
لكن تلفت أخصائية الأمراض الجلدية، بليندا تان، إلى أنّ "معظم الأشخاص لا يحصلون على الفائدة بشكل كامل، لأنّهم لا يضعون طبقة سميكة كفاية من الواقي على بشرتهم، كما أنّهم لا يكرّرون استعماله كلّ ساعتين".
ويحتاج البالغ العادي إلى أونصة واحدة من واقي الشمس لتغطية كافة الأجزاء المكشوفة من البشرة.
ما الفرق بين Sunscreen وSunblock؟
المصطلحان يشيران إلى الشيء نفسه. وحظرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية استخدام مصطلح Sunblock عام 2011، معتبرةً أنه مبالغ في فعاليته، لأنه لا يوجد واقٍ من الشمس يمكنه حجب الأشعة فوق البنفسجية تماماً.
هل توجد بدائل للواقي من الشمس؟
يعدّ تجنب الشمس (خاصة بين الساعة 10 صباحاً و4 مساءً، عندما تكون الشمس أقوى) أحد الطرق الممتازة لحماية البشرة من أضرار أشعتها. وكذلك ارتداء الملابس الواقية، مثل القمصان ذات الأكمام الطويلة والقبعات ذات الحواف العريضة.
ويقول طبيب الجلد، فينود نامبوديري، إنّ البدائل مثل الحبوب الواقية من الشمس أو المكملات الغذائية "تجري دراستها حالياً"، لكن لم تتم الموافقة على أيّ منها حتّى الآن من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ولا يوجد أيّ دليل على أنها آمنة وفعّالة.
أي نوع من واقي الشمس أفضل؟
تعكس واقيات الشمس الفيزيائية (أو المعدنية) الأشعة فوق البنفسجية بعيداً عن البشرة، بينما تمتص واقيات الشمس الكيميائية الأشعة فوق البنفسجية حتى لا تمتصها البشرة. أفضل واقي شمس هو الذي يستمر عليه الإنسان ويكرّر استخدامه كثيراً.
هل يجب أن أقلق بشأن المكونات المسببة للسرطان في واقي الشمس؟
سبق لشركة جونسون أند جونسون أن قامت بسحب بخاخات للوقاية بعد اكتشاف وجود مادة البنزين فيها، وهي مادة كيميائية عديمة اللون يمكن أن تسبب بعض أنواع السرطان.
كذلك، أعلنت "كوبرتون" أنها سحبت خمسة منتجات واقية من الشمس بعد أن كشفت اختباراتها وجود مادة البنزين في تلك المنتجات أيضاً.
لكن يقول الخبراء إنّه في الوقت الحالي على الأقل، لا ينبغي لتقارير استخدام البنزين في واقيات الشمس أن تمنع من استخدام منتجات أخرى لم يذكرها التقارير.
ويقول عالم السموم البيئية، برنارد غولدشتاين، إنّه سيطلب من أطفاله الاستمرار في استخدام واقي الشمس "حتى لا ينتهي بهم الأمر مصابين بسرطان الجلد".
هل المكونات النشطة في واقي الشمس ضارة؟
يشعر بعض الناس بالقلق إزاء أدلة سابقة عن تسرّب بعض المكونات النشطة في واقيات الشمس التي تباع في الولايات المتحدة إلى مجرى الدم.
وتقول تان: "بالطبع إنه أمر مقلق للغاية اعتقاد الناس بأن هناك مادة كيميائية تمتصها بشرتهم ويمكن اكتشافها في الدم، لكنّنا نضع الكثير من الأشياء على بشرتنا"، مثل مستحضرات التجميل والعطور.
وفي حال القلق من احتمالية تسرّب المواد الكيميائية الواقية من الشمس إلى مجرى الدم، يمكن استخدام الأنواع التي تحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم (أو كليهما) كمكونات نشطة، إذ لم يتبيّن أنّها تصل إلى الدم.
هل يضر واقي الشمس بالشعاب المرجانية؟
تقول طبيبة الأمراض الجلدية جينا ليستر: "تساهم مكونات معينة في بعض واقيات الشمس في تلف الشعاب المرجانية".
ويعتبر الأوكسي بنزون والأوكتوكريلين والأوكتينوكسات من بين المكونات الأساسية الواقية من الشمس التي تثير القلق. المكونان النشطان الوحيدان "الآمنان للشعاب المرجانية" هما أكسيد الزنك (غير النانوي) وثاني أكسيد التيتانيوم.
ومع ذلك، لا يُعرف أي واقٍ آمن تماماً للحياة المائية، لذا فإن أفضل طريقة لحماية البيئة هي تغطية أكبر قدر ممكن من الجسم بملابس ذات عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، على الرغم من أن بقية الجلد المكشوف سيحتاج واقي شمس.
هل يحتاج أصحاب البشرة الداكنة إلى الواقي؟
يقول نامبوديري: "من الاعتقادات الخاطئة أن الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة لا يمكن أن يصابوا بسرطان الجلد".
على الرغم من أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة قد لا يعانون من حروق بنفس سرعة الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، فإن هذا لا يعني أن بشرتهم لا تعاني من آثار أشعة الشمس الضارة.
وتضيف ليستر: "حروق الشمس والشيخوخة وتفاوت لون البشرة وفرط التصبغ كلها مشاكل يمكن أن تتفاقم بسبب التعرض لأشعة الشمس لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة".
هل يمكن الاسمرار مع وضع واقي الشمس؟
نعم. معظم الناس يحصلون على قليل من السمرة حتّى مع وضع واقي الشمس. لتجنب الضرر فكروا في تدابير أخرى، مثل ارتداء الملابس الواقية وتجنب أشعة الشمس في ساعات الذروة.
هل تنتهي صلاحية واقي الشمس؟
نعم. تُختَم معظم واقيات الشمس بتواريخ انتهاء الصلاحية. بعدها لا تبقى فعاليتها القصوى مضمونة. وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية يجب اعتبار الواقي منتهي الصلاحية بعد ثلاث سنوات من شرائه.
ما مقدار الكريم الواقي من الشمس الذي يجب استخدامه على الوجه؟
معظم الناس لا يضعون ما يكفي من كريم الوقاية من الشمس، خاصةً على الوجه. تقترح أخصائية الجلد، أماندا دويل، استخدام كمية بحجم قطعة نقدية قطرها سنتمتران ونصف تقريباً. يجب أن يوفر ذلك تغطية كافية للوجه والعنق والأذنين. ويجب وضعه على الوجه كل ساعتين أو أكثر.
هل يمكنني استخدام واقي الشمس مع المكياج أو المرطب؟
يجب وضع المرطب قبل واقي الشمس. كذلك، يجب التأكد من أنّ البشرة قد امتصت الواقي من الشمس بالكامل قبل وضع أي شيء آخر، مثل المكياج.
هل من الآمن وضع واقي الشمس كل يوم؟
يقول نامبوديري: "سواء كان الجو مشمساً أو غائماً، فإن الأشعة فوق البنفسجية موجودة 365 يوماً في السنة، وأنا أشجع مرضاي على استخدام واقي الشمس على مدار العام".
وليس من الضروري وضع واقي الشمس على أجزاء الجسم غير المعرضة لأشعة الشمس، لكن من المهم وضعه على الوجه والأذنين واليدين والساعدين والرقبة وأجزاء الجسم المكشوفة للمساعدة في منع الأضرار.
هل من الممكن أن يعاني البعض الحساسية من واقي الشمس؟
نعم، تقول طبيبة الجلد: "كل صيف، لدي مرضى يأتون مصابين بطفح جلدي أو حكة في الجلد أو تهيج، وهم قلقون من أنهم قد يكونون مصابين بالحساسية تجاه واقي الشمس".
وتضيف: "ليست الحساسية فقط ممكنة"، بل يمكن أيضاً أن تكون إصابة بالتهاب الجلد التماسي المهيج، "وهو تفاعل جلدي غير مسبب للحساسية ناتج من أحد مكونات الواقي من الشمس".
ويمكن أن تشمل علامات التهاب الجلد التماسي المهيج احمراراً خفيفاً أو حكة، وتميل إلى الظهور فوراً بعد وضع الواقي.
من ناحية أخرى، قد تستغرق الحساسية أياماً أو حتى سنوات من الاستخدام المتواصل لنفس المنتج حتى تتطور، وقد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وقد تشمل علامات الحساسية التورم أو الحكة الشديدة أو الطفح الجلدي.
وقد تسبب التفاعلات بين واقي الشمس وبعض الأدوية أو الكريمات الموضعية أو المستحضرات تهيّجا في الجلد أو قد تؤدي إلى تفاقمه.
إذا ساوركم القلق بشأن رد الفعل المرتبط بأشعة الشمس، فاستشيروا طبيب الأمراض الجلدية، والذي يمكنه وصف الأدوية إذا لزم الأمر.