كلينت إيستوود فرنسياً: إنّه "آخر العمالقة"

02 ديسمبر 2024
كلينت إيستوود عام 2015: جمهوري وليبرالي في آن واحد (فرايزر هاريسون/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تزامناً مع إطلاق فيلمه الجديد "المُحلَّف رقم 2"، تُصدر "لو فيغارو" عدداً خاصاً يحتفي بكلينت إيستوود، مُسلّطة الضوء على مسيرته الفنية كممثل ومخرج، ومُبرزةً نضجه الإبداعي وتأثيره في السينما.

- العدد الخاص يتضمن تحليلات نقدية لأفلام إيستوود، ومقتطفات من أقواله حول مواضيع مثل الصداقة والديمقراطية والحرب، مما يعكس رؤيته العميقة والمعقدة للعالم.

- رغم التزامه السياسي بالحزب الجمهوري، يصف إيستوود نفسه بأنه "ليبرالي راديكالي"، مما يُظهر تناقضات مثيرة في شخصيته وآرائه.

 

تزامناً مع بدء العروض التجارية الفرنسية لجديده، "المُحلَّف رقم 2" (إنتاج 2024)، في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024، تُصدر "لو فيغارو" (صحيفة يومية فرنسية) عدداً خاصّاً (Hors Serie) بالأميركي كلينت إيستوود (31 مايو/أيار 1930)، يتّخذ شكل مجلةٍ، لها غلاف بالأسود والأبيض، مع صورة للسينمائي الذي له مكانة كبيرة في صناعة الفنّ السابع. أمّا العنوان، "كلينت إيستوود: آخر العمالقة"، فاختصارٌ دقيقٌ وحسّاس وحقيقي لسيرةٍ وجهدٍ وواقع، وتذكيرٌ بتاريخٍ يحفل بأفلامٍ له بصفة ممثل أولاً، ثم بصفة مخرج يُثبت، فيلماً تلو آخر، لكثيرين وكثيرات، معنى النضج الإبداعي، إذْ يتردّد قولٌ، غداة إنجازه فيلماً جديداً كمُخرج (يمثّل أحياناً في أفلامٍ له يُخرجها، ويتولّى الإنتاج غالباً)، مفاده أنّ "هاري" (اسم شخصية يؤدّيها في سلسلة بوليسية) يتألّق أكثر فأكثر كلّ مرة، ويصنع لوحات سينمائية ساحرة، رغم أنّ مواضيع عدّة يتناولها في بعضها تُثير نقاشاً عن مواقف أخلاقية وبشرية إزاء مسائل عدّة تشي بميلٍ محافِظ.

هذا الميل واضحٌ في سيرته الحياتية. فرغم التزامه السياسي بالحزب الجمهوري (اسمه مُسجّل في لوائحه منذ عام 1951)، يصف نفسه، في حوار مع جِف داوسن منشور في "ذا غارديان" (صحيفة يومية بريطانية)، في 6 يونيو/حزيران 2008، بأنّه "ليبرالي راديكالي"، و"مُحافِظ مالياً" و"ليبرالي/متحرّر اجتماعياً".

العدد الخاص (164 صفحة) ثريٌّ بتفاصيل تتناول اشتغالاته وآراءه وأدوات تعبيره (مع صُور عدّة)، وبتحليلٍ نقديّ يكشف جوانب في أفلامه، ومقتطفات من أقوالٍ له في مسائل مختلفة، كالصداقة والمستقبل والكاستينغ والحرب والبراءة والديمقراطية والقدر والفساد وغيرها. فالصداقة مثلاً "قيمة مهمّة" عنده، خاصة تلك التي لا أساس لها إلا الصداقة. وعن الديمقراطية يقول إنّ "فرضَها في كلّ بلدان العالم فكرةٌ نبيلة. لكنْ، من يقول إنّها النظام المثالي لكلّ البلدان؟" ("لو نوفيل أوبسرفاتور"، مجلة أسبوعية فرنسية، 12 فبراير/شباط 2015). والحرب؟ "هذا (الحاصل) يجب أنْ يكون وراثياً. لننظر إلى الحرب العالمية الأولى: يظنّ العالم (حينها) أنّها ستكون آخر الحروب. لكنّ الحرب العالمية الثانية تندلع، وبعد خمسة أعوام على نهايتها، نتورّط في الحرب الكورية. اليوم (تختلط الأمور)، إذْ نرغب في جلب الديمقراطية إلى بلدان لا تريدها. أين ومتى سينتهي هذا كلّه؟" ("مجلة فيغارو" الفرنسية، 6 فبراير/شباط 2015).

مقالات ومواضيع شتّى (هناك لائحة بأفلامٍ مختارة، وبكتبٍ صادرة عنه)، تجمع تحية للسينمائي برغبة مبطّنة في استعادة نتاجٍ، ربما يكون جديده هذا (Juror #2) "آخر" أفلامه (مكتفياً بإخراجه والمشاركة في إنتاجه). لكنْ، يصعب حسم المسألة، فالرجل الذي له ستة أعوام إلا أشهراً قليلة ليُكمل قرناً من حياته، يوحي بأنّ المثابرة في العمل، رغم عوائق الجسد والعمر، أفضل مقارعة للقدر.

المساهمون