كسوف كلي نادر للشمس في 8 إبريل يفتح شهية العلماء
- العلماء متحمسون للكسوف لأنه يأتي أثناء ذروة دورة الشمس الـ11 عامًا، مما يعد بإمكانية رصد ظواهر مذهلة، بما في ذلك تأثيراته على الغلاف الأيوني والاتصالات.
- سلوكيات حيوانية غريبة وتغيرات بيئية ملحوظة تم رصدها خلال الكسوفات السابقة، مما يسلط الضوء على أهمية هذه الأحداث في فهم تأثيرات الظواهر الكونية على الأرض وسكانها.
عندما يجتاح كسوف كلي نادر للشمس أميركا الشمالية في 8 إبريل/نيسان المقبل، بالتزامن مع شهر رمضان 2024، سيتمكن العلماء من جمع بيانات لا تقدر بثمن.
وتشمل البيانات الثمينة التي ينتظرها العلماء الغلاف الجوي وسلوكيات الحيوانات الغريبة والتأثيرات المحتملة على البشر.
وسوف يشهد شهر رمضان لهذا العام كسوفاً كلياً للشمس في المناطق الممتدة من المكسيك إلى كندا عبر الولايات المتحدة.
وقال نائب مدير وكالة "ناسا" بام ميلروي، في مؤتمر صحافي هذا الأسبوع حول الحدث السماوي، إن الكسوف الكلي للشمس يوفر "فرصاً علمية مذهلة".
ويشعر الباحثون بسعادة غامرة بشكل خاص لأن الشمس تقترب من ذروة دورتها التي تبلغ 11 عاماً. وقال ميلروي: "إن فرصة رؤية شيء مذهل مرتفعة للغاية".
كسوف يفتح باب الأسرار
سيتيح الكسوف الكلي للعلماء فرصة دراسة التغيرات في جزء من الغلاف الجوي العلوي للأرض المعروف باسم الغلاف الأيوني، وهو أمر مهم لأنه يؤثر على موجات الراديو المستخدمة للاتصالات والملاحة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مديرة برنامج الكسوف في "ناسا" كيلي كوريك أن "الاضطرابات في هذه الطبقة يمكن أن تسبب مشكلات في نظام تحديد المواقع العالمي GPS والاتصالات".
وقد لوحظ سلوك حيواني مذهل خلال فترة الكسوف، إذ شوهدت الزرافات وهي تعدو، في حين أن الديوك والصراصير يمكن أن تبدأ بالصياح والنقيق.
وبعيداً عن انخفاض ضوء الشمس، يمكن أيضاً أن تنخفض درجات الحرارة والرياح بشكل ملحوظ أثناء الكسوف، وهي الظروف التي تكون الحيوانات حسّاسة لها.
وقال الباحث في علم الطيور بجامعة كورنيل بولاية نيويورك أندرو فارنسورث إن كسوف 2017 عطّل الأنشطة اليومية للحشرات والطيور، لكنه لم يُثِر السلوكيات الليلية المعتادة للحيوانات مثل هجرة الطيور أو ظهور الخفافيش.
وأوضح فارنسورث أن "هذه الأنواع من الأنماط مهمة لفهم الطرق التي تنظر بها الحيوانات إلى عوالمها".
وقال مدير "ناسا" بيل نيلسون للصحافيين: "إن للكسوف قوة خاصة. فهو يدفع الناس إلى الشعور بنوع من التبجيل لجمال عالمنا".
ويميل أولئك الموجودون في ما يسمى بـ"مسار الكلية" إلى استخدام الضمير "نحن" (بدلاً من "أنا") والتعبير عن القلق بشأن الآخرين، وفقاً لأستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا بول بيف.
ويشرح بيف أن "ما نكتشفه هو أن التجارب التي تجلب الرهبة تبدو وكأنها تعمل على تنسيق الناس وتربطنا بعضنا ببعض، لتربطنا بكيانات أكبر من أنفسنا".