كريم ضياء الدين الذي لا يعرفه أحد

04 سبتمبر 2021
كريم ضياء الدين مخرج فيلم "إسماعيلية رايح جاي" (فيسبوك)
+ الخط -

رحل عن عالمنا المخرج المصري كريم ضياء الدين، وهو ابن المخرج أحمد ضياء الدين، الذي أخرج العديد من الأفلام الميلودرامية الاجتماعية كفيلم "المراهقات" على سبيل المثال لا الحصر الذي قامت بإنتاجه وبطولته ماجدة.

ورث كريم موهبة الفن عن أبيه وتمرس معه مساعداً له في إخراج الأفلام. التحق بالمعهد العالي للسينما وتخرج منه وبدأ في تقديم أعمال من إخراجه.

إن الفيلم الملفت، الذي يعد انقلاباً في السينما المصرية والذي تغيّرت على إثره بوصلة السينما هو فيلم "إسماعيلية رايح جاي" والذي كان شهادة نجومية لمن أُطلق عليهم المضحكون الجدد.

الملاحظ في مسيرة هذا الفنان أنه مُني بالتجاهل والإقصاء والغبن بشكل مجحف، وغير مبرر. فقد أقيمت لفيلم "إسماعيلية رايح جاي" الكثير من الندوات من البرامج، على مدار سنوات وسنوات، لكن لم يذكر اسم مخرج الفيلم لا على لسان أبطاله، ولا على لسان من تناولوا الفيلم تأريخاً ونقداً.

لقد أُسقط اسمه عمداً ومع سبق الإصرار والترصد. السبب غير مفهوم حتى بعد رحيله نرى كلمات الرثاء تكتب من هنا وهناك على استحياء مُبهم.

كذلك فيلم "أبو الدهب" من إخراج ضياء الدين تعرض للمساءلة القانونية بحجة احتوائه على مشاهد إباحية لممدوح وافي ومعالي زايد. وقتها قامت الدنيا ولم تقعد. ولم تهدأ الأمور إلا برفع الفيلم من دور العرض محققاً خسائر كبيرة للمنتج بعد التوقف، وعدم استمرار الفيلم رغم نجاحه.

بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا على مستوى فيلم "أبو الدهب" الفني لكن، لم يكن الفيلم الأسوأ ولا الأجرأ بالمشاهد الساخنة. على أية حال، لم يُغض الطرف عن الكثير من الأعمال القبيحة، بل يُشار إلى مخرجيها بالبنان.

لماذا هذا التجاهل غير المبرر لهذا المخرج صاحب فيلم "إسماعيلية رايح جاي"، الذي احتفى به الجميع، مع التجاهل المطلق لمخرجه الذي أبدعه.

وداعا كريم ضياء الدين الذي لا يعرفه أحد.

المساهمون