كتّاب الدراما السورية يسلطون الضوء على فساد السلطة اللبنانية الحاكمة
ربيع فران
تتناول بعض المسلسلات التي بدأ عرضها مع انطلاق شهر رمضان فصولاً من فساد السلطة اللبنانية الحاكمة. هذه ليست المرة الأولى التي يستعين فيها كتّاب الدراما السورية بهذا الخط الدرامي المثير للمشاهد. فعام 2020 قدم الكاتب السوري رامي كوسا، في مسلسل "أولاد آدم"، حكاية النائبة اللبنانية التي تعيش حياة مترفة، وترتبط بعلاقات متعددة خارج إطار زواجها من رجل نافذ هو أيضاً. ويبدو واضحاً أن كوسا المقيم في بيروت، يستقي الخطوط العامة لسيناريوهاته من الحياة في العاصمة اللبنانية، والروايات المتناقلة فيها عن الطبقة الثرية التي تحكم البلاد.
هذا الخط أسّس لبناء مجموعة من المسلسلات التي تدخل في خانة الدراما المشتركة، وتستعرض حياة السياسيين اللبنانيين وفسادهم، وهو ما نشاهده مثلاً في مسلسل "نظرة حب"، الذي يعرض حالياً، وهو من بطولة كارمن بصيبص وباسل خياط، كتابة رافي وهبة وإخراج حسام علي.
تُظهر الحلقة الأولى تطاول رجال السياسة في لبنان على الفئات المُهمشة. ففي مشهد في الحلقة الأولى، يظهر الممثل اللبناني بيار داغر، وهو سياسي نافذ، يأمر مرافقيه برمي أحذيتهم في بركة المسبح التابع للقصر، ويطلب منهم بعدها إيجاد الأحذية مقابل مكافأة مالية تصل قيمتها إلى 5 آلاف دولار، ثم بكل غرور يرمي حذاءه ويرفع قيمة المكافأة لمن يجده.
هكذا يفند كاتب القصة جانباً من الواقع اللبناني، وكيفية أسر الزعماء للمواطن العادي، وإخضاعه لسلطة مزيفة لا تهتم بحقوق المواطن.
ويعطي الكاتب السوري فادي حسين مساحة واضحة للتعامل بين السوري واللبناني في مسلسل "نقطة انتهى"، من إخراج محمد عبد العزيز، وبطولة عابد فهد، وندى بو فرحات، من خلال شخصيات كثيرة تتضارب في أحداث يمكن أن تصل إلى درجة القتل وإخفاء الجثة.
محاولة الكتاب السوريين مقاربة الوضع في لبنان في عدد من المسلسلات تبدو ناجحة وتضع الإصبع على الجرح، مقابل إنتاجات لبنانية تبدو للوهلة الأولى آتية من كوكب آخر. ولعلّ منع الكتّاب السوريين من تناول الشأن السياسي في سورية وإقامة قسم من هؤلاء في لبنان فتح أمامهم هذا الباب في عالم الدراما المشتركة، وأعطاهم مزيداً من الحرية في كتابة شخصياتهم.