"كامل العدد" وخفة الوجبات الدرامية السريعة
ربيع فران
عن قصة لرنا أبو الريش ويسر طاهر، عرض في النصف الأول من موسم الدرامي الرمضاني الحالي، مسلسل "كامل العدد"، من إخراج خالد الحلفاوي. يلتقي طبيب التجميل الشهير أحمد (شريف سلامة) بخبيرة الأعشاب ليلى (دينا الشربيني) في مؤتمر علمي في أسوان. يتقارب الاثنان لتبدأ حكاية حب لا تكتمل فصولها إلا بعد أن يكتشف أحمد زواج ليلى سابقاً وإنجابها لأربعة أطفال، وتكتشف معه أنه كان متزوجاً وهو أب لثلاثة أطفال.
عام 1972، أنتجت السينما المصرية فيلم "إمبراطورية ميم"، من بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر، وإخراج حسين كمال. يطرح الفيلم فرضية تعايش الأطفال مع زوج الأم، ومدى تقبل هؤلاء لمشاركة رجل غريب مشاعرهم. هكذا، يُبنى نص مسلسل "كامل العدد"، بطريقة بدت مشوقة من اللحظات الأولى للعرض، استطاع من خلالها المخرج خالد الحلفاوي أن يسابق الأحداث والمواقف التي لا تخلو من روح الفكاهة، وإسقاط يوميات يعيشها الناس بعيداً عن المآسي، والواقع العربي بتفاصيله السوداء، بل يحاول "كامل العدد" طرح قضايا مثل التنمر، وتشكيل صداقات بين الأهل وأبنائهم، بعيداً عن الذهنية التقليدية للتعامل في ما بينهم.
تستعيد دينا الشربيني حضورها بشكل لافت هذه السنة. شكلت الشربيني مع زميلها شريف سلامة ثنائياً موفقاً، إذ كان واضحاً ذلك الانسجام بينهما منذ اللحظات الأولى لبداية المسلسل. واعتمد المخرج على مجموعة من الحيوات لناس على علاقة بأحمد وليلى، مثل الشخصية التي أدتها إسعاد يونس، وهي لممثلة سابقة قامت بدور واحد في فيلم مغمور صُور في السبعينيات وتحاول العيش مع بريق النجومية، رغم اعتزالها مجال التمثيل وتفرغها للزواج واهتمامها بتفاصيل حياة ابنها ومنزلها.
يؤخذ على المسلسل ابتعاده عن حقائق ويوميات نعيشها في حياتنا، وعدم إظهار صورة الشارع كاملة. لكنه، من ناحية أخرى، ينجح في إدارة أدوار الأطفال في المسلسل، والعمل على مواجهة أبناء الزوجين حتى يتقبّلوا بعضهم بعضاً.
يواجه شريف سلامة تحدياً بعد حضوره الخجول في الدراما الرمضانية قبل سنوات، لكنه يكسب هذه المرة، فيما تنجو دينا الشربيني بعد غياب، فشخصيتها ليلى تعمل على أدق التفاصيل الخاصة بأطفالها، خصوصاً التوأم حسن وحسين، وتحاول أن تصادق أولاد زوجها الذين عادوا من الولايات المتحدة بعدما علموا أن والدهم تزوج من امرأة أخرى.
في "كامل العدد"، نجد أنفسنا أمام قصة خفيفة تُبنى على صراع بين أطفال تزوجت أمهم برجل آخر. فرضية يمكن أن تسهم إلى حد ما في طريقة تعامل الأهل والأطفال مع الحالة نفسها، من دون تعقيدات تجتاح بعض الإنتاجات المنافسة التي ضاقت بها شاشات العرض الرمضاني.
يعتمد هذا النوع من الدراما على المقاربة مع مسلسلات من نوع ستكوم عرضت سابقاً، ويبقى الأمر مرهوناً بمقدرة المشاهد على المتابعة، في الوقت الذي أكدت فيه الإحصاءات أن المسلسل حقق أرقاماً قياسية لجهة المتابعين منذ الحلقات الأولى، وحتى نهاية العمل في 15 رمضان.