استمع إلى الملخص
- تميزت الاحتفالات بعروض موسيقية وفنية، بمشاركة فاريل وليامز، لانغ لانغ، دانييل لوزاكوفيتش، هبة طوجي، وماريون كوتيار، واختتمت بعرض ضوئي مذهل.
- شارك في الترميم أكثر من 250 شركة وألفا حرفي، بتكلفة 700 مليون يورو، وأشاد المسؤولون بنجاح المشروع وأهمية التعاون الدولي، مع خطابات دينية وسياسية.
أعادت كاتدرائية نوتردام، التحفة القوطية التي اجتاحها حريق عام 2019، فتح أبوابها مساء أمس السبت بحفاوة، بعد أعمال ترميم ضخمة استمرت خمس سنوات ساهمت في تمويلها تبرعات غير مسبوقة. وأعيد فتح الأبواب في الساعة 19:21 (18:21 توقيت غرينتش) بعدما قرعها رئيس أساقفة باريس لوران أولريك بعصاه الراعوية ثلاث مرات، مستخدماً صليباً، قبل أن يقول: "نوتردام، افتحي أبوابك". وشارك نحو أربعين من قادة الدول والحكومات والملوك والأمراء في هذه المراسم التي تستمر اليوم الأحد، بينهم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووريث العرش البريطاني الأمير وليام والملياردير إيلون ماسك.
ويعوّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يعاني صعوبات كبيرة جراء حجب الثقة عن حكومته في البرلمان، كثيراً على هذه المحطة التي اعتبرها "مصدر فخر وطني" على غرار دورة الألعاب الأولمبية في باريس خلال الصيف.
نجوم في افتتاح كاتدرائية نوتردام
أدى نجم البوب العالمي فاريل وليامز عرضاً لموسيقى الغوسبل في الباحة أمام كاتدرائية نوتردام. وكان وليامز محاطاً بـ70 من مغنّي الغوسبل بسترات بيضاء لامعة. كذلك، قدمت هذه الجوقة ومغنيتها المنفردة، التي تجمع بين نغمات السول والهيب هوب، أغنية "جوي" لـ"فويسز أوف فاير"، وهي جوقة أنشأها فاريل وليامز مع عمه الكاهن إزكيال ويليامز، في مسقط رأسه في فيرجينيا. وأصبح الفنان ومغني الراب والملحن والمنتج الأميركي البالغ 51 عاماً عنصراً أساسياً في المشهد الفني العالمي من خلال جوائز غرامي الـ13 التي حصل عليها. ومنذ عام 2023، يشغل أيضاً منصب مدير المجموعات الرجالية في دار "لوي فويتون" الرائدة التابعة لمجموعة "إل في إم إتش" الفاخرة التي تبرّع رئيسها برنار أرنو الذي حضر الحفلة السبت، بأكثر من 200 مليون يورو لترميم الكاتدرائية.
وفي وقت سابق من مساء السبت، قُدمت عروض لنجوم في الموسيقى الكلاسيكية، داخل الكاتدرائية أو في ساحتها، بقيادة المايسترو الفنزويلي غوستافو دوداميل. وقدم عازف البيانو الصيني الموهوب لانغ لانغ أداءه للكونشيرتو رقم 2 لسان سانز، وأدى عازف الكمان السويدي البارع دانييل لوزاكوفيتش مقطوعة لباخ. وغنت السوبرانو الجنوب أفريقية بريتي يندي ترنيمة "أميزينغ غريس"، فيما أدى التينور الفرنسي السويسري بنجامان برنهايم "آفي ماريا" لشوبرت.
كذلك، قدمت المغنية الفرنسية البنينية أنجيليك كيدجو "جيروزاليما"، وهي أغنية مكتوبة بلغة الزولو ومخصصة لمدينة القدس حققت نجاحاً عالمياً بعدما قدّم مغني الراب النيجيري بورنا بويز نسخة معاداً توزيعها منها. من جانبها، ألقت الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار قصيدة "لو بون" لفيكتور هوغو مؤلف رواية "أحدب نوتردام"، برفقة عازفة التشيلو الفرنسية الأميركية من أصل صيني يو-يو ما.
من بين المشاركين في حفلة افتتاح كاتدرائية نوتردام أيضاً المغنية اللبنانية هبة طوجي التي أدت أغنية "آفي ماريا". وانتهت الحفلة بأداء لمنسق الموسيقى الفرنسي مايكل كانيترو الذي قدم عرضاً رافقته مؤثرات ضوئية على واجهة الكاتدرائية.
لقاءات سياسية
ألقى ماكرون خطاباً داخل كاتدرائية نوتردام، قال فيه: "لقد أعدنا اكتشاف ما يمكن أن تصنعه الأمم العظيمة: إنجاز المستحيل. لقد اخترنا الإرادة والأمل (...) ولجعل ذلك ممكناً، أخوّة غير مسبوقة". وأضاف: "علينا ألا ننسى أن عظمة هذه الكاتدرائية لا يمكن فصلها عما قام به الجميع". وأكد "امتنان الأمة الفرنسية" لجميع من شاركوا في ترميم الكاتدرائية.
وأعقب ذلك مراسم دينية في حضور 1500 مدعو قبل أن تتلى رسالة من البابا فرنسيس دعا فيها إلى "استقبال سخي ومجاني" لحشود الزوار من قاصدي الكاتدرائية. وأضاف: "آمل أن يكون نهوض هذه الكنيسة الرائعة علامة نبوية لتجديد كنيسة فرنسا".
وفي ختام المراسم المدنية والليتورجية يقام عشاء في الإليزيه على شرف قادة الدول والحكومات وممثلي المنظمات الدولية. وتخلل برنامج إعادة الافتتاح بث فيلم يستعيد عملية ترميم كاتدرائية نوتردام التي شيدت قبل أكثر من 860 عاماً وعرض لفرق الإطفاء والحرفيين. وكانت الموسيقى الكلاسيكية في صلب الاحتفالات بقيادة المايسترو الفنزويلي غوستافو دوداميل.
وتستمر المراسم الأحد بإقامة قداسين: الأول قبل الظهر بحضور ماكرون وقادة الدول والحكومات، فضلاً عن شخصيات دينية، لتكريس المذبح. أما الثاني، فيقام مساءً ويكون مفتوحاً أمام الجمهور. ونُشرت تعزيزات أمنية كبيرة على غرار ما حصل خلال الألعاب الأولمبية في ظل "مستوى عالٍ جداً من التهديد الإرهابي" على ما قالت الشرطة، مع حشد ستة آلاف من عناصرها وأفراد الدرك.
"أجمل بكثير"
ليل 15 إبريل/ نيسان 2019، أثارت مشاهد النيران تلتهم سقيفة نوتردام وانهيار برج سهمها الشهير، صدمة عالمية. وأعيد بناء السهم الذي صممه المهندس المعماري أوجين فيوليه لودوك في القرن التاسع عشر، على صورته القديمة. وأكد مسؤول ورشة الترميم الضخمة فيليب جوست السبت عبر إذاعة فرانس إينفم أن "الكاتدرائية أجمل من أي وقت مضى"، مشيداً "بنجاح جماعي ومصدر فخر لفرنسا برمّتها". وقال الأسقف لوران أولريك لوكالة فرانس برس: "الجميع كان يقول لي: أعيدوا لنا الكاتدرائية كما كانت إلا أنها ستكون أجمل بكثير".
وشارك في ورشة إعادة بناء كاتدرائية نوتردام 250 شركة وألفا حرفي في مجالات مختلفة. وكلفت الأشغال نحو 700 مليون يورو، جاءت تغطيتها بملايين التبرعات من العالم بأسره.
(فرانس برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
