بمساحة تبلغ 9652 متراً مربعاً دشّنت وزارة الثقافة القطرية، مساء اليوم الأربعاء، في جامعة قطر، أكبر لوحة فنية في العالم بالرسم على القماش، أنجزها الفنان عماد صالحي، وعنوانها "قصة كرة"، وذلك بحضور ممثل عن مؤسسة "غينيس"، حيث تم تتويج العمل بدخوله موسوعة الأرقام القياسية.
وأصبح العمل الفني أكبر لوحة في العالم تدخل موسوعة "غينيس" على أبعاد ملعب كرة القدم، الكائن في جامعة قطر، متجاوزةً بكثير لوحة "رحلة الإنسانية" للرسام البريطاني ساشا جافري، المسجلة في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية في العام الماضي، بوصفها أكبر لوحة مرسومة على القماش في العالم.
وجاءت "قصة كرة" خلاصة جهد متواصل استغرق خمسة أشهر، مستعيدةً الذاكرة التاريخية، وشارحةً طبيعة الكرات المستخدمة، والدول المستضيفة والفائزة وأفضل اللاعبين والهدافين في كل فترات كأس العالم.
وحضر حفل الافتتاح حشد من الضيوف، تقدمهم وزير الثقافة القطري عبد الرحمن بن حمد آل ثاني.
وخلال الحفل عُرض فيديو عن إنجاز العمل الفني، كما نُظمت جولة للاطلاع عن قرب على اللوحة الفنية.
وقال المُحكم الرسمي في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية شادي جاد: "اليوم أنا هنا لإعلان نتائج محاولة رسم أكبر لوحة فنية. ولتحقيق هذا الرقم القياسي، يجب أن نضمن أنه قد تم اتباع كل الإرشادات ويسرني القول إنها قد تحققت".
وأضاف: "هناك رقم قياسي قائم حققه ساشا جافري بلوحة قياسها 1,595.76 مترا مربعا"، معلناً أن الفنان عماد صالحي حقق إجمالياً كلياً قدره 9.652 متراً مربعاً، وأنه صاحب اللقب الجديد في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن أكبر لوحة فنية، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة القطرية، موجهاً التهنئة له نيابة عن "غينيس" للأرقام القياسية.
وفي كلمته بهذه المناسبة، قال الفنان عماد صالحي إنه استخدم في رسم اللوحة كميات كبيرة من الأصباغ والقماش والفرش من أجل تحقيق إرث تاريخي يجسد مسيرة كرة القدم خلال بطولة كأس العالم، مشيراً إلى أنه احتاج لإنجازها أكثر من 3 آلاف لتر من الأصباغ، وأكثر من 150 فرشاة، وكان معدل العمل يومياً ما بين 14 و18 ساعة.
وتابع أن "قصة كرة" غيرت معاني العالم في مجال الفن التشكيلي المعاصر، إذ دمجت بين التراث والحداثة والرياضة والفن، ورُسمت بأحدث أساليب الرسم التعبيري والتجريدي والحركي من خلال مزج الألوان والخطوط لكي تشرح تاريخاً بأسلوب حديث في مجال الفن البصري.
ولفت صالحي إلى أنه عند أطراف اللوحة تبدو للمتلقي ملامح الجماهير من جميع شعوب العالم تعبر عن ثقافات مختلفة، مع مجموعة ألوان وخطوط تعكس ملامح من تاريخ كأس العالم من عام 1930 إلى عام 2022.
ورداً على سؤال حول مصير اللوحة التي تفترش مساحة الاستاد، قال إنها ستقطع إلى أجزاء وستطوف العالم "لتوصيل ثقافتنا إلى العالم، بالقدر الذي نبرز فيه كيف لهذه الكرة الصغيرة أن تجمع شعوباً حول العالم لحوار إنساني قائم على المحبة والسلام".
من ناحيتها، قالت مديرة إدارة الثقافة والفنون في وزارة الثقافة مريم ياسين الحمادي إنها "ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل أرقام قياسية ترتبط بالثقافة بشكل مباشر أو غير مباشر، سبق أن شاركت قطر بأكبر لوحة في العالم لتدوين أمنيات الأطفال، وصل عددها إلى 5 آلاف بطاقة، وشهدها الحي الثقافي (كتارا)، بالتزامن مع احتفالات اليوم العالمي للطفل".
وأضافت: "في ديسمبر/ كانون الأول 2018، وتزامناً مع الاحتفال باليوم الوطني، شهد جناح كلية الشرطة في درب الساعي تدشين أكبر لوحة في العالم من الموزاييك، مكونة من القطع الخشبية الملونة بعنوان الوعد 2022، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2010 حطمت شركة قطر للبتروكيماويات (قابكو)، الرقم القياسي العالمي بحياكة أكبر قميص رياضي من نوعه في العالم، بهدف دعم الملف القطري لطلب استضافة المونديال".
والفنان عماد صالحي من مواليد إيران عام 1980، وحاصل على ميدالية ذهبية و4 شهادات فنية مرموقة من يونسكو في ندوة باريس للرسم 2020، وعلى جائزة العالم الخاص في الذكرى الخمسين لمهرجان خطى الإنسان في إيطاليا 2019، وحاصل على الجائزة العالمية الأولى لمهرجان العسل العالمي بمشاركة أكثر من 86 دولة في العالم في البرتغال 2016، وأيضاً على الجائزة العالمية الكبرى من مهرجان سيكاكو الدولي في كوريا الجنوبية في سيول 2017، وغيرها من الجوائز. كما أنه عضو رسمي في الرابطة الكندية لفناني الفكاهة السياسيين العالميين من عام 2019 حتى نهاية عام 2021.