الاحتلال قد يبدأ التغذية القسرية
وقالت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، حنان الخطيب، اليوم الثلاثاء، إن "أطباء مستشفى العفولة الإسرائيلي وصفوا حالة الأسير الصحافي محمد القيق والمضرب عن الطعام منذ 63 يوماً، بالخطورة البالغة وهناك خطر حقيقي على حياته، وأنهم قد يلجأون إلى استخدام التغذية القسرية بحقه في أي لحظة".
ولفتت الخطيب في تصريح لها عقب زيارتها القيق في المستشفى صباح اليوم، أن إمكانية تغذية محمد قسراً من قبل الأطباء واردة، وخاصة أنه يرفض أخذ كل أشكال المدعمات وإجراء الفحوص الطبية ولا يتناول سوى الماء فقط. وأشارت المحامية إلى أن وضع محمد القيق ما زال صعبا وخطيرا وهو غير قادر على النطق ومصاب بضعف ووهن وإرهاق شديد ومقيد بسرير المستشفى، علما أنه لا يستطيع الوقوف أو الحركة.
وكشفت الخطيب أن محمد بحاجة إلى تدخل فوري وسريع وعاجل من كافة الجهات السياسية والحقوقية المحلية والدولية لإنقاذ حياته. ونقلت المحامية الخطيب عن القيق، وقد وجدت صعوبة حقيقية في فهم ما يريد أن ينطق به، أنه "يخوض هذا الإضراب على الطريقة الأيرلندية ومصرّ على استمرار إضرابه حتى الحرية". ووجه القيق رسالة إلى كافة الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين خاطبهم فيها بأن مهنتهم مكانها الطبيعي على خطوط النار ووسط الأحداث، وهو جاهز للشهادة في سبيل الحقيقة والدفاع عن حقوق وحرية شعبه، وأنه على يقين أن هناك كثيرين من بعده جاهزون لحمل الراية.
في غضون ذلك، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان له نقلاً عن محاميه، إن "نيابة الاحتلال قدمت ظهر اليوم، لائحة جوابية لسكرتاريا المحكمة العليا الإسرائيلية بشأن قضية الأسير محمد القيق، قبل انعقاد الجلسة الخاصة بسماع الالتماس الخاص بالأسير القيق، والتي من المفترض أن تنعقد يوم غد الأربعاء الساعة 11 والنصف ظهراً".
وتضمنت اللائحة موقفاً مدافعاً عن أمر قائد جيش الاحتلال باعتقال القيق إدارياً بحجة أنه "يشكل خطراً على أمن وسلامة دولة الاحتلال"، كما أن الجواب لم يتضمن أية مقترحات أو حلول بشأن قضية القيق. وفي هذا الإطار، أكد النادي أن هذا الموقف هو قراءة لما يمكن أن ينتج عن المحكمة العليا في ظل تعنت واضح من قبل النيابة، وذلك على الرغم من الوضع الخطير الذي يعيشه الأسير القيق المحتجز في مستشفى "العفولة".
الخارجية الفلسطينية تتحرك
وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أنها، وبناء على توجيهات من الرئيس، محمود عباس، وبتعليمات مباشرة من وزير الخارجية، رياض المالكي، عممت مجدداً على جميع سفارات دولة فلسطين بضرورة تكثيف التحرك والنشاطات واللقاءات مع وزارات خارجية الدول كافة، ومراكز صنع القرار والرأي العام، والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختصة لفضح الجريمة البشعة، والتي يتعرض لها الأسير الصحافي، محمد القيق، المضرب عن الطعام منذ أكثر من 63 يوماً، والذي يواجه خطر الموت، وفي حالة غيبوبة وفقد القدرة عن النطق والحركة، وقد يرتقي شهيداً في أية لحظة.
وطالبت الوزارة الفلسطينية، في بيان لها، الدول كافة، والمجتمع المدني والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة، بالتحرك الفوري والعاجل لوقف هذه الجريمة، والتي ترتكبها إسرائيل في وضح النهار، وطالبت بالإفراج الفوري عن الأسير الصحافي القيق وجميع المعتقلين الإداريين، والأسرى الفلسطينيين الأبطال كافة.
"حماس": المساس بحياة القيق سيفتح باب المواجهة الحقيقية مع الاحتلال
أكد الناطق باسم حركة حماس في الضفة الغربية، حسام بدران، أمس الإثنين، أن حياة الأسير الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 63 يوماً، احتجاجاً على اعتقاله الإداري، "خط أحمر، وأن المساس بحياته سيقود الشعب الفلسطيني إلى خيارات لم يتوقعها الاحتلال، وسيفتح باب المواجهة الحقيقية أمام المحتل".
وقال بدران، في تصريح له، إنه "من غير المعقول أن نشاهد أسرانا يعدمون على يد الاحتلال دون أن نحرك ساكناً، فيما سيرى منا المحتل ما لم يتوقعه"، محذراً الاحتلال من مغبة المساس بحياة الأسير القيق، لأن ذلك، إن حصل، سيؤجج إشعال النار في وجه الاحتلال.
وشدد القيادي في حماس على أن الوضع الحالي للقيق لا يحتمل السكوت عنه أكثر من ذلك، داعياً كل الأطراف الرسمية والشعبية إلى تدخل فوري وسريع ونوعي يوقف قيادة الاحتلال عند حدودها، والتي تمادت فيها كثيراً باستهتارها بحياة القيق.
اقرأ أيضاً: الصحافي الأسير محمد القيق قد يستشهد في أية لحظة
وأكد بدران أن استشهاد القيق الذي دخل حالة الخطر الشديد اليوم، سيحوّل السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى ساحة معركة حقيقية ومباشرة مع الاحتلال، وسيقلب الطاولة على كل مؤامرات الاحتلال بحق الحركة الأسيرة.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الصحافي القيق، والذي يعمل مراسلاً لقناة المجد السعودية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، من منزله في رام الله، وشرع بالإضراب المفتوح عن الطعام بعد أيام من اعتقاله، احتجاجاً على سوء معاملته أثناء التحقيق ولتحويله إلى الاعتقال الإداري.
ويرفض القيق منذ بدء إضرابه تناول المدعمات وإجراء الفحوص الطبية، وهو موجود حالياً في مستشفى العفولة الإسرائيلي، بعدما نقل إليه إثر تدهور حالته الصحية، فيما تشير آخر التقارير إلى أن القيق قد فقد وعيه داخل مستشفى سجن العفولة، وأن وضعه الصحي دخل في حالة حرجة جداً، وحذرت مؤسسات حقوقية عدة، وكذلك عائلته، من إمكانية استشهاده في ظل تعنت الاحتلال في الاستجابة لمطالبه وتدهور حالة القيق الصحية.
اقرأ أيضاً: الأسير القيق: لست رهينة ولا أقبل إلا الحرية
من جهة أخرى، أعلن 45 أسيراً فلسطينياً من أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجني "مجدو" و"جلبوع" الإسرائيليين، اليوم الثلاثاء، عن دخولهم في إضراب عن الطعام لمدة يومين (يوم غدٍ الأربعاء وبعد غدٍ الخميس)، تضامناً مع القيق، واحتجاجاً على استمرار عزل الأسير بلال كايد.
ونقل مركز حنظلة للأسرى والمحررين، عن فرع الجبهة الشعبية في السجون، دعمه الكامل لصمود الأسير البطل المضرب، القيق، في معركته البطولية بأمعائه الخاوية مع السجان، مؤكداً أن الصمود هو طريق الانتصار، ومحذراً في الوقت ذاته الاحتلال من أن استشهاد الأسير القيق ستكون له عواقب كبيرة على الاحتلال وسجانيه.
اقرأ أيضاً: "#حرا_أو_شهيدا": أمعاء محمد القيق الخاوية تذيب سجون الاحتلال