قضاء وقت مع الكلاب يؤثر إيجابياً على نشاط الدماغ

30 مارس 2024
هناك أدلة دامغة على المزايا المحتملة لقضاء وقت مع الكلاب (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منذ أكثر من 30 ألف عام، بدأ الإنسان بتدجين الكلاب، وتطورت علاقتهما لتشمل الصداقة والمساعدة في مهام متعددة مثل الصيد والحراسة.
- دراسة في مجلة PLOS One وجدت أن التفاعل مع الكلاب يقلل التوتر ويزيد من موجات الدماغ المرتبطة بالاسترخاء، مما يدعم استخدام العلاج بمساعدة الحيوانات في تحسين الصحة العقلية.
- البحث أظهر أن أنشطة مثل اللعب والمشي مع الكلاب تزيد الاسترخاء، بينما التدليك والعناية بالكلب تعزز التركيز، مما يسلط الضوء على فوائد التفاعل مع الكلاب في تحسين الرفاهية العامة.

دجّن الإنسان الكلاب منذ أكثر من 30 ألف عام. ولعدة قرون، كانت الكلاب أكثر من مجرد حيوانات أليفة؛ إذ كانت صديقة للإنسان، وعاملة في خدمته وأداء مهام مثل الصيد والعمل والرعي، فضلاً عن دورها في الحراسة كحامية مخلصة.

تطورت الكلاب جنباً إلى جنب مع البشر، ولعبت دوراً حاسماً في حياتنا. في دراسة جديدة، رأى باحثون أن قضاء وقت ممتع مع الكلاب، يقلل التوتر ويزيد قوة موجات الدماغ المرتبطة بالاسترخاء والتركيز.

فوفقاً للدراسة التي نشرت يوم 13 مارس/آذار الحالي في مجلة PLOS One، تُستخدم التدخلات بمساعدة الحيوانات الأليفة، مثل العلاج بالكلاب، على نطاق واسع في المستشفيات والمدارس وغيرها للمساعدة في تقليل القلق وتخفيف التوتر وتعزيز مشاعر الثقة، وتحسين الصحة العقلية.

وجد الباحثون أن اللعب مع كلب يغير موجات الدماغ لدينا، ما يعزز الاسترخاء والتركيز مع تقليل التوتر والاكتئاب.

وللوصول لهذه النتيجة، قاس الباحثون التأثير على موجات دماغ المشاركين في أثناء التفاعل مع الكلاب، وحددوا فوائد عديدة من هذه الأنشطة. وخلصوا إلى أن هناك أدلة دامغة على المزايا المحتملة لقضاء وقت مع الكلاب على صحة البشر.

يقول المؤلف المشارك في الدراسة سين بارك، أستاذ علوم الحياة في جامعة كونكوك في كوريا الجنوبية، إن الدراسة تعد من بين الأبحاث الأولى التي حددت أنماط الموجات الدماغية المرتبطة بأنواع مختلفة من التفاعلات بين الإنسان والكلاب، ما يوفر أساساً علمياً للفوائد العلاجية التي يحاول العلماء إثباتها منذ فترة طويلة للتواجد مع الكلاب.

يوضح بارك في تصريح لـ"العربي الجديد" أن هذه الدراسة ليست المحاولة الأولى لفهم العلاقة بين قضاء وقت مع الكلاب، وتحسن مستوى الصحة النفسية لدى البشر؛ إذ أشارت دراسات سابقة إلى الفوائد الجسدية والعاطفية للتفاعل مع الكلاب، مثل زيادة مستويات الأوكسيتوسين، وانخفاض مستويات الكورتيزول، وتضائل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ومع ذلك، وفق بارك "تتخذ دراستنا نهجاً فريداً من خلال فحص كيفية تأثير الأنشطة المختلفة مع الكلاب - بدءاً من اللعب والمشي إلى التغذية والتدليك - على النشاط الكهربائي للدماغ، كما تم قياسه بواسطة مخطط كهربية الدماغ (EEGs)".

شملت الدراسة 30 شخصاً بالغاً يتمتعون بصحة جيدة شاركوا في ثمانية أنشطة متميزة مع كلب، بما في ذلك اللعب والمشي والتغذية والتدليك والعناية والتصوير والمعانقة أو الجلوس فقط برفقته. التقطت صور تخطيط كهربية الدماغ أنماط الموجات الدماغية للمشاركين خلال هذه التفاعلات، مع التركيز على أطياف قوة ألفا وبيتا، وهي مؤشرات على مستويات استرخاء الدماغ وتركيزه، على التوالي.

وفقاً للمؤلف المشارك في الدراسة، كشفت النتائج أن أنشطة مثل اللعب والمشي مع الكلب تزيد كثيراً من الاسترخاء، كما يتضح من زيادة نشاط موجة ألفا في الدماغ. في المقابل، أدت الأنشطة التي تتطلب تفاعلاً أكثر تركيزاً، مثل تدليك الكلب والعناية به، إلى زيادة التركيز من دون إجهاد، ما يشير إليه زيادة نشاط موجة بيتا.

علاوة على ذلك، استكشفت الدراسة الاستجابات العاطفية للمشاركين من خلال استبيانات تقيم حالاتهم المزاجية قبل كل نشاط وبعده. وبثبات، ارتبطت التفاعلات مع الكلب بانخفاض مستويات التوتر وتحسين الحالة المزاجية. "يسلط هذا البحث الضوء على الطرق المعقدة التي يمكن أن تؤثر بها تفاعلاتنا مع الكلاب في حالتنا العقلية ورفاهيتنا. فاللعب مع كلب، على سبيل المثال، لا يريح العقل فحسب، بل يشحذه أيضاً، ما يعزز الاسترخاء والتركيز. يشير هذا التأثير المزدوج إلى أن الكلاب يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في العلاجات المصممة لتخفيف التوتر وتحسين التركيز الذهني"، يوضح بارك.

كما تبين الدراسة أن المشي مع كلب- وهو غالباً ما ينظر إليه على أنه مجرد نشاط بدني- يجعل المشاركين يشعرون بمزيد من الراحة، ما يعزز فكرة أن هذه التفاعلات يمكن أن تدعمنا وتعيد ربطنا بالجوانب الأساسية الأبسط للحياة. يضيف بارك: "إن عملية تدليك الكلب، التي تتطلب اهتماماً مركزاً بجسم الحيوان، لم تؤدِّ إلى زيادة مستويات تركيز المشاركين فحسب، بل جعلتهم أيضاً يشعرون بمزيد من الاسترخاء، ما يشير إلى احتمال استخدام مثل هذه الأنشطة في البيئات العلاجية لتعزيز الانتباه وتقليل منسوب القلق".

المساهمون