لم تكن عملية اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، أول جريمة قتل يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافيين الفلسطينيين أو هؤلاء العاملين في فلسطين. وبحسب أرقام وزارة الإعلام الفلسطينية، بلغ عدد الصحافيين الذين اغتالهم جيش الاحتلال منذ الانتفاضة الثانية عام 2000 حتى اليوم 45 شهيداً.
وتضمّ قائمة الشهداء الصحافيين شيرين أبو عاقلة (2022)، ويوسف أبو حسين (2021)، وأحمد أبو حسين (2018). أما عام 2014، فهو العام الذي شهد استشهاد أكبر عدد من الصحافيين برصاص وقصف الاحتلال خلال العدوان على غزة، وهم: عبد الله فضل مرتجى، وعلي شحتة أبو عفش، وحمادة خالد مقاط، وسيمونه كاميللي (إيطالي)، وشادي حمدي عياد، وعبد الله نصر خليل فحجان، ومحمد ماجد ضاهر، ومحمد نور الدين مصطفى الديري، ورامي فتحي حسين ريان، وسامح محمد العريان، وعاهد عفيف زقوت، وعزت سلامة ضهير، وبهاء الدين الغريب، وعبد الرحمن زياد أبو هين، وخالد رياض محمد حمد، ونجلاء محمود الحاج، وحامد عبد الله شهاب.
أما في السنوات التي سبقت 2014، فاستشهد الصحافيون محمد موسى أبو عيشة (2012)، ومحمود علي أحمد الكومي (2012)، وحسام محمد سلامة (2012)، وجودت كيليجلار (تركي، 2010)، علاء حماد محمود مرتجى (2009)، وإيهاب جمال حسن الوحيدي (2009)، وباسل إبراهيم فرج (2009)، وعمر عبد الحافظ السيلاوي (2009)، وفضل صبحي شناعة (2008)، وحسن زياد شقورة (2008)، ومحمد عادل أبو حليمة (2004)، وخليل محمد خليل الزبن (2004)، وجيمس هنري دومنيك ميللر (بريطاني، 2003)، ونزيه عادل دروزة (2003)، وفادي نشأت علاونة (2003)، وعصام مثقال حمزة التلاوي (2002)، وعماد صبحي أبو زهرة (2002)، وأمجد بهجت العلامي (2002)، وجميل عبد الله نواورة (2002)، وأحمد نعمان (2002)، ورفايلي تشرييلو (إيطالي، 2002)، ومحمد عبد الكريم البيشاوي (2001)، وعثمان عبد القادر القطناني (2001)، وعزيز يوسف التنح (2000).
كذلك، فإن الاحتلال يحتجز حرية 11 صحافياً أسيراً، "يعيشون ظروفاً صعبة، ويُحرَمون أبسط حقوقهم الإنسانية التي أقرتها المواثيق الدولية"، بحسب وزارة الإعلام الفلسطينية أيضاً.
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد أشارت في تقريرها الصادر أخيراً إلى التأثير المباشر للاحتلال بعمل الصحافيين الفلسطينيين الذين "دفعوا ثمناً باهظاً، سواء خلال اعتداءات الاحتلال في القدس المحتلة عام 2021، أو خلال العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة".
ورأت أن "الصراع" مع الاحتلال يقوض عمل الصحافيين الفلسطينيين بشدة، حيث تنطوي تغطية المظاهرات على مخاطر كبيرة بالنسبة إليهم. كذلك يتعرضون للاعتقال والعنف والملاحقات القضائية، بينما تُدمَّر معداتهم ويُحرمون بطاقة الاعتماد. هذا ويؤدي استخدام الجيش الإسرائيلي للذخيرة الحية في عمليات تفريق المتظاهرين إلى إصابات خطيرة في صفوف المراسلين. وكانت المنظمة قد تقدمت بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية، بعد استهداف غارات إسرائيلية برج الجلاء العام الماضي، معتبرة أن هذا الاستهداف قد يرقى إلى مصاف "جرائم الحرب".