"في عيونهن" للموسم الثالث... صور فوتوغرافية لنساء يتحدين الواقع

28 ديسمبر 2021
صور تلغي النظرة النمطيّة للمرأة الفلسطينية وتظهر معاناتها ونضالها (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

حملت الصورة الفوتوغرافية التي التقطتها عدسة المصورة الفلسطينية، نيللي المصري، لفتاة من مدينة غزة، تحاول الحفاظ على كُرة السلة وسط مجموعة فتيات يُحاوِلن الإمساك بها وعرقلتها. وهذه ملامح تحدي المرأة الفلسطينية للواقع، وإصرارها على حفر مكانتها في كل المجالات الحياتية، رغم مختلف التحديات.

الصورة الفوتوغرافية كانت ضمن معرض "في عيونهن" للموسم الثالث، والذي نظمته وزارة الثقافة الفلسطينية، ومركز تطوير الإعلام جامعة بيرزيت، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وبدعم من "يونسكو"، اليوم الثلاثاء، في مقر "محترف شبابيك" غربي مدينة غزة.

ويأتي المعرض والذي حمل شعار “مشاركة المرأة الفلسطينية في الحياة السياسية” تتويجًا لفوز ست مصورات ومصورين، اثنان من الضفة الغربية، وأربعة من قطاع غزة، في مسابقة "في عيونهن" والتي شارك فيها عدد من المصورين والمصورات من الضفة الغربية وقطاع غزة والناصرة وبيروت.

وتقول الصحافية نيللي المصري لـ"العربي الجديد"، إنها شاركت في المُسابقة، من خلال مشاركتها في دورة تدريبية حملت عنوان دور المرأة وتأثيرها في الحياة السياسية، وذلك بهدف التأكيد على الدور الجوهري للمرأة الفلسطينية في مختلف المجالات، إلى جانب إظهار مدى قدرتها على الإبداع والتميز في ظل أحلك الظروف، وعدم حصر المرأة في صور المعاناة فقط.

وتُجسِد الصور التي شملها المعرض العديد من الزوايا والمراحل والمواضيع الخاصة بالمرأة الفلسطينية، والتي تحدثت عن ذاتها في كوادر متنوعة، إذْ صَوّرت دور ومكانة المرأة، وحاولت تكريس وتجسيد واقع المرأة الحقيقي، وإلغاء الصورة النمطية التقليدية.

وتظهِر الصورة الفائزة بالمركز الأول للصحافية الفلسطينية ديانا خويلد، والتي توسطت المعرض، صورة لناشِطة فلسطينية وقفت في وجه جنود الاحتلال الإسرائيلي، وقد رفضت أن تنصاع لأوامرهم خلال تظاهرة احتجاجية ضد منع قوات الاحتلال للمزارعين من الوصول إلى أراضيهم وقطف ثمار الزيتون. وقد جاورتها صورة للصحافي شادي جرارعة لسيدة أخرى تشارك في مسيرة شعبية ضد الاستيطان.

 

علوم وآثار
التحديثات الحية

 

ولم تغِب صور المعاناة عن المعرض، حيث جسدت صورة للصحافي أشرف أبو عمرة من غزة، سيدة فلسطينية تصرخ فوق رُكام منزلها المدمر جراء غارة إسرائيلية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. فيما صَوّر الصحافي أسامة البابا مجموعة نساء فلسطينيات يُشاركن في احتجاج على تخفيض السلة الغذائية والخدمات التعليمية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وحملت صورة الصحافي عمر إشتيوي لناشطة فلسطينية تلعب مع الأطفال بالقرب من أنقاض منازل عائلاتهم معاني الأمل الذي تجسد كذلك في ابتسامة سيدة من الناصرة، التقطتها عدسة المصورة سماح حايك، خلال مبادرة لنساء لإحياء سوق الناصرة القديم.

وتنوعت الصور المُشاركة، بين نساء يشاركن في المواجهات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي التظاهرات الرافضة للاعتداءات الإسرائيلية، وبين صور مشاركة النساء في زراعة الأرض وقطف الثمر، فيما تم تجسيد معاناة الصحافيات الفلسطينيات خلال تغطية الأحداث الجارية، ومعاناة الفلسطينيات في مخيمات اللجوء.

ويُواكب المعرض بما يحتوي عليه من صور فوتوغرافية، التوجهات العالمية والمنظمات الدولية ذات الاختصاص، ويتحدث عن المرأة الفلسطينية، وفاعليتها ومشاركتها في المجتمع، وفق تعبير منسقة النوع الاجتماعي، وحدة الأبحاث والسياسات، في مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، ناهد أبو طعيمة، فيما يسعى إلى تعزيز مفاهيم العاملين والعامِلات في حقول الإعلام حول أهمية الالتفات لحجم وطبيعة مشاركة النساء الفلسطينيات في الحياة السياسية والفضاء العام، بعيدًا عن السائد والنمطي من عدسات الإعلام حول مشاركة النساء.

وتبين أبو طعيمة لـ"العربي الجديد" أن المعرض يأتي ثمرة للمسابقة والتي يتم تنفيذها هذه المرة بمشاركة مصورين ومصورات من الضفة الغربية وغزة والناصرة وبيروت، فيما تسعى لأن تكون على مستوى الوطن في أعوامها القادِمة، مشددة على أهمية المعارض في تصوير التحديات والعنف المُركب والمُمارس بحق المرأة الفلسطينية. 

المساهمون