رغم القيود المفروضة على صالات السينما والمسارح بسبب جائحة كورونا، حصد الجزء الثاني من فيلم "البطل الأخير" الروسي، معدل أرباح قياسياً في شباك التذاكر، فور بدء عرضه في الأول من يناير/ كانون الثاني 2021.
ويبدو أن شركة الإنتاج قررت المضي في إنتاج أجزاء جديدة من الفيلم، بعد النجاح الباهر للجزء الأول عام 2017. إذ شاهده أكثر من ثلث الروس، وجنى نحو ملياري روبل حينها (أكثر من 27 مليون دولار). ولعب اختيار توقيت عرض الفيلم دوراً في نجاحه، خاصة أنه يمنح المشاهدين قوة إيجابية بانتصار الخير في نهاية سنة صعبة من المعاناة مع كورونا.
وبدأ عرض مطلع العام تحت اسم "البطل الأخير: جذر الشر" من إخراج ديمتري دياتشينكو وإنتاج استوديو "يلو بلاك آند وايت" وبالتعاون مع شركة "والت ديزني" وقناة "روسيا 1" الحكومية، ووصلت عائدات الفيلم إلى نحو 1.6 مليار روبل (الدولار 74 روبلاً) حتى 11 يناير/ كانون الثاني الحالي.
وبُنيت قصة الفيلم على أساس حكايات روسية شعبية للأبطال التاريخيين. إذْ ينتقل البطل الرئيسي "إيفان" عبر الزمن، من موسكو الحديثة المعاصرة حيث يعيش كإنسان عادي غير مؤهل للقيام بأعمال بطولية، إلى العالم الخيالي، ويكتشف أنه ابن إيليا موروميتس بطل القصص الشعبية الروسية، ويكتسب حكمة وقوة وشجاعة من أجل حماية البلد الخيالي "الجبل الأبيض" من الساحرات الشريرات بمساعدة شخصيات خيالية من الأدب الشعبي الروسي، مثل "كوشي الذي لا يموت" و"كولوبوك" وهو عبارة عن كرة من العجين دبت فيها الحياة، و"بابا ياغا" وهي ساحرة شريرة تعيش في كوخ خشبي قديم له قدما دجاجة.
إلا أن بعض النقاد رأوا أنَّ الفيلم يفتقر إلى الخيال والتجديد، ويعتمد على الصورة السوفييتيّة النمطية لشخصيات القصص الشعبية، خصوصاً خواء شخصية البطل الرئيسي من أي تفاصيل أو ملامح مميزة وبطولية على الصعيدين الرمزي والفعلي.
وحظي الفيلم بإعجاب المشاهدين، وشهد إقبالاً كبيراً رغم أنه "بعيد كل البعد عن الإتقان"، حسب تصريحات الناقد السينمائي، أنتون دولين، لموقع "ميدوزا" الإخباري، إذ أشار فيها إلى أن "الفيلم أطلق مرة أخرى تحت اسم (والت ديزني). وهذا لعب دوراً في جذب المشاهدين الذين اعتادوا منتجات شركة (والت ديزني) المميزة واللافتة" .
لا يصعب على متابعي الفيلم الخيالي ملاحظة وجود عدم ترابط بالانتقال في أثناء عرض أحداث الفيلم
ولا يصعب على متابعي الفيلم الخيالي ملاحظة وجود عدم ترابط بالانتقال في أثناء عرض أحداث الفيلم، ما يوحي أن العمل مزيج لأكثر من سيناريو، متفاوتة في نجاحها وإثارتها، ما أضعف حبكة الفيلم كثيراً.
ورغم نجاح المؤثرات البصرية، فإن معظمها لم يخرج عن الإطار التقليدي السابق المستخدم في أفلام أخرى من حيث الشكل والملابس.
ولم تقتصر انتقادات المختصين والمشاهدين على الحبكة والشخصيات، بل طاولت العنصر الكوميدي الأساسي في الفيلم، مشيرين إلى أن الفكاهة في الفيلم مشكوك فيها، إذ إنّها أحياناً لا تكون مضحكة بدرجة كافية، وأحياناً تكون وقحة، مشيرين إلى أن المنتجين لم يكلفوا أنفسهم عناء العمل بجهد أكبر على هذا الأمر. وكالعادة، خرج الفيلم بكل عناصره إلى المشاهدين بشكل غير متقن ويعاني من أوجه قصور كثيرة على أمل وقناعة بأن المشاهد لن يلاحظ. وإن لاحظ، فلن يفهم انطلاقاً من قاعدة يتبناها كثير من المخرجين الروس بأنه يجوز في الأفلام الخيالية ما لا يجوز في غيرها.