تداولت مواقع إلكترونية ووسائل إعلام عربية وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ يوم السبت 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، ادعاءات بظهور فيروس جديد في الصيّن يُدعى نيباه، وأحاطوه بهالة من الرعب والعنصرية والتضليل.
وبدأت الضجة بنسب خبر إلى صحيفة "ذا غارديان" البريطانية يحذر من تفشي فيروس في الصين تصل معدلات وفاة المصابين به إلى 75 في المائة، مما يعني أن انتشاره قد يتحول إلى جائحة أخطر من كورونا.
وتحقق موقع مكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة "مسبار" من تفاصيل الادعاء، ووجد أنّ جزءاً منه مضلل وينطوي على إثارة وتضليل.
ففيروس نيباه ليس جديداً ولم يتم اكتشافه أخيراً، بل عُرف لأول مرة عام 1999 أثناء تفشي المرض بين مربي الخنازير، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ونشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية التقرير بالفعل، لكن أخصائية البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية والباحثة في المركز الوطني للأبحاث العلمية في تولوز في فرنسا، أصالة لمع، غرّدت بأن "هدف المقال هو إلقاء الضوء على غياب الأبحاث وتكرار الأخطاء التي ارتكبناها سابقاً".
وأوضحت أن الهدف من وراء نشر التقرير هو "أن نستبق أي جائحة مقبلة، ولم يتحدث المقال أبداً عن جائحة حالية كما حرّفت معظم الأخبار الأمر".
وأشارت أغلب الشائعات إلى أن الفيروس صيني، ما أثار غضباً وعبارات عنصرية تجاه الصين، ووصمها بأنها مصدر متكرر للفيروسات، لكن التقارير تشير إلى أن نيباه تفشى في الماضي في الهند وبنغلادش.
وظهرت إصابات بالفيروس في بنغلادش منذ عام 2001، ويتم اكتشاف بؤر لتفشيه بشكل دوري في منطقة شرق الهند وفق تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية عن الفيروس عام 2018.
وتعد آسيا بؤرة للكثير من الأمراض المعدية الناشئة لعدة أسباب، من بينها التنوع الحيوي في المناطق الاستوائية، وما ينشأ عنه من مسببات الأمراض.
كما تسبب عدد السكان المتزايد، واختراق المجال البري، في زيادة الاحتكاك بين البشر والحيوانات البرية في هذه المناطق، ما زاد من مخاطر انتقال العدوى.
وركزت مواقع التواصل الاجتماعي على الخفافيش مجدداً متهمةً إياها بنشر فيروس نيباه، لكن ليس هناك إجماع بين العلماء حول ما إذا كانت الخفافيش هي التي نقلت عدوى فيروس نيباه، أو حتى كورونا نفسه.
وتحمل الخفافيش الأمراض مثل باقي الحيوانات، لكنها في نفس الوقت تساعد في مكافحة أمراض أخرى بفضل تناولها للحشرات الناقلة لها.