فوضى التضليل خلال العدوان: 3 خبراء يتحدّثون

30 أكتوبر 2023
تضامن في لاهاي الهولندية (فرانس برس)
+ الخط -

منذ بدء عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة، غرقت وسائل التواصل الاجتماعي بمعلومات مضللة ومشاهد قاسية ومحتوى انتهازي، ما جعل عمل الخبراء في فرز الحقيقة صعباً. 
واستضاف بودكاست On With Kara Swisher، ثلاثة خبراء حول حرب المعلومات في الإنترنت، وهم كبير صحافيي "بي بي سي" للتحقق من المعلومات المضللة، شايان سارداريزاده، والمسؤولة السابقة في "ميتا"، كاتي هارباث، ومديرة أبحاث مرصد الإنترنت في ستانفورد، رينيه ديريستا، وكلهم أكّدوا الصعوبة في التمييز بين الحقيقة والتضليل خلال الأحداث.
وأكّدت رينيه ديريستا أن من الصعب معرفة حجم المحتوى الضار في مواقع التواصل، خصوصاً في "إكس"، إذ لم يعد الباحثون قادرين على الوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات للمنصة. وتوضح أنه في الماضي كانت هناك علاقة بحثية جيدة بين المؤسسات الأكاديمية و"تويتر"، الاسم السابق لـ"إكس"، إذ كان لدى الباحثين وصول إلى بيانات الشركة مباشرة.
لكن هذه الإمكانية التي كانت مجانية صارت تكلف الآن أكثر من 42 ألف دولار شهرياً، لذلك تراجع الكثير من المؤسسات الأكاديمية عن مراقبة "إكس" وركّزت على "تليغرام".
ولاحظ سرداريزاده أن أكثر المواد انتشاراً خلال الأسبوعين الماضيين كانت في الأساس عبارة عن مقاطع فيديو لا علاقة لها بما حدث في الأسبوعين الماضيين على الأرض، سواءً في دولة الاحتلال، أو غزة. 
ويقول سرداريزاده، إن خطر التضليل لا يكمن في منشورات ينشرها 50 شخصاً وتحظى بـ100 إعادة تغريد، بل تلك المواد التي تُشاهَد عشرات الملايين من المرات على منصات، مثل "إكس" و"تيك توك" و"يوتيوب" و"فيسبوك" و"إنستغرام".
ويضيف أنه، عكس الخمسينيات والستينيات، لا يجلس الناس في هذه الأيام بالضرورة أمام التلفاز ويشاهدون نشرة الأخبار المسائية لمعرفة ما يحدث حول العالم. إنهم يتصفحون الإنترنت، ويتصفحون وسائل التواصل الاجتماعي، ويطلعون على شريط المحتوى، ويريدون الحصول على التحديثات باستمرار، خاصة عندما يكون هناك حدث بهذا الحجم. لذا، فإن كثيراً من الأدلة المرئية التي حصلوا عليها، لسوء الحظ، عبر الإنترنت في الأسبوعين الماضيين، كانت خاطئة تماماً. 
وأكد سرداريزاده أن الغالبية العظمى من المعلومات المضللة التي رصدها جاءت من أشخاص يبدو أنه لا علاقة لهم بالنزاع بشكل مباشر. ويوضح أنها منشورات من أشخاص عبر الإنترنت "يشاركون في الزراعة، ويتابعون الزراعة، ويؤثرون في الزراعة، وفي بعض الحالات، يحاولون وضع أكبر قدر ممكن من المحتوى الصادم لكسب المال منه".
ويشير: "لا أهتم كثيراً بشخص متأثر عاطفياً بهذا الصراع وينشر معلومات مضللة. ما يهمني هم الأشخاص الذين لا يرتبطون به بشكل مباشر، مثل شخص ما يجلس في أميركا أو في بريطانيا أو في الصين، وهم ينشرون محتوى، من وجهة نظري، يهدف فقط إلى الحصول على التأثير والتفاعل عبر الإنترنت".

لكن، إلى جانب الشهرة والمال، يذكّر سرداريزاده بتحقيق المكاسب السياسية. يضرب المثل بمقطع فيديو يحمل علامة "بي بي سي" ولم تنتجه، يتحدّث عن كون حماس حصلت على أسلحة مهرّبة من أوكرانيا. وقد أعاد الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، نشر نفس الادعاءات. ويعلّق سرداريزاده: "لذا، عليك أن تفكر، لماذا يبذل شخص ما هذا الجهد لإنتاج فيديو مزيف لبي بي سي ليقول إن مقاتلي حماس حصلوا على أسلحتهم من حكومة أوكرانيا؟ وهذا لا علاقة له بهذا الصراع".

وتقول هارباث إنه عندما ينشئ الأشخاص مقاطع فيديو مزيفة باستخدام العلامات التجارية لمنصات الأخبار، فإن هذا يستمر في المساهمة في عدم ثقة الناس وعدم معرفتهم بما هو موجود.
ومن جانبها، ترى ديريستا أن "أفضل ما يمكن فعله هو محاولة إعادة المصادر الموثوقة، ومحاولة إعادة الأشخاص الذين تم التحقق من وجودهم في المنطقة، وهذا أمر صعب ويتطلب جهداً حقاً"، مذكّرةً بأن "تويتر" مثلاً كان يقوم بذلك في الماضي لكن "إكس" ليس لديه الموظفون للقيام بذلك حالياً.

المساهمون