فوائد اللوز لمن يمارسون الرياضة بانتظام

12 يناير 2023
مكونات اللوز قد تدعم التعافي الأيضي لدى الرياضيين (الأناضول)
+ الخط -

خلصت دراسة جديدة إلى أن تناول اللوز يومياً قد يكون الحل المثالي لهواة ممارسة الرياضة. الدراسة التي أجريت على عينات عشوائية وأخرى مضبوطة أشارت إلى أن المشاركين الذين يمارسون الرياضة بانتظام، ويأكلون اللوز يومياً لمدة شهر، حصلوا فوائد كبيرة من دمج اللوز في وجباتهم الغذائية.

أظهرت النتائج التي نشرت في التاسع من يناير/كانون الثاني الحالي، في دورية Frontiers in Nutrition، أن المشاركين من الإناث والذكور الذين تناولوا 57 غراماً من اللوز يوميا لشهر واحد، حصّلوا نسبة أكبر من الدهون المفيدة في دمائهم بعد جلسة تمرين مكثف مدتها 90 دقيقة، أكثر من المشاركين في المجموعة التي لم تتناول هذا القدر من اللوز. 

تصنع الدهون المفيدة المذكورة في الدراسة، والمعروفة باسم Oxylipin (الدهون المؤكسدة)، من حمض اللينوليك بواسطة الأنسجة الدهنية البنية، ولها تأثير مفيد على الصحة من حيث تسهيل عملية التمثيل الغذائي وتنظيم الطاقة. ووفقاً للدراسة، فإن تناول اللوز يساعد في تقليل الشعور بالإرهاق والتوتر، كما يزيد من قوة العضلة الخلفية للساق، ويقلل من تلف العضلات بعد التمرين. 

أجريت التجارب السريرية على 38 رجلاً و26 امرأة، تتراوح أعمارهم بين 30 و65 عاماً، ولم يشاركوا في تدريبات منتظمة لرفع الأحمال أو أنشطة بدنية. اختار المؤلفون نصف المشاركين تقريباً بشكل عشوائي لمجموعة حمية اللوز، والنصف الآخر للمجموعة الضابطة الذين كانوا يأكلون يوميا قطعة من الحبوب المطابقة للسعرات الحرارية.

للتحقق من النتائج، أخذ الباحثون عينات من الدم والبول، قبل وبعد فترة الأسابيع الأربعة من المكملات الغذائية. تضمنت مقاييس الأداء اختبار بيئة العمل لمدة 30 ثانية، واختبار القفز العمودي، والضغط، وتمارين قوة الساق الخلفية. بعدها، أُخذت عينات دم وبول إضافية مباشرة، بعد جلسات تمرين مدتها 90 دقيقة يوميا لمدة أربعة أيام.

قال فريق البحث إن عادة مضغ اللوز لا تعزز عملية التمثيل الغذائي فحسب، بل تقلل أيضاً من الالتهاب، وتساعد الرياضيين على التعافي بسرعة أكبر. ويساعد تناول اللوز على خفض مستويات النوع السيئ من الكوليسترول الذي يسمى البروتين الدهني منخفض الكثافة، وزيادة مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة من النوع الجيد. 

وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة ديفيد نيومان، مدير مختبر الأداء البشري في جامعة أبالاش الحكومية في ولاية نورث كارولينا، أن الاستهلاك اليومي للوز يؤدي إلى تغيير في التمثيل الغذائي، ما يقلل من الالتهاب والإجهاد التأكسدي من التمارين، ويمكن الجسم من التعافي بشكل أسرع. تساعد مضادات الأكسدة في الحماية من تلف جزيئات الخلايا ويسهم في مقاومة الالتهاب والشيخوخة وأمراض مثل السرطان.

وأضاف نيومان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن اللوز يوفر مغذيات فريدة ومعقدة، بالإضافة إلى مزيج البوليفينول الموجود في قشر اللوز، لينتهي في الأمعاء الغليظة، ويساعد في السيطرة على الالتهاب والإجهاد التأكسدي. وأوضح أن هذه المكونات قد تدعم التعافي الأيضي لدى الرياضيين، من المستويات المجهدة من التمارين.

يحتوي اللوز كذلك على كميات عالية من البروتين وأنواع صحية من الدهون وفيتامين هـ والمعادن والألياف.  يمكن أن يساعد اللوز في خفض ضغط الدم الانقباضي، ما يوفر حماية أكبر ضد أمراض القلب، فضلاً عن غناه بالعناصر الغذائية القيمة، مثل المغنيسيوم والألياف الغذائية، والكالسيوم والفوسفور، ما يحسن صحة العظام، ويمكن أن يساعد الكسور على الالتئام أسرع. 

لم توفر الدراسة أي معلومات حول مقدار الفائدة التي يمكن الحصول عليها من مجرد تناول بعض حليب اللوز بدلاً من المكسرات الكاملة حتى الآن. لكن كوباً واحداً من حليب اللوز، يحتوي 39 سعرة حرارية فقط، وهي نصف كمية السعرات الحرارية لكوب حليب خال من الدسم، ما يجعله مفضلاً لدى البالغين الذين يحاولون إنقاص الوزن. كما أن حليب اللوز يحتوي على نسبة قليلة من النشويات والبروتين والدهون، وغني بفيتامين إي (E)، فالكوب الواحد يؤمن 100% من الحاجة اليومية من فيتامين E، الذي يساعد على حماية الجسم من الشوارد الحرة، لكنه قد لا يعتبر بديلاً جيداً إذا كانت هناك حساسية من المكسرات.

المساهمون