فنانون سوريون ينتخبون الأسد... مسلسل درامي يمجّد الديكتاتور
تُجرى "الانتخابات" اليوم (رامي السيد/Getty)
رحلت مي سكاف، التي كانت واحدة من الفنانين السوريين الذين انحازوا إلى الثورة والتحموا بها، مطالبين بإسقاط النظام السوري، مثبتين أن رسالة الفنّ إنسانية بحته، في الوقت الذي قاد فنانون هذه الرسالة لتمجيد نظام بشار الأسد والتصفيق له، متجاهلين ما حل في البلاد من دمار وخراب وتهجير، في مسلسل درامي يخرجه النظام وينتج عبر وسائل إعلامه.
وتروج صحيفة "الوطن"، الموالية للنظام، وفق نهج مدروس، لمسرحية الانتخابات بالتنسيق مع الفنانين الموالين للنظام، الذين أكدوا أن أصواتهم ستذهب إلى رئيس النظام، بشار الأسد، دون غيره، مقدمينه على أنه المخلص الوحيد لسورية مما حلّ بها.
من جهته، قال الممثل زهير عبد الكريم في حديثه للصحيفة إن "الأسد هو الأمل والأمان والمستقبل"، ناسياً حيّ جوبر في دمشق، عندما كانت تدكه الطائرات الحربية بالقنابل الفراغية، وحتى مدينة دوما التي تبعد كيلومترات قليلة عن العاصمة. ويبدو أن بوصلة الأمن والأمان لديه تعطلت، لترشده إلى شعار ردده شبيحة النظام دائماً، معبرين عن ولائهم الأعمى له: "الأسد أو نحرق البلد".
أما الفنان إسماعيل مداح، ابن مجدل شمس في الجولان المحتل، فقال في حديثه إلى الصحيفة إن "بشار الأسد هو الأمل للخروج من هذا الكابوس والوصول إلى بر الأمان والقضاء على الفساد والفاسدين بهمته وهمة كل شريف، ولتكن المرحلة القادمة مرحلة الأمل بالعمل، كعنوان عريض لإعادة بناء سورية وبناء الإنسان فيها". وأضاف: "أنا متفائل جداً وسأنتخب الدكتور بشار الأسد". ليشوه عمداً رسالة الفن الإنسانية المتسامية، التي يجب أن تكون بعيدة عن مساندة الأنظمة القمعية، ويتجاهل الجولان المحتل الذي لم يحرك نظام الأسد ساكناً في سبيله.
كذلك، وصفت تولاي هارون بشار الأسد بصمام الأمان وحامي الأرض والعرض، وبذلك برّرت أنها ستصوت له، خلال "العرس الوطني الكبير" المزعوم. وفي حديثها إلى صحيفة الوطن، قالت إن "أعداء سورية يحاولون إفشال الانتخابات بشتى الوسائل". وهارون، ابنة مدينة اللاذقية في الساحل السوري، تتجاهل ما الذي يعانيه نازحو الساحل السوري في المخيمات شمال غرب سورية، ولم تدرك أن طائرات الأسد وروسيا لاحقتهم إلى مخيماتهم لتقصفها وتوقع القتلى فيها، ليكون الأسد عنوان القتل والخراب، وليس صمام الأمن والأمان، كما تدعي هي وغيرها.
وقائمة الفنانين المؤيدين لنظام بشار الأسد تطول، ومن غير المستغرب موقف البعض المؤيد بلا وعي للنظام، ومنهم فادي صبيح وعبير شمس الدين وغادة بشور وميسون أبو أسعد وسلمى المصري، وغيرهم الكثير، كون هؤلاء الفنانين وقفوا سابقاً إلى جانب النظام، معلنين الولاء المطلق له، مرددين الأسطوانة ذاتها التي يرددها عن مؤامرة تستهدف سورية، كانت باباً لاعتقال الآلاف والزج بهم في السجون، وتدمير مدن بأكملها، مغيبين صوت العقل والمنطق، ليكونوا في القائمة السوداء لدى السوريين المطالبين بالحرية، بعد مضي عقد على الثورة ضد نظام الأسد.
وفي هذا السياق، أيضاً، لا ننسى نقيب الفنانين السوريين، زهير رمضان، الذي يمثّل صورة النظام بأقبح أشكالها في تولّيه لمنصبه، وتوزيع شهادات الوطنية والشرف على الفنانين، وسحبها من آخرين، حتى أن لم يتوانَ عن تخوين الفنانين السوريين الذي غادروا البلاد، ساحباً منهم عضويتهم في النقابة.