فعاليات تضامنية مع غزة: العالم في تظاهرة مستمرّة

08 مارس 2024
من تظاهرة تضامنية في لوس أنجليس (ديفيد ماكنيو/ Getty)
+ الخط -

ما زالت الفعاليات الفنية والثقافية في الغرب تتوالى دعماً للقضية الفلسطينية، ورفضاً لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل صمت وتواطؤ الحكومات الغربية.

فلسطين حرة

من أواخر هذه المبادرات، احتجاج قاده عدد من العاملين الثقافيين في الولايات المتحدة الأميركية، رفضاً لشراكة معرض فريز في لوس أنجليس مع بنك دويتشه الداعم للاحتلال الإسرائيلي، إذ احتشد المحتجون خارج المعرض، رافعين لافتات داعمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

التظاهرة التي انطلقت في 2 مارس/آذار حاصرت مدخل المعرض خلال ساعات الذروة، وحمل المتظاهرون لافتات "اتركوا غزة تعيش"، و"دويتشه بنك يستثمر في الإبادة الجماعية" و"إنهاء الاستعمار هو أكثر من مجرد كلمة طنانة في بيان صحافي".

يذكر أن "فريز لوس أنجليس" هو معرض فني دولي، أُطلق عام 2019، ويهتم بالفن المعاصر إلى جانب عرض المساهمات العالمية للمدينة الأميركية في الفنون البصرية. وتضم الفعالية التي يستضيفها الغاليري، الذي يقع في الركن الجنوبي الشرقي من مطار سانتا مونيكا، أكثر من 95 معرضاً لفنانين من جميع أنحاء العالم، ويمتد في الفترة من 29 فبراير/شباط إلى 3 مارس/آذار.

وفي تصريح صحافي، قالت إحدى المشاركات في التظاهرة، وهي الفنانة نينا سارنيل: "أحتج لأنني أشعر بالرعب كل يوم عندما أشاهد الأخبار وأرى القسوة والظلم اللذين يحدثان في غزة والضفة الغربية". وأضافت: "نحن كأميركيين نمتلك القوة لكن لا نستخدمها بالطريقة الصحيحة، لهذا السبب علينا أن نكون هنا".

وفي وقت لاحق من السبت الماضي، توجهت مجموعة من المتظاهرين إلى معرض فيليكس للفنون في فندق روزفلت في هوليوود. وفي وسط المعرض الذي أقيم في الساحة المحيطة في حمام السباحة التابع للفندق، رفع فنانان من المحتجين لافتة كتب عليها: "ما فائدة الفن الذي يتجاهل الإبادة الجماعية؟".

ووقف الفنانان صامتين لمدة 10 دقائق، وهما يرفعان اللافتتين بيد واحدة، بينما كف اليد الأخرى مطلية باللون الأحمر، ليلتقط عدد من الزوار الصور. وعندما اقترب موظفو الفندق منهما، هتفوا "فلسطين حرة حرة!"، وسقطوا إلى الخلف في حمام السباحة، وطفوا على ظهورهم لمدة 10 دقائق أخرى في مشهد تمثيلي يشير إلى ضحايا آلة الحرب الصهيونية في قطاع غزة.

عائلة النويري

في ولاية أميركية أخرى، هي ولاية ويسكونسن، وفي عاصمتها ماديسون تحديداً، أقيم عرض ملهم للتضامن الإنساني والإبداع، إذ حضر عدد من سكان المدينة في حدث فني لجمع التبرعات حتى يساعدوا إحدى العائلات الفلسطينية على الخروج من غزة عبر معبر رفح.

شمل الحدث الفني معرضاً مبتكراً؛ إذ رسمت الفنانة ليزلي نمبرز لوحاتها الفنية المتميزة على ملابس أحضرها المتبرعون إلى مقر الحدث الفني.

فضلاً عن تلك الفعالية، أطلق المنظمون مبادرة تحت عنوان "اقرأ فلسطين" للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وتسع سنوات، وضمت كتاباً تعريفياً ثنائي اللغة، ألّفه ورسم محتواه أطفال مخيم عايدة للاجئين ببيت لحم، للتعريف بطبيعة حياتهم داخل المخيم.

المبادرة التي طمحت إلى رفع مستوى الوعي حول نضال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يواجهه من حصار وإبادة جماعية، سعت أيضا إلى ضرب مثال لكيف يمكن للجهود الجماعية أن تُحدث تأثيراً كبيراً على عائلة واحدة على الأقل، وهي عائلة النويري في غزة، حتى يتكرر الأمر، مثلما يطمح منظمو المبادرة.

جوقة من 100 طفل

من إنكلترا، في مدينة كيرفيلي جنوب ويلز، أقيمت فعالية غنائية تحت اسم "غنوا من أجل فلسطين" بهدف جمع الأموال لصالح تحالف أطفال الشرق الأوسط، وهي منظمة إغاثة تدعم الأطفال في قطاع غزة.

قادت المغنية والممثلة شارلوت تشيرش جوقة ضمت 100 طفل ليغنوا ترنيمة احتجاجية تدعو إلى تحرير فلسطين.

"من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر"، أدّتها المغنية الإنكليزية، وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية. وقالت تشيرش في تصريح صحافي عن الفعالية إنها "تجربة روحية عميقة بالنسبة لي، وسأفعل ذلك 100 مرة أخرى وأخطط لذلك". وأوضحت المغنية البريطانية: "الأمر يتعلق بذبح عشرات الآلاف من الأبرياء، وذبح الأطفال. ما يحدث في غزة هو جحيم على الأرض. لقد أُنشئ جحيم، والناس يُجوّعون عمداً".

من النهر إلى البحر

من إنكلترا أيضاً، أُقيم مزاد فني مرموق بعنوان "أصوات فلسطين" في فندق دورتشستر في 25 فبراير/ شباط، وسلط الحدث الضوء على 15 عملاً عربياً وغربياً، من بينهم منحوتة مصغرة بعنوان "قاذف الزهور" لفنان الغرافيتي الشهير بانكسي، وحصدت وحدها 16 ألف جنيه إسترليني. جمعت الحملة 165 ألف جنيه إسترليني، وخُصصت الأموال لتعزيز مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة من خلال توجيهها إلى مبادرة "فجر العلمية".

وفي أمسية إطلاق المزاد، تحدثت منظمة الحدث الفني، الناشطة المصرية رحمة زين، عن دور الفعالية في تعزيز المناقشات حول التمكين الاقتصادي والسياسي للفلسطينيين. وأشارت إلى أن هذا الحدث بمثابة منصة مهمة للرد على تحيزات وسائل الإعلام الرئيسية. بينما قدم الرئيس التنفيذي لشركة فجر العلمية، مصعب ناصر، تفاصيل عن خطة بقيمة 55 مليون دولار تهدف إلى تحسين المرافق الطبية في غزة. ويهدف هذا المشروع الطموح إلى إضافة 120 سرير مستشفى والعديد من غرف العمليات ووحدات العناية المركزة على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

تضمنت الأمسية أيضاً حلقة نقاش مع متحدثين رفيعي المستوى، منهم السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، الذي ناقش تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودور وسائل الإعلام في تقديم الوقائع على الأرض.

المساهمون