هاربون تحت سماء حمراء... مدينة في الكونغو الديمقراطية تنجو من البركان

23 مايو 2021
توقف البركان عند تخوم مدينة غوما ولكن الناس خائفون (فرانس برس)
+ الخط -

نار مستعرة وسماء تحولت كلياً إلى اللون الأحمر، بينما رائحة الكبريت ملأت مدينة غوما الواقعة شرق الكونغو الديمقراطية، وسط أفريقيا، التي نجت من حمم بركان نيراغونغو بعد انفجاره مساء السبت وتوقفت الحمم عند حدودها.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الحاكم العسكري للمنطقة الجنرال كونستان نديما في تسجيل صوتي قصير موجه للسكان عبر وسائل الإعلام العامة أن "الحمم توقفت عند بوهيني على مشارف غوما"، مؤكدا أن "المدينة نجت".

وتشكل بوهيني حدود المدينة مع أرض نيراغونغو المجاورة التي جرفت الحمم العديد من المنازل في عدد من قراها. وقال الجنرال إن "الحمم دمرت منازل" في بوهيني من دون أن يذكر تقديرات لحجم لهذا الدمار.

وأوضح أنه "سجلت سرقات من المحلات التجارية ومحاولة لهروب سجناء" في سجن المدينة ، لكن "الوضع تحت السيطرة".

وأضاف أن "أكثر من سبعة آلاف شخص عبروا الحدود إلى رواندا. وقد بدأوا بالعودة إلى المدينة منذ صباح الأحد قرابة 05,00 بالتوقيت المحلي". وأضاف أن السكان الذين فروا باتجاه الجنوب الغربي باتجاه ساكي في منطقة ماسيسي "بدأوا أيضاً بالعودة إلى وسط المدينة".

وشعر سكان غوما فجر الأحد بعدد من الزلازل. وقال أحد السكان إن "بعض الأشخاص بدأوا يعودون إلى بيوتهم والوضع أقرب إلى الهدوء الآن". وتدارك "لكن السكان ما زالوا خائفين ومربكين لأن السلطات لم تصدر أي بيان صباح" الأحد.

وكان وصول سيل من الحمم البركانية إلى تخوم غوما بعد انفجار بركان نيراغونغو الذي يشرف على المدينة بدون إنذار مسبق أدى إلى هرب السكان بالآلاف وسط حالة من الهلع.

وكان آخر ثوران كبير لبركان نيراغونغو حدث في 17 يناير/ كانون الثاني 2002. وقد تسبب حينذاك بمقتل أكثر من مئة شخص وغطت الحمم خلاله الجزء الشرقي من غوما بأكمله، بما في ذلك نصف مدرج المطار. وتدفقت الحمم بعد ذلك ببطء نحو المدينة التي قسمتها لتكمل مسارها إلى بحيرة كيفو.

ونشرت صور لم يتم التحقق من صحتها من مصادر مستقلة، ليل السبت الأحد، على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت منازل تحترق وتبتلعها ببطء الحمم المنصهرة المتوهجة في الضواحي الشمالية الشرقية لمدينة غوما وخصوصاً في حي بوهيني.

"السماء أصبحت حمراء"

انفجر البركان من دون أي إنذار مسبق. وبدأ لهب أحمر يخرج من فوهته، ويروي السكان كيف فروا تحت سماء تحولت إلى اللون الأحمر، وانتشرت رائحة الكبريت في غوما الواقعة على السفح الجنوبي للبركان على ضفاف بحيرة كيفو.

ويبلغ عدد سكان مدينة غوما نحو 600 ألف نسمة. وهي عاصمة إقليم شمال كيفو الذي يشهد اضطرابات ناجمة عن انتشار مجموعات مسلحة عديدة.

وغوما المجاورة لأوغندا هي منطقة نشاط بركاني مكثف. وهي تضم ستة براكين بينها نيراغونغو ونياموراجيرا التي تقع قمتهما على ارتفاع 3470 مترا و 3058 مترا على التوالي. وحدث أسوأ ثوران لنيراغونغو في 1977 وأسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص.

دلالات
المساهمون